لم تحقق برامج المواهب العربية كثيراً من النجاح، لمجموعة المتبارين الذين تقدموا لها، ويبدو أن الانفتاح الكبير الذي شهده عالم الاتصالات، سببً رئيسي في تراجع المواهب، بعد ظهورها الأول. أضف إلى ذلك الاستهلاك الكبير في هذا النوع من البرامج تحديداً، بعدما كان محصوراً في العالم العربي ببرنامج واحد فقط أو برنامجين، يجري التسابق من خلالهما، ويستثمر الفائزون أنفسهم بطريقة جيدة، سعيًا وراء الاحتراف وتحقيق الشهرة الفنية.
استطاع المخرج اللبناني، سيمون أسمر، أن يؤسس لمجموعة لا بأس بها من خريجي المواهب، أصبحوا اليوم نجوماً. أسمر عمل على إنتاج برنامج "استديو الفنّ"، وبرهن على أن المواهب الشابة يجب أن تنال نصيبها من النجاح، وكسب ثقة الناس.
خلال عشرين عاماً من برنامج استديو الفنّ، حصدت الساحة الغنائية العربية مجموعة من أهم الأصوات التي احترفت الغناء، وحتى اليوم لم تتجاوز برامج المواهب العربية تخريج أكثر من عشرة مشتركين، تخطوا إطار الموهبة والهواية الفنية، وأصبحوا محترفين.
في الوقت الذي تعمل فيه بعض البرامج المستوردة، لإظهار المواهب الفنية بطريقة التحايل، واللعب على عواطف المشاهد بالخدع، قلة من يذكرون كيف كشف فيلم QUIZ SHOW الأميركي عن التلاعب في برنامج المواهب "21" الذي اعتبر من أقدّم برامج الهواة في العالم وتدخل يومها الكونغرس الأميركي فاتحاً تحقيقات بهذا الشأن، أدت إلى إيقاف البرنامج عام 1958.
لكن ما هو مسموح في الغرب، يبدو أنه لم يعد يستحوذ على اهتمام المشاهدين في العالم العربي، الذي أصبح يعاني من انخفاض في نسبة مشاهدة هذا النوع من البرامج، لأسباب كثيرة، منها الاكتشاف الحقيقي للتلاعب الذي تستنسخه المحطات العربية عن النسخة الأم، وتوظيفها عربياً بطريقة تقلل من أهميتها الفنية، لا بل تفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول الهدف من وراء ذلك، وما يحمله من حالة تعزيز" الإحباط" عند الموهبة بالدرجة الأولى والمتلقي بالدرجة الثانية والأخيرة.
أكثر من عشر سنوات، والمحطات العربية تعتمد على إنتاج البرامج الخاصة بالمواهب الشابة، وفي نيتها فتح آفاق أمام هؤلاء، لكسب مزيد من النجاح والشهرة، عبر هذا النمط، لكن ما خفي، أن هذا النوع تحديداً من البرامج، كان يستحوذ على اهتمام المشاهد، لما تحمله المواهب الفنيّة من قدرة على التفرد، وإظهار موهبة جديدة، غير مُستهلكة، لم تعد تقتصر على الغناء، بل تعدّت إلى التمثيل، والتقليد، والرسم، وحتى القدرات الخارقة في الرباضة أو رفع الاثقال او التكوا ندو والسحر.
يشهد سوق المحطات التلفزيونية العالمية منافسة حقيقية في جذب المواهب إليه، وهذا واضح من خلال برامج "غوت تالنت" و"آرب أيدول" وذا فويس" إذ إنها تشكل بُعداً تصح تسميته بالاستراتيجي، قائماً بذاته يغذي ويتفاعل مع طموح المحطة في كسب مزيد من الجمهور والمال، ودون شك فقد ظهرت بعد المواهب غير التقليدية في هذه البرامج وحققت على موقع "يوتيوب" نسبة مشاهدة تخطت في مفهومها مبدأ الربح أو الخسارة الذي يريده الشاب أو الطفل المُشارك، وحتى العجوز فتكفيه بضع دقائق معدودة للوصول إلى كل منزل.
