"التلغراف": بريطانيا تمنح اللجوء لـ29 عنصراً من "الخوذ البيضاء" وعائلاتهم

25 سبتمبر 2018
عناصر من "الخوذ البيضاء" في عملية إنقاذ (بهاء الحلبي/الأناضول)
+ الخط -


منحت بريطانيا حق اللجوء لـ 29 متطوعًا من الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، ونحو 70 فردًا من عائلاتهم، حسبما علمت صحيفة "التلغراف" البريطانية.

وذكرت الصحيفة أن إعادة توطين الأسرة الأولى حصلت بالفعل في المملكة المتحدة، في حين من المقرر أن تنتقل الأسر الباقية نحو بريطانيا في أوائل الشهر المقبل.

ولفتت إلى عملية إجلاء ما مجموعه 98 عنصراً من متطوعي الدفاع المدني السوري، و324 من عائلاتهم وأقاربهم من جنوب سورية، تمت عبر الأردن في يوليو/تموز الماضي، في مهمة إنقاذ غير مسبوقة.

وأشارت "التلغراف" إلى أن متطوعي الدفاع المدني، المميزين بخوذهم البيضاء، يعملون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سورية، ويلبون خدمات الطوارئ غير الرسمية، كما تمولها جزئياً حكومة المملكة المتحدة. ولفتت إلى الصور والفيديوهات التي استطاع الدفاع المدني السوري أن يوصلها إلى العالم، وأن يلفت انتباه الرأي العام العالمي لفظاعات الحرب الأهلية في سورية، كذلك بثوا عمليات الإنقاذ التي شملت عشرات الآلاف من المدنيين.

وذكرت الصحيفة في تقريرها أن عناصر "الخوذ البيضاء" الذين يعتبرهم النظام السوري "إرهابيين"، كانوا موضوع حملة تضليل كبرى يقودها النظام السوري وبدعم من روسيا. وبناء على ذلك استهدفت قوات النظام والطيران الروسي المقار الرئيسية للدفاع المدني في هجمات وغارات أسفرت عن مقتل أكثر من 250 من رجال الإنقاذ، إضافة إلى تعرضهم للمضايقة والاعتقال.

كما بيّنت "التلغراف" أن الحكومات الغربية صاغت خطة الإخلاء بعد أن حاصرت قوات النظام السوري مناطق المعارضة في درعا والقنيطرة في جنوب غرب سورية، ما أثار المخاوف على سلامتهم. وأعطيت العائلات مساكن مؤقتة في مخيمات في الأردن، الذي يستضيف بالفعل نحو مليون لاجئ من سورية، وتوصل إلى إغلاق الحدود لعدم قدرته على استيعاب المزيد من اللاجئين.

ووافقت كندا على توطين عدد من هؤلاء المتطوعين زيادة على العدد الذي تكفلت به. كما تشارك ألمانيا وفرنسا تقاسم العدد المتبقي. كما خضع عناصر الدفاع المدني لفحص مكثف من قبل موظفي الهجرة البريطانيين باستخدام معايير وضعها مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين.

وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء سيعاملون على أنهم "لاجئون عاديون" قبل تسليمهم إلى السلطات المحلية في أنحاء المملكة المتحدة.

ونقلت "التلغراف" عن وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، قوله: "إن أعمال عناصر الخوذ البيضاء تظهر بطولة العصر الحديث. إنهم يستحقون الاحترام بحق من أجل عملهم الشجاع المنقذ للحياة، وتم ترشيحهم في السابق لجائزة نوبل للسلام". وتابع "هرع هؤلاء المتطوعون الشجعان لسحب الناس من تحت الأنقاض عندما أمطرت القنابل سورية، وأنا فخور بأن المملكة المتحدة قادت الطريق لإجلائهم وإعادة توطينهم".

وقال وزير التنمية الدولية، بيني مورداونت، إن المملكة المتحدة ستبحث أيضاً كيف يمكن أن "تستفيد من خبرتهم القيمة خصوصاً في حماية المدنيين المحتاجين".

وإعادة توطين عناصر الدفاع المدني وعائلاتهم ليست جزءاً من المخططين الرسميين للحكومة البريطانية، وقد شمل الأول توطين 11 ألف لاجئ سوري حتى الآن، ومن المقرر أن يشمل الثاني قبول 12 ألف لاجئ سوري بحلول عام 2020.
المساهمون