برامج المواهب العربية في إجازة طويلة

06 يوليو 2020
من "ستار أكاديمي" الموسم 11 (LBCI)
+ الخط -

بعد القرارات الحاسمة التي اتخِذَت في معظم الفضائيات العربية الداعية إلى تخفيض الميزانيات، يبدو واضحًا أنَّ برامج المواهب التي سيطرت على المشاهدين في السنوات الأخيرة، توقفت مسيرتها هي الأخرى، والسبب بالطبع هو الميزانيات الضخمة التي تشترط شركات الإنتاج العربية دفعها لتنفيذ هذا النوع من البرامج المُصنفة في خانة الترفيه.

قبل أكثر من عقد، بدأت برامج المواهب "المستوردة" تغزو الشاشات العربية. عام 2003 انطلق برنامج "ستاراك" في العالم العربي من خلال شاشة LBCI اللبنانية. وعُرِضَ على أكثر من خمس فضائيات عربية شاركت في إنتاجه، أو اشترت حقوق العرض من الشركة المالكة "أندمول". على مدى 13 موسمًا، قدم "ستاراك" مجموعة من الأصوات التي كانت تبحث عن فرصة للعبور إلى عالم الغناء. لكن بعض الفائزين أضاعوا اللقب، ربما لعدم امتلاكهم موهبة صوت حقيقية، وتحولوا إلى التمثيل أو إلى تقديم البرامج، ومنهم من اختفى.

ربما أساءت الشركة المالكة للبرنامج في العالم العربي في المواسم الأخيرة، للبرنامج بنسخته الأجنبيَّة نفسها، وذلك بسبب الاستخفاف في اختيار المواهب، وعدم الاعتماد على قوة أو قدرة المتنافس، بل التوجه إلى الشكل الخارجي وكيفية تفاعل المتابعين معه، خصوصاً عبر المواقع البديلة. وهو الأمر الذي انعكس سلبًا على المشاهد، وأبقى "ستاراك" مرهونًا بيد المراهقين الذين يتابعونه. بعد عام 2003، بدأت برامج المواهب تُنتَج في لبنان بطلب عربي. وكانت الفضائيات العربية تسارع إلى تقليد هذا النوع من الترفيه، بخلاف جمهورها الذي كان حاضراً بشكل دائم، وينتظر عرض البرنامج الذي حقق حتى اليوم أعلى نسبة من ضمن برامج المواهب العربية.

بعد سنوات من "ستاراك"، كل المحطات التلفزيونية العربية تحولت إلى النوع الآخر من برامج المواهب التفاعلية، ومنها "آرابز غوت تالنت" و"آراب أيدول" و"فويس" و"شكلك مش غريب"، وكلها تعتمد على المواهب الخاصة في الغناء أو التمثيل، أو أي موهبة أخرى. لكن قراراً اتخذ، قبل أيام، بعدم تقديم أيّ برنامج من هذه البرامج، بسبب حصر النفقات ضمن ميزانية محدودة. حتى إن شركات الإنتاج المالكة للبرامج ذاتها، لم تسعَ إلى توقيع عقود جديدة للمواسم المقبلة، وهذا وحده دليلٌ واضح على نقص في المحتوى الترفيهي الخاص في المواسم المقبلة ضمن الباقة الخاصة بالبرامج والمسلسلات، على حد سواء. فيما تؤكد معلومات بعض العاملين في هذه البرامج، أن مشكلة هذا النوع هو "التضخم" في السنوات الأخيرة في العالم العربي. التضخم سواء من جهة الأصوات التي تخرجت أو حملت اللقب. وأيضًا محاولة معظم المشاركين اللعب على وتر الشهرة المكتسبة التي اكتسبوها من أسابيع فقط على ظهورهم، وهم يفجرون مواهبهم الفنية مباشرة على الهواء، إلى التفاعل بين هؤلاء المتابعين عبر المواقع البديلة. كل ذلك أفقد الحماس لدى المشاهد، والذي سعى لبعض الوقت إلى اكتشاف هذه المواهب والتناغم معها، وحتى التعلق بها، وتقليدها، رغم الأسابيع القليلة التي تظهر فيها على الشاشة.

لم يعلّق هذا النوع من البرامج في أوروبا أو أميركا، لكن في لبنان بات يخضع لسلطة السوق والميزانيات، ما دفع المسؤولين عنها إلى تعليقها حالياً إلى موعد ليس قريباً.

دلالات
المساهمون