برامج المنوّعات بين التكرار ...وردود الفعل

19 أكتوبر 2016
لقطة من برنامج لهون وبس (lbci)
+ الخط -
بداية الشهر الحالي، احتفلت محطات التلفزة في لبنان بإطلاق مجموعة من برامج المنوّعات ذات الميزانية المنخفضة، قياساً إلى برامج المنوعات التي كانت تتطلَّب مجهوداً وميزانيات هائلة.
وكان لا بدَّ لهذه المحطّات من رسم خطة طريق تقيها شرّ الأزمات المالية التي تجتاح معظم المحطات العربيّة لأسباب سياسية وأمنية وبأقلّ تكلفة ممكنة، لكن هذه الإنتاجات جاءت لتعكس صورة نمطيّة، تعتمد بداية على ردود الفعل عند المشاهدين، أو وجهات النظر التي تكون متداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فتُنقَل إلى التلفزيون بصورة يعتبرها أصحاب هذه البرامج جديدة، لكنها تؤكّد حالة الإفلاس التي صارت تصيب هذا النوع من البرامج المعروفة بـ"النقدية".
تساؤلاتٌ كثيرةٌ تُطرَح اليوم على مجموعة من الآراء والمواضيع التي يتناولها برنامجي "لهون وبس" و"هيدا حكي" على شاشتين لبنانيتين تتنافسان على الرغبة في تحقيق مكاسب جماهيرية. البرنامجان يُعرَضان في ذات التوقيت مساء كلّ ثلاثاء، وذلك لرغبة من أصحاب المحطتين بضرب كل محطة للأخرى. لكن أحياناً كثيرة يأتي المحتوى مُوحّداً في طريقة الطرح، ويختلف قليلاً في طريقة تعليق مقدمي البرنامجين، عادل كرم وهشام وحداد. وهما يعتمدان على طريقة النقد الإيحائي المسرحي، كونهما يحملان خلفية مسرحية كممثلين في فن "ستانداب كوميدي".

هذا التشابه في الأسلوب يظهر مجدداً هذا العام في كمية المواقف المطروحة على طاولة النقاش لكرم وحداد، وهي محاور مُستهلكة أو بتعبير آخر "معلوكة"، كما أشار الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي. وتعتمد بعض الحلقات على الفيديوهات المُرفقة التي يكون كثير من المتابعين قد شاهدوها، وعلقوا عليها بطريقتهم، لكنها تعود عبر الشاشة الصغيرة لما تثيره من نقاشات وردود فعل هي أشبه بدائرة مغلقة دون جديد يُذكر.
من جهة أخرى، ثمّة برامج مستوردة من الغرب تُعرَض حالياً على الشاشات نفسها، وسط هذه المنافسة، ومنها برنامج take me out الذي يطرح مسألة الزواج للفتيات من "فارس الأحلام". صورة لم يعتدها العالم العربي على الشاشة الصغيرة، جاءت منقوصة بعد ثلاث حلقات قُدِّمت في الأسابيع الماضية، حملت كثيراً من السخرية من قبل المشتركات الباحثات عن عريس، وبالتالي استطاعت أن تحشد مزيداً من الانتقادات على صفحات الميديا البديلة، خلال وبعد عرض الحلقة مساء كل يوم أحد.
صورة شبَّهها بعض المتابعين بـ"سوق النخاسة" لبيع الفتيات بحجة الزواج، فضلاً عن انعدام مفاهيم الثقافة والمنطق الضرورية في عرض هذا النوع من البرامج، وعليه بالضرورة الخروج من "بازار" المهاترات بين الفتيات الباحثات عن زوج، ومقدم البرنامج، فؤاد يمين، والشاب المفترض بأنه عريس المستقبل. ويتطلَّب محور البرنامج سلاسة لكسر "تابو" الالتزام الذي يكرهه الجمهور، لكنه هنا جاء مُبتذلاً، وحصد هجوماً عنيفاً من قبل الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي. والواضح، أن الجهة المُنتجة لم تتنَبّه لواقع الغرب صاحب فكرة البرنامج نفسه. إذ تتسم النسخة الغربيّة من البرنامج بالصراحة والصدق والعفوية والتلقائية، على عكس النسخة العربيّة المفتعلة، كما أنها مهجوسة باختراع نماذج لتنفيذ برنامج يحقق نسبة مشاهدة مرتفعة بحسب ما تريده المحطة.
دلالات
المساهمون