"الثورة الدينية"، هذا هو المصطلح الذي دشنه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في خطابه في علماء الأزهر في ذكرى المولد النبوي.
ورغم أن تأكيد السيسي نفسه أن الدين لا يجوز أخذه سوى من أهله، وذلك من خلال مقاطع الفيديو التي تناقلها الناشطون لحديثه في الندوة التثقيفية التي أقامتها القوات المسلحة المصرية، إلا أن الواقع مغاير تماماً لما قاله السيسي.
فإمام ومجدد هذا الزمان، حسب ذراع السيسي الإعلامية، شاب لا علاقة له بأهل التخصص من علماء الأزهر، فإسلام بحيري خريج حقوق، يزعم أنه حمل على عاتقه حمل ثورة الدين التي دعا إليها رأس النظام نفسه، ودعمها أهل الدين من الحضور في ذكرى المولد النبوي بالتصفيق الحار.
[اقرأ أيضاً: الأذرع تحاول الإيقاع بين الإخوان وقطر: "كان غيرك أشطر"]
بحيري الذي زعم أنه "دمر علوم الدين التقليدية بمذاهبه الأربعة"، يستند إلى قوة وحزم السيسي حسب ما صرح خلال حواره مع عمرو عبد الحميد في "البيت بيتك" على قناة ten الفضائية. فهو تحدى دعاة مشهورين، منهم، خالد الجندي أو محمد الشحات الجندي أن يجهروا بآرائهم المعروفة حول دخول المسلمين فقط للجنة، عقب تصريحات السيسي المخالفة لهم.
وجهر بحيري بعشقه لقوة الحاكم في فرض الفكر، وهو استخدام السلطة للقوة لفرض تجديد الخطاب الديني الذي يريده السيسي، وهو مخالف لكل ما يرفع لواءه بحيري من دعوة للفكر والحرية والتحرر من القيود حسب مزاعمه.
بحيري ليس وحده من يستغل "ثورة السيسي الدينية"، لتمرير أفكار محمية بسلطان العسكر، وغياب علماء الأزهر سواء للاضطهاد، أو موالاة السلطة. لكن إبراهيم عيسى عبر صحيفته الجديدة "المقال" شاركه ذلك، فقد تناقل الناشطون عبر مواقع التواصل "مانشيت" جديداً للصحيفة التي عُرفت منذ صدورها بالتهجم على كل الرموز الدينية والمراجع، ولكن هذه المرة وجه عيسى سهام حقده للسيدة زينب ابنة النبي محمد، وادعى أن النبي التزم الصمت على حبها لمشرك يقاتل الإسلام والمسلمين، وكان عنوان الصحيفة: "قصة حب زينب بنت النبي لمشرك يحارب الإسلام ويقاتل أباها".
وأثار ذلك موجة انتقاد على مواقع التواصل. فقال الصحافي سامح العبودي: "مش دي المرة اﻷولى اللي تنشر جريدة المقال موضوع عن اﻷولين خطأ أو مكتوب بصيغة تشير إلى حاجة في نفس سياسة الجريدة اللي أنا قارئ جيد لها، الموضوع ده منشور في الصفحة السادسة، وفيه قدر كبير من اجتزاء قصة من سياقها لخدمة العنوان "قصة حب زينب بنت النبي لمشرك يحارب الإسلام ويقاتل أباها"".
وفنّد العبودي القصة الحقيقية التي تنص على زواج السيدة زينب من زوجها أبي العاص بن الربيع، وليست حباً حراماً كما لمّح عيسى عبر مانشيت صحيفته.
الناشطون لم يكتفوا بتفنيد ادعاءات بحيري وعيسى وفضحها، بل قاموا بتتبع عوراتهم وسقطاتهم التي تعبّر، وفقاً لأقوالهم، عن مدى الحقد على الدين بدعوى تجديد الخطاب الديني والثورة التي دعا إليها السيسي، فقالت نانا: "إسلام بحيري كان في أمريكا لغاية ٢٠١١ وجه هبط بالباراشوت كدا وعايش في فندق خمس نجوم". وانتقدت سلمى صمت الأزهر على ثورة الخمس نجوم وقالت: "إسلام بحيري أنا كفيل بفضح الأئمة الأربعة السفلة أبو حنيفة ومالك وابن حنبل والشافعي، ليه حق يقول أكتر من كده طالما في الشيوخ ساكتين".
بعض مؤيدي السيسي الذين وقعوا في مأزق تأييده وخوفهم على الدين هاجموا بحيري وعيسى، وقال العنتيلي: "حينما يتحدث السيسي عن ثورة من أجل الدين، لم يقصد أبدأ ما يفعله إسلام بحيري وإبراهيم عيسى، لم يقصد أبدأ التطاول على الصحابة"، ووضع أسامة الجميع في كفة التطرف وقال: "كلمتين وبس.. الإخوان والسلفيين من جهة، وإسلام بحيري وإبراهيم عيسي من جهة، وجهان لعملة واحدة، وهو التطرف والغلو".
[إقرأ أيضاً: الإسلام "العكاشي" الجميل]