في الأعوام الأخيرة، باتت برامج تلفزيون الواقع التي تتخذ من الهواة والمهمشين أبطالاً لها، يتنافسون عبر حلقاتها لتحقيق الألقاب الفخرية والمكاسب المادية والشهرة، هي الأكثر انتشاراً وشعبيةً في المحطات الفضائية العربية الكبرى.
ومع حلول الألفية الثالثة، ازداد عدد برامج تلفزيون الواقع المتشابهة من حيث الموضوع. فعلى سبيل المثال، أنتجت الفضائيات العربيّة منذ بداية الألفيّة الثالثة العديد من البرامج التي تعتمد شكل المسابقة، والتي يتنافس فيها المشاركون بأصواتهم وغنائهم، كبرنامج "سوبر ستار" الذي أنتجته قناة "المستقبل" اللبنانية، وتحول إلى برنامج "آراب آيدول" بعد أن اشترته قناة "إم بي سي" السعوديّة، وبرنامج "ستار أكاديمي" الذي بدأ عرضه على قناة "إل بي سي" اللبنانية، وانتقل إلى قناة "سي بي سي" المصريّة في الأعوام الأخيرة، وبرنامج "ذا فويس" الذي أنتجته "إم بي سي" أيضاً، وبرنامج "إكس فاكتر" الذي أنتجته قناة "روتانا".
وحاولت معظم هذه البرامج أن تجذب الجمهور إليها وتنافس البرامج الشبيهة، من خلال الاعتماد على عنصرين، وهما: إعطاء مساحة للنجوم ضمن وقت البرنامج، أو اختلاق دراما من خلال الخلافات والمشادات الكلامية بين أعضاء لجان التحكيم أو المتسابقين في بعض الأحيان.
ففي برنامج "سوبر ستار" الذي بدأ الموسم الأول منه سنة 2003، لم يتواجد ضمن أعضاء لجنة التحكيم أي نجم غناء عربي يتمتع بشعبيّة حقيقية. فكان الملحّن الياس الرحباني هو العنصر الأبرز ضمن اللجنة؛ ولكن البرنامج اعتمد بالترويج لحلقاته الأخيرة على استضافة النجوم؛ فتفطنت بقية البرامج المشابهة إلى أهمية تواجد النجوم بشكل مستمر في البرنامج. فأصبحت كل لجنة تحكيم تتضمن نجماً من نجوم الصف الأول على أقل تقدير، وذلك ما دفع "إم بي سي" لتغيير جميع أعضاء لجنة التحكيم بعد أن اشترت البرنامج وغيرت اسمه إلى "آراب آيدول"، فتضمنت لجنة التحكيم راغب علامة وأحلام، بالإضافة إلى الموزع الموسيقي حسن الشافعي، الذي لم يكن يتمتع بالنجومية والشعبية حينذاك. وساهمت هذه التغييرات بإعادة إحياء البرنامج، بعد أن كانت شعبيته قد تقلصت في الموسمين الرابع والخامس.
إلا أن استبدال لجنة التحكيم، وإقحام النجوم فيها، لم يكن السبب الحقيقي وراء نجاح وشعبية البرنامج. ففي سنة 2011 التي انطلق فيها الجزء الأول من البرنامج، كانت معظم البرامج الشبيهة تعتمد على النجوم في لجان التحكيم، ولكن "آراب آيدول" تفوق عليها جميعاً، وحقق نسبة المشاهدة العليا حينذاك، بسبب الخلاف الذي اشتعل بين راغب علامة وأحلام في الموسم الأول. وسرعان ما تحول هذا اخلاف إلى نكهة درامية تضفي المزيد من الحماس للبرنامج.
واستغلت "إم بي سي" الخلاف للترويج للموسم الثاني من البرنامج. ففي إعلان الموسم الثاني، تم التركيز على الخلاف بشكل واضح. ويتم في الوقت الحالي استخدام نفس الأسلوب للترويج للجزء الجديد من برنامج "ذا فويس"، والذي استبدل طاقم حكامه هذا الموسم. فركز الإعلام الترويجي للبرنامج على خلاف حاد من المتوقع أن يشتعل بين أحلام وإليسا.
إضفاء نكهة درامية على برامج الواقع، سيزيد بلا شك من نسبة متابعة البرنامج، وذلك ما يفسر تراجع شعبية "آراب آيدول" بعد انسحاب راغب علامة من البرنامج. ولا تعتبر الخلافات والمشاحنات هي الطريقة الوحيدة التي قد يتم استخدامها لخلق الدراما وجذب الجمهور، بل إن الايحاء بوجود علاقات حب مضمرة بين أعضاء لجنة التحكيم سيتكفل بصناعة الدراما، كما حدث في الموسم الثالث من برنامج "إكس فاكتر"، حيث استخدمت العديد من الإيحاءات للدلالة على وجود علاقة حب سرية تجمع بين إليسا ووائل كفوري.