حكايات كثيرة، استحوذت على اهتمام المتابعين على موقع "يوتيوب"، ونالت نسبة مشاهدة وصلت إلى أكثر من عشرة ملايين مشاهد، ومنهم المشترك الأميركي "كالوم" الذي تقدم للمشاركة في برنامج "غوت تالنت" وأدى أغنية مؤثرة للمغني روبين، واستطاع أن يدفع الحاضرين كما لجنة التحكيم إلى البكاء، ليمنح "الزر الذهبي" من قبل لجنة تحكيم البرنامج دون أي تعليق نظراً لشدة التأثر الذي حمله صوت "كالوم" وطريقة أدائه للأغنية، وكذلك استحوذ مشترك آخر على 6 ملايين مُشاهدة، بعدما تقدم عن فئة الغناء مؤدياً لأغنية بعد فقدانه لصديقه المقرب جداً.
ولم يوفر يوسف أيمن من مصر تحايله على لجنة تحكيم برنامج "مواهب إسبانية" عندما حاول أن يقلد صوت الآلات الموسيقية بداية، ثم قدم نفسه راقصاً فاشلاً، لينتهي براقص كرة، مستعيناً بأحد أعضاء لجنة تحكيم البرنامج من باب الحماس، ويُبهر المتابعين باستعراض استثنائي، على المسرح، حاصداً أكثر من ستة ملايين مشاهد على موقع يوتيوب.
هذا في الغرب، لكن بعض المواهب في العالم العربي تحاول دائماً ان تتبنى افكار الغرب، عبر الاستنساخ أولاً وسرعة القفز بعد المرور الأول الى مواقع "السوشيال ميديا" والاخبتار الجماهيري في عدد المشاهدات.
اقــرأ أيضاً
قبل أسبوع، قدمت فرقة مغربية تُدعى "موزار طيف الخيال" عرضاً ايحائيًا راقصاً في برنامج "آرب غوت تالنت" النسخة العربية على شاشة MBC، اللافت أن العرض الذي حصد "الزر "الذهبي" وتأهل للسهرات المباشرة كان نسخة عن عرض إنكليزي قُدم ضمن النسخة البريطانية من البرنامج نفسه سنة 2013، ما يدل على أن بعض المشتركين أو الفرق التي تتقدم تنسخ أفكاراً معروضة سابقاً، وتحاول أن تقنع المتفرج بأنها تقدم جديداً، كل ذلك كان سببًا في تأخير البرنامج، لسنتين، متتاليتين، خصوصاً أن الشركة المنتجة لمواهب العرب، لم تلق ما يكفي من المواهب اللافتة خلال تلك الفترة، ويبدو أن الاستنساخ بات أسلوباً جديداً، في المستقبل، واللحاق بالنسخ العالمية التي تحقق نسبة مشاهدة بالملايين، لمزيد من الكسب والربح المالي، فقط لا غير.
اقــرأ أيضاً
استطاع المخرج اللبناني، سيمون أسمر، أن يؤسس لمجموعة لا بأس بها من خريجي المواهب، أصبحوا اليوم نجوماً. أسمر عمل على إنتاج برنامج "استديو الفنّ"، وبرهن على أن المواهب الشابة يجب أن تنال نصيبها من النجاح، وكسب ثقة الناس.
خلال عشرين عاماً من برنامج استديو الفنّ، حصدت الساحة الغنائية العربية مجموعة من أهم الأصوات التي احترفت الغناء، وحتى اليوم لم تتجاوز برامج المواهب العربية تخريج أكثر من عشرة مشتركين، تخطوا إطار الموهبة والهواية الفنية، وأصبحوا محترفين.
في الوقت الذي تعمل فيه بعض البرامج المستوردة، لإظهار المواهب الفنية بطريقة التحايل، واللعب على عواطف المشاهد بالخدع، قلة من يذكرون كيف كشف فيلم QUIZ SHOW الأميركي عن التلاعب في برنامج المواهب "21" الذي اعتبر من أقدّم برامج الهواة في العالم وتدخل يومها الكونغرس الأميركي فاتحاً تحقيقات بهذا الشأن، أدت إلى إيقاف البرنامج عام 1958.
لكن ما هو مسموح في الغرب، يبدو أنه لم يعد يستحوذ على اهتمام المشاهدين في العالم العربي، الذي أصبح يعاني من انخفاض في نسبة مشاهدة هذا النوع من البرامج، لأسباب كثيرة، منها الاكتشاف الحقيقي للتلاعب الذي تستنسخه المحطات العربية عن النسخة الأم، وتوظيفها عربياً بطريقة تقلل من أهميتها الفنية، لا بل تفتح الباب أمام مزيد من التساؤلات حول الهدف من وراء ذلك، وما يحمله من حالة تعزيز" الإحباط" عند الموهبة بالدرجة الأولى والمتلقي بالدرجة الثانية والأخيرة.
