بدلة بوتين الصفراء تطلق موجة تهكم على وسائل التواصل

25 مارس 2020
بوتين وهو يلبس البدلة الأميركيّة الصنع (تويتر)
+ الخط -

أثارت بدلة الحماية الصفراء التي ارتداها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أثناء زيارته مركزاً قرب موسكو لعلاج المصابين بفيروس كورونا موجة من التهكُّم، إذْ تبين أنَّها من صنع أميركي، وباتت مفقودة في الأسواق الروسية بسبب الطلب الكبير عليها، في وقت مدح بعض رواد وسائل التواصل جرأة بوتين على زيارة مركز لتفشي الوباء.

وزار بوتين المستشفى الواقع في منطقة كوموناركا، قرب موسكو، حيث يتم علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا، ويتم حجر المشتبه في إصابتهم. وبعد التجول في المستشفى مع كبير الأطباء، ارتدى بوتين بدلة حماية كيميائية خاصة للتجول في الغرف حيث يتم علاج الأشخاص المصابين.

ونشر أحد الرواد صورة لبوتين وهو يلبس البدلة الواقية الصفراء مع القناع فوق الرأس، وخلفه الكرملين، وعلق: "الرجاء الاستماع إلى كلمة بوتين في نهاية العام". كما ركَّب ناشط آخر صورة لبوتين أثناء مراسم تنصيبه رئيسًا في 2024، وهو يدخل من الباب مرتدياً البدلة والقناع الواقي من المرض. 

وكشفت وسائل إعلام روسية أنه تم اختيار بدلة من صنع أميركي لحماية الرئيس من الإصابة. والبدلة من طراز TyChem 2000C، تصنعها شركة DuPont الأميركية، والتي يمكن شراؤها عبر الإنترنت مقابل 1800 روبل. 

وتوضح الشركة أن البدلة هي "الحل الأفضل للحماية من الأحماض غير العضوية والقلويات ذات التركيز العالي عند ضغط يصل إلى 2 بار". ويتم استخدامها "عند العمل مع المحاليل المائية للمواد الكيميائية، ولإعداد وخلط الدهانات، وتنظيف الخزانات والعمل مع المنتجات البتروكيمائية". 

ويمكن تمييز البدلة الأميركية بسهولة عن نظيراتها، من خلال لونها الأصفر الساطع، والشارة المستديرة الحمراء المميزة في منطقة القلب التي كُتبت عليها العلامة التجارية للنموذج. 


وتمَّ الإعلان عن شراء ملابس واقية مماثلة من الشركة المصنعة نفسها في 11 مارس/ آذار الجاري من قبل مركز النظافة وعلم الأوبئة في موسكو. وتم شراء 74 بدلة ووسائل أخرى للحماية الكيميائية في إطار مناقصة بحد أدنى للعقد يبلغ 2.3 مليون روبل، وفق الموقع الرسمي لمشتريات الدولة. 

وبعد ظهور بوتين بالبدلة الواقية، أشار موظف في متجر Etivon الروسي لمعدات الحماية الشخصية إلى وجود طلب كبير على المنتجات من هذه الفئة، وخاصة على بدلات واقية "مثل بدلة بوتين"، معرباً عن أسفه لوسائل إعلام روسية لأنه "يتم الطلب كل يوم، لكنها غير متوفرة".

وكشف تقرير صحافي أن القناع الذي ارتداه بوتين هو قناع كامل للوجه من نوع UNIX 6100 تم إنتاجه من قبل الشركة الروسية Sorbent، وهو موجود في المتاجر عبر الإنترنت، ويمكن الحصول عليه مقابل 5520 روبلا، إذْ يحمي الجهاز التنفسي من البخار والمواد الضارة والغازات والهباء الجوي مع القليل من المقاومة للتنفس. والقناع مجهز بفلاتر بقيمة 1512 روبلا لكل مجموعة من قطعتين. ورجَّحت التقارير أن تكون القفازات من نوع Kleenguard G10 يتم بيعها مقابل 568 روبلا لمجموعة من 100 قفاز. وبالتالي، فإن الحماية الكاملة لفلاديمير بوتين ضد الإصابة بفيروس كورونا عند زيارته للمستشفى كلفت حوالي 9000 روبل.

إحدى المعلقات نشرت صورة بوتين وهو يدخل إلى قسم العزل، وكتبت في صفحتها على "تويتر": "من سمح لرجل عمره أكثر من 65 عاماً بالخروج من منزله ومخالطة مرضى كورونا؟". ومعلوم أن سلطات مدينة موسكو طلبت، أمس، عدم خروج المسنين فوق 65 عاماً من منازلهم لعدم تعريضهم للخطر، وتعهَّدت بإجراء اللازم من أجل تزويدهم بحاجاتهم. 

ورداً على سؤال حول احتمال أن يفرض الرئيس (67 عاماً)، حجراً ذاتياً على نفسه امتثالاً لأمر عمدة موسكو سيرغي سوبيانين لمن تتجاوز أعمارهم 65 عاماً، قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن بيت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو "مفهوم نسبي" لأنه يعمل حيث يعيش، وعند مشاركة الرئيس في الفعاليات الجماهيرية، سيستمر الكرملين في فحص جميع المشاركين بحثًا عن فيروس كورونا. 

وكان المكتب الصحافي للكرملين قد طالب وسائل الإعلام منذ نحو أسبوعين باختيار المشاركين في تغطية نشاطات بوتين ورحلاته بعناية. وأوضح بيسكوف حينها أن الحديث يدور عن اختيار صحافيين لم يخالطوا مرضى بالكورونا، ولم يكونوا موفدين في مهمات إلى بلدان يتفشى فيها الفيروس.  

ويواصل الرئيس الروسي نشاطاته بشكل شبه اعتيادي، ولم تطرأ أي تعديلات كبيرة على برنامج عمله المكتظ بجولات ميدانية في المقاطعات الروسية، كان آخرها منذ أيام في القرم، كما يواصل اجتماعاته مع الحكومة وأعضاء مجلس الأمن الروسي.  

ويظهر الرئيس مصافحاً ضيوفه في مكتبه بالكرملين ومن دون كمامة أو قفازات باليد، ما يثير تساؤلات حول طرق حماية بوتين من المرض.

المساهمون