باكستان تطلق عملية "ضرب الغضب" ضد "طالبان"

16 يونيو 2014
مصادرة قبلية: عشرات المدنيين سقطوا جراء غارات الجيش(دانييل بيريهيلك/Getty)
+ الخط -

أعلن الجيش الباكستاني، يوم الأحد، عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق، ضد حركة "طالبان باكستان" ومسلحين أجانب، في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية المحاذية للحدود الأفغانية.

وأطلق الجيش الباكستاني العملية تحت اسم "ضرب العضب". وجاء في بيان أصدره مكتب العلاقات العامة للجيش، أن الجيش الباكستاني اضطر إلى شن عملية عسكرية ضد "طالبان"، بعد فشل المفاوضات بينها وبين الحكومة الباكستانية، وقيام الحركة باستهداف كل ما هو حكومي وعسكري، إضافة إلى قتل الأبرياء من المواطنين. وأوضح البيان أن القوات المسلحة قادرة على القضاء على أوكار "طالبان" والجماعات المسلحة في المناطق القبلية.

وطبقاً لمصادر قبلية، فإن قوات الجيش دخلت إلى مدينتي مير علي وميرانشاه، لكنها لم تتحدث عن وقوع أي نوع من الاشتباكات بين الطرفين حتى الآن. وكانت المصادر نفسها أكدت، صباح الأحد، أن مسلحين أجانب يتركون مناطق مختلفة من شمال وزيرستان، بعدما منحتهم فصائل "طالبان" فترة معينة للخروج من المنطقة.

من جهته، أعلن وزير الدفاع الباكستاني، خواجه آصف، أن العملية العسكرية تهدف إلى القضاء بشكل كامل على "طالبان" والجماعات المسلحة الموالية لها، وبسط سيطرة الجيش على المناطق القبلية، وبالتحديد على مقاطعة شمال وزيرستان.

وأوضح الوزير أن قرار العملية قد اتخذ في الاجتماع الأخير للقيادة السياسية والعسكرية، الذي عقد بعد هجوم "طالبان" الدموي على مطار كراتشي، والذي شارك فيه رئيس الوزراء، نواز شريف، وقائد الجيش الجنرال، راحيل شريف.

وفي السياق، أثار إعلان الجيش عن عملية "ضرب الغضب" ردود أفعال لدى الأحزاب السياسية الباكستانية.

ورحب وزير الداخلية السابق والقيادي في "حزب الشعب" الباكستاني، رحمن ملك، "بقرار الجيش الباكستاني، لأن العملية العسكرية هي الحل الأخير للقضاء على جماعة لا تعرف إلا لغة الحرب".

من جهته، اعتبر المتحدث باسم "حزب عوامي"، القومي البشتوني، أن العملية العسكرية ضد "طالبان" خطوة إيجابية لإحلال الأمن والسلام في البلاد، لكنه طالب الحكومة والجيش بوضع خطة متكاملة لاستقبال النازحين داخلياً جراء هذه العملية.

ومن المتوقع أن يلقي رئيس الوزراء الباكستاني، الاثنين، كلمة أمام جلسة خاصة للجمعية الوطنية التي تعقد بهذا الخصوص، كما سيتم خلال الجلسة مناقشة أبعاد العملية العسكرية التي أعلنها الجيش يوم الأحد.

في هذه الأثناء، أعلنت السلطات الباكستانية حالة التأهب القصوى في العاصمة إسلام آباد، والمدن الرئيسية الأربعة: كراتشي، لاهور، كويته وبيشاور، تحسباً لأي رد فعل إنتقامي من قبل "طالبان".

وفي السياق، أكد المحلل الأمني الجنرال المتقاعد، عبد القيوم، أن الحفاظ على أمن المدن الرئيسية، بعد إعلان العملية ضد "طالبان"، من أهم التحديات في جه السلطات الأمنية.

وكان إعلان الجيش عن العملية العسكرية ضد "طالبان"، قد سبقته غارات جوية لطائرات حربية تابعة للجيش الباكستاني في مختلف مناطق شمال وزيرستان.

وبحسب تصريحات المتحدثين باسم، الجيش فإن تلك الغارات أدت إلى مقتل العشرات من مسلحي "طالبان"، بينهم مدبر الهجوم على مطار كراتشي، ويدعى أبو عبد الرحمن.

في المقابل، تحدثت الرواية القبلية عن مقتل 150 شخصاً، بينهم مدنيين، جراء عمليات القصف الجوي العنيف. كما أوضحت حركة "طالبان"، في بيان أصدرته صباح يوم الأحد، أن القصف الجوي للجيش الباكستاني استهدف القبائل، وقتل نساءً وأطفالاً. وتوعّد المتحدث باسم الحركة، شاهد الله شاهد، بتنفيذ هجمات مضادة ضد الجيش والحكومة الباكستانية.

جدير بالذكر أن طائرات أميركية دون طيار شنّت غارتين جويتين، الأربعاء الماضي، على معاقل "طالبان" ومقاتلين أوزبك، في مقاطعة شمال وزيرستان، ما أدى إلى مقتل 16 من عناصر "طالبان" ومسلحين أوزبك. وقال مراقبون إن عودة الغارات الأميركية إلى الأراضي الباكستانية، بعد توقف دام ستة أشهر، يشير إلى تغيّر استراتيجة الولايات المتحدة الأميركية وباكستان في التعامل مع "طالبان".
 

المساهمون