وكذلك ارتبط هذا الموسم من "إكس فاكتر" بالعلاقة المتوترة بين اليسا وكارول سماحة والتي بينت عن تباعد في الآراء الفنية بشأن المشتركين، وكيف أصبحت الواحدة تنتظر تعليق الأخرى، لتعاندها من خلال المبارزة بين المشتركين. لكن الواضح أن خلافات كارول سماحة وإليسا لم تكن مصطنعة بل حقيقية، بينما كرّسها البرنامج بطريقة واضحة.
وتم استخدام الطريقة ذاتها في برنامج "آرابز غوت تالنت"، عندما سربت صور على الإنترنت يظهر فيها علي جابر وهو يقبل اللبنانية نجوى كرم. وأثيرت إشاعة حول وجود علاقة بين الثنائي الذي أنكر بشكل قاطع الموضوع. ولكن تلك التسريبات جعلت الجمهور يتشوق لحضور أدق التفاصيل في البرنامج، بغية الكشف عن خفايا تلك العلاقة.
وشهد الموسم الأول من "غوت تالنت" مجموعة من الخلاف في الآراء بين نجوى كرم والاعلامي المصري عمرو أديب قبل انضمام علي جابر للمواسم التالية. فكان أديب صارماً في توجهاته واختياره للمشتركين، ما دفع نجوى كرم للتضامن معهم.
وعلى الرغم من أن لجنة تحكيم برنامج "ديو المشاهير" صورية قياساً إلى النتيجة العامة للمباراة في البرنامج، والتي تتجه إلى الأعمال الخيرية. إلا أنّ الفنان أسامة الرحباني شغل الناس بتعليقات قاسية كان يدلو بها بعد انتهاء وصلة الفنان في البرنامج وكانت قاسية نوعاً ما، حتى كان بعض المشاهير المشاركين في البرنامج يخافون من تعليقه على البرنامج. وجرى الأمر نفسه عندما تحول البرنامج إلى محطة أخرى حيث اعتلى الملحن طارق أبو جودة كرسي التحكيم، ولم يكن أقل تهكماً على المشاركين من زميله الرحباني، وهذا ما أسهم تلقائيًا في دفع البرنامج إلى الأمام على صعيد ردود فعل الصحافة والتعليقات بعد كل حلقة.
اقــرأ أيضاً
ومع حلول الألفية الثالثة، ازداد عدد برامج تلفزيون الواقع المتشابهة من حيث الموضوع. فعلى سبيل المثال، أنتجت الفضائيات العربيّة منذ بداية الألفيّة الثالثة العديد من البرامج التي تعتمد شكل المسابقة، والتي يتنافس فيها المشاركون بأصواتهم وغنائهم، كبرنامج "سوبر ستار" الذي أنتجته قناة "المستقبل" اللبنانية، وتحول إلى برنامج "آراب آيدول" بعد أن اشترته قناة "إم بي سي" السعوديّة، وبرنامج "ستار أكاديمي" الذي بدأ عرضه على قناة "إل بي سي" اللبنانية، وانتقل إلى قناة "سي بي سي" المصريّة في الأعوام الأخيرة، وبرنامج "ذا فويس" الذي أنتجته "إم بي سي" أيضاً، وبرنامج "إكس فاكتر" الذي أنتجته قناة "روتانا".
وحاولت معظم هذه البرامج أن تجذب الجمهور إليها وتنافس البرامج الشبيهة، من خلال الاعتماد على عنصرين، وهما: إعطاء مساحة للنجوم ضمن وقت البرنامج، أو اختلاق دراما من خلال الخلافات والمشادات الكلامية بين أعضاء لجان التحكيم أو المتسابقين في بعض الأحيان.
ففي برنامج "سوبر ستار" الذي بدأ الموسم الأول منه سنة 2003، لم يتواجد ضمن أعضاء لجنة التحكيم أي نجم غناء عربي يتمتع بشعبيّة حقيقية. فكان الملحّن الياس الرحباني هو العنصر الأبرز ضمن اللجنة؛ ولكن البرنامج اعتمد بالترويج لحلقاته الأخيرة على استضافة النجوم؛ فتفطنت بقية البرامج المشابهة إلى أهمية تواجد النجوم بشكل مستمر في البرنامج. فأصبحت كل لجنة تحكيم تتضمن نجماً من نجوم الصف الأول على أقل تقدير، وذلك ما دفع "إم بي سي" لتغيير جميع أعضاء لجنة التحكيم بعد أن اشترت البرنامج وغيرت اسمه إلى "آراب آيدول"، فتضمنت لجنة التحكيم راغب علامة وأحلام، بالإضافة إلى الموزع الموسيقي حسن الشافعي، الذي لم يكن يتمتع بالنجومية والشعبية حينذاك. وساهمت هذه التغييرات بإعادة إحياء البرنامج، بعد أن كانت شعبيته قد تقلصت في الموسمين الرابع والخامس.
