برجا الحادي عشر من سبتمبر

23 نوفمبر 2015
عمارة البرجين (Getty)
+ الخط -
ليس أشهر من البرجين التوأمين الواقعين في حي مانهاتن في نيويورك. شهرة طبقت الآفاق، وفقًا للمجاز العربي المعروف. 
أي هي ذاعت وانتشرت في كل مكان، تمامًا كما انتشر غبار الحطام الإسمنتي في الحي النيويوركي يوم الثلاثاء الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول عام 2001.

لم يخطر في بال مهندس المبنييْن، الياباني مينورو ياماساكي (1912- 1986)، أن يلقى تصميمه هذا المصير الشهير، وخاصّة أن تصميمه هذا، الذي يعدّ جزءًا من مجمّع مركز التجارة العالمي، قد كرّس اسمه معماريًا ناجحًا في سبعينيات القرن الماضي.
استغرق بناء البرجين ثمانية أعوام (1965 - 1973). ولم يمضِ عامان اثنان حتّى اندلع فيهما حريقٌ كبيرٌ عام 1975. وبعد حوالي ثمانية عشر عامًا، وتحديدًا عام 1993، حصل هجوم بقنبلة على البرجين. أضرار الحريق والقنبلة، بدتْ كتغضنات على الوجه الغرانيتي للبرجين، وكان ممكنًا تمويه آثارهما عبر ترميم مضاد.

مرتان اثنتان، والمرة الثالثة "ثابتة"، كما يقول مثل شامي ذائع.
ما كان ممكنًا على الإطلاق تمويه آثار المرّة الثالثة. فهي أشهر حدث افتُتحت عبره الألفية، وطبعت القرن الحادي والعشرين بلفظ شهير جدًا: الإرهاب.

اقرأ أيضًا: جامع محمد الأمين

لا شيء لافتٌ في عمارة البرجين، ويظهر من مسقطيهما أنهما إلى شكل المربع أدنى. تلك الطوابق الكثيرة التي تعدّ تقريبًا الخمسين، ما كان ممكنًا لها أن تنتصب لولا الهيكل المعدني الذي عليه عبء حمل الخرسانة المسلحة، والمغلّفة بالزجاج والغرانيت الأحمر. إذ لم يقصد المهندس الياباني، المختصّ بالمباني الحكومية، أن يزخرف ويتفنّن في بناء البرج، فالكفّة تميل نحو الاستعمال لا الجمال، نحو الاستفادة القصوى من المساحة، وخاصّة أن موقع البرجين، وباقي الأبنية التي تؤلّف مجمّع التجارة العالمي، في حيّ يعدّ من أغلى الأحياء النيويوركية.
برجان اثنان؛ شمالي وجنوبي. وطائرتان اثنتان، متعاكستان في المسير. كلّ بدورها ستخترق برجًا. قيل إن قوّة الانفجار أدّت إلى انصهار الهيكل المعدني للبرجين، وأن الحرائق لا الطائرتين أدّت إلى الانهيار.

تناوب محققون كثر ومعماريون على تفنيد وقائع الحادث علميًا، بعدما أحصي عدد القتلى.
وقبل ذاك، سارع الرئيس الأميركي إلى الإعلان عن موقف بلاده.
من نسي خطاب الرئيس الأميركي جورج بوش وقتها؟ من نسي كلامه: الحرب على الإرهاب؟
لم ينسَ أحد، فقد تغيّر وجه عالمنا إلى الأبد.
المساهمون