اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الأمن الباكستانية وأنصار الزعيم الديني طاهر القادري، والقيادي السياسي، عمران خان، بعد توجههم نحو مقر رئيس الوزراء. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والهراوات والرصاص المطاطي لمواجهة المحتجين ومنعهم من الوصول إلى مقر الحكومة، فيما أعلن القادري عن مقتل عدد من أنصاره وإصابة أكثر من سبعين آخرين.
وأعلنت مستشفيات العاصمة إسلام آباد حالة الطوارئ، وعن استقبال أكثر من 200 جريح، بينهم نساء. ولا تزال سيارات الإسعاف تنقل الجرحى، مع تواصل استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع والهراوات والرصاصي المطاطي لمنع المتظاهرين من التحرك نحو المقرات الحكومية. غير أن المحتجين الغاضبين دمروا أسوار مبنى البرلمان ودخلوه.
وأكد وزير الداخلية الباكستاني، شودري نثار، أثناء زيارته التفقدية للمنطقة الحمراء التي تشهد تصعيداً بين المحتجين وقوات الأمن، على أن ما تفعله الشرطة وقوات الأمن هو واجب وطني ولأجل الحفاظ على مقرات حكومية هامة.
أما وزير الدفاع الباكستاني، خواجه أصف، فأكد في حوار مع إحدى القنوات المحلية، أن "قوات الأمن لن تساوم على أمن العاصمة، ولن تترك المعتصمين داخل المنطقة الحمراء".
بدورهما، طلب الزعيمان المعارضان، خان والقادري، من أنصارهما التجمع من جديد والتحرك نحو مقر رئيس الوزراء. وأعلن القادري عن مقتل 7 من أنصاره وإصابة نحو 70 آخرين في إطلاق نار من قبل قوات الأمن الباكستانية، فيما قال خان إن أحد أنصاره قُتل وأصيب العشرات. ولم يتم التأكد من صحة هذه الأنباء من مصادر مستقلة.
وفي وقت يستمر فيه التصعيد في العاصمة، خرج مئات من المتظاهرين من أنصار خان والقادري إلى شوارع مدن كراتشي ولاهور وملتان وراولبندي، وأغلقوا الطرقات الرئيسية للتنديد بالاعتداء على المحتجين.
ودارت اشتباكات بين أنصار خان والقادري من جهة، ومؤيدي رئيس الوزراء والشرطة من جهة أخرى، في مدينة لاهور، والمواجهات لا تزال متواصلة بين الطرفين.
وفي مدينة حيدر أباد بإقليم السند، جنوبي البلاد، سمع دوي إطلاق نار كثيف، فيما قام أنصار خان والقادري بإغلاق الطرق، وقاموا بإشعال إطارات السيارات فيها.
من جهتها، أعلنت "الحركة القومية المتحدة"، التي يتزعمها إلطاف حسين، عن الانضمام إلى الحراك الاحتجاجي، وإعلان الحداد في كافة أرجاء البلاد. فيما طلب "مجلس وحدة المسلمين" من أنصاره الخروج إلى الشارع والانضمام إلى المسيرات الاحتجاجية.