أكثر من عشر سنوات، والمحطات العربية تعتمد على إنتاج البرامج الخاصة بالمواهب الشابة، وفي نيتها فتح آفاق أمام هؤلاء، لكسب مزيد من النجاح والشهرة، عبر هذا النمط، لكن ما خفي، أن هذا النوع تحديداً من البرامج، كان يستحوذ على اهتمام المشاهد، لما تحمله المواهب الفنيّة من قدرة على التفرد، وإظهار موهبة جديدة، غير مُستهلكة، لم تعد تقتصر على الغناء، بل تعدّت إلى التمثيل، والتقليد، والرسم، وحتى القدرات الخارقة في الرباضة أو رفع الاثقال او التكوا ندو والسحر.
يشهد سوق المحطات التلفزيونية العالمية منافسة حقيقية في جذب المواهب إليه، وهذا واضح من خلال برامج "غوت تالنت" و"آرب أيدول" وذا فويس" إذ إنها تشكل بُعداً تصح تسميته بالاستراتيجي، قائماً بذاته يغذي ويتفاعل مع طموح المحطة في كسب مزيد من الجمهور والمال، ودون شك فقد ظهرت بعد المواهب غير التقليدية في هذه البرامج وحققت على موقع "يوتيوب" نسبة مشاهدة تخطت في مفهومها مبدأ الربح أو الخسارة الذي يريده الشاب أو الطفل المُشارك، وحتى العجوز فتكفيه بضع دقائق معدودة للوصول إلى كل منزل.
حكايات كثيرة، استحوذت على اهتمام المتابعين على موقع "يوتيوب"، ونالت نسبة مشاهدة وصلت إلى أكثر من عشرة ملايين مشاهد، ومنهم المشترك الأميركي "كالوم" الذي تقدم للمشاركة في برنامج "غوت تالنت" وأدى أغنية مؤثرة للمغني روبين، واستطاع أن يدفع الحاضرين كما لجنة التحكيم إلى البكاء، ليمنح "الزر الذهبي" من قبل لجنة تحكيم البرنامج دون أي تعليق نظراً لشدة التأثر الذي حمله صوت "كالوم" وطريقة أدائه للأغنية، وكذلك استحوذ مشترك آخر على 6 ملايين مُشاهدة، بعدما تقدم عن فئة الغناء مؤدياً لأغنية بعد فقدانه لصديقه المقرب جداً.
ولم يوفر يوسف أيمن من مصر تحايله على لجنة تحكيم برنامج "مواهب إسبانية" عندما حاول أن يقلد صوت الآلات الموسيقية بداية، ثم قدم نفسه راقصاً فاشلاً، لينتهي براقص كرة، مستعيناً بأحد أعضاء لجنة تحكيم البرنامج من باب الحماس، ويُبهر المتابعين باستعراض استثنائي، على المسرح، حاصداً أكثر من ستة ملايين مشاهد على موقع يوتيوب.
هذا في الغرب، لكن بعض المواهب في العالم العربي تحاول دائماً ان تتبنى افكار الغرب، عبر الاستنساخ أولاً وسرعة القفز بعد المرور الأول الى مواقع "السوشيال ميديا" والاخبتار الجماهيري في عدد المشاهدات.
قبل أسبوع، قدمت فرقة مغربية تُدعى "موزار طيف الخيال" عرضاً ايحائيًا راقصاً في برنامج "آرب غوت تالنت" النسخة العربية على شاشة MBC، اللافت أن العرض الذي حصد "الزر "الذهبي" وتأهل للسهرات المباشرة كان نسخة عن عرض إنكليزي قُدم ضمن النسخة البريطانية من البرنامج نفسه سنة 2013، ما يدل على أن بعض المشتركين أو الفرق التي تتقدم تنسخ أفكاراً معروضة سابقاً، وتحاول أن تقنع المتفرج بأنها تقدم جديداً، كل ذلك كان سببًا في تأخير البرنامج، لسنتين، متتاليتين، خصوصاً أن الشركة المنتجة لمواهب العرب، لم تلق ما يكفي من المواهب اللافتة خلال تلك الفترة، ويبدو أن الاستنساخ بات أسلوباً جديداً، في المستقبل، واللحاق بالنسخ العالمية التي تحقق نسبة مشاهدة بالملايين، لمزيد من الكسب والربح المالي، فقط لا غير.