إلا أن استبدال لجنة التحكيم، وإقحام النجوم فيها، لم يكن السبب الحقيقي وراء نجاح وشعبية البرنامج. ففي سنة 2011 التي انطلق فيها الجزء الأول من البرنامج، كانت معظم البرامج الشبيهة تعتمد على النجوم في لجان التحكيم، ولكن "آراب آيدول" تفوق عليها جميعاً، وحقق نسبة المشاهدة العليا حينذاك، بسبب الخلاف الذي اشتعل بين راغب علامة وأحلام في الموسم الأول. وسرعان ما تحول هذا اخلاف إلى نكهة درامية تضفي المزيد من الحماس للبرنامج.
واستغلت "إم بي سي" الخلاف للترويج للموسم الثاني من البرنامج. ففي إعلان الموسم الثاني، تم التركيز على الخلاف بشكل واضح. ويتم في الوقت الحالي استخدام نفس الأسلوب للترويج للجزء الجديد من برنامج "ذا فويس"، والذي استبدل طاقم حكامه هذا الموسم. فركز الإعلام الترويجي للبرنامج على خلاف حاد من المتوقع أن يشتعل بين أحلام وإليسا.
إضفاء نكهة درامية على برامج الواقع، سيزيد بلا شك من نسبة متابعة البرنامج، وذلك ما يفسر تراجع شعبية "آراب آيدول" بعد انسحاب راغب علامة من البرنامج. ولا تعتبر الخلافات والمشاحنات هي الطريقة الوحيدة التي قد يتم استخدامها لخلق الدراما وجذب الجمهور، بل إن الايحاء بوجود علاقات حب مضمرة بين أعضاء لجنة التحكيم سيتكفل بصناعة الدراما، كما حدث في الموسم الثالث من برنامج "إكس فاكتر"، حيث استخدمت العديد من الإيحاءات للدلالة على وجود علاقة حب سرية تجمع بين إليسا ووائل كفوري.
وكذلك ارتبط هذا الموسم من "إكس فاكتر" بالعلاقة المتوترة بين اليسا وكارول سماحة والتي بينت عن تباعد في الآراء الفنية بشأن المشتركين، وكيف أصبحت الواحدة تنتظر تعليق الأخرى، لتعاندها من خلال المبارزة بين المشتركين. لكن الواضح أن خلافات كارول سماحة وإليسا لم تكن مصطنعة بل حقيقية، بينما كرّسها البرنامج بطريقة واضحة.
وتم استخدام الطريقة ذاتها في برنامج "آرابز غوت تالنت"، عندما سربت صور على الإنترنت يظهر فيها علي جابر وهو يقبل اللبنانية نجوى كرم. وأثيرت إشاعة حول وجود علاقة بين الثنائي الذي أنكر بشكل قاطع الموضوع. ولكن تلك التسريبات جعلت الجمهور يتشوق لحضور أدق التفاصيل في البرنامج، بغية الكشف عن خفايا تلك العلاقة.
وشهد الموسم الأول من "غوت تالنت" مجموعة من الخلاف في الآراء بين نجوى كرم والاعلامي المصري عمرو أديب قبل انضمام علي جابر للمواسم التالية. فكان أديب صارماً في توجهاته واختياره للمشتركين، ما دفع نجوى كرم للتضامن معهم.
وعلى الرغم من أن لجنة تحكيم برنامج "ديو المشاهير" صورية قياساً إلى النتيجة العامة للمباراة في البرنامج، والتي تتجه إلى الأعمال الخيرية. إلا أنّ الفنان أسامة الرحباني شغل الناس بتعليقات قاسية كان يدلو بها بعد انتهاء وصلة الفنان في البرنامج وكانت قاسية نوعاً ما، حتى كان بعض المشاهير المشاركين في البرنامج يخافون من تعليقه على البرنامج. وجرى الأمر نفسه عندما تحول البرنامج إلى محطة أخرى حيث اعتلى الملحن طارق أبو جودة كرسي التحكيم، ولم يكن أقل تهكماً على المشاركين من زميله الرحباني، وهذا ما أسهم تلقائيًا في دفع البرنامج إلى الأمام على صعيد ردود فعل الصحافة والتعليقات بعد كل حلقة.