باسل الأعرج... يقاوم ولا ينكسر

07 مارس 2017
باسل الأعرج (معتصم خليل/فيسبوك)
+ الخط -
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي، باسم المثقف الفدائي باسل الأعرج، الذي اشتبك مع الاحتلال لساعتين متواصلتين، واستشهد، أمس الاثنين، بعد أن نفدت ذخيرته، ورشقه الاحتلال بالرصاص وقذيفة "إنيرغا" ما أدى إلى استشهاده، وسحل جثمانه وقد اختطف. 

الشهيد باسل، يعرفه الناشطون والصحافيون والمثقفون الفلسطينيون، وهو يعتبر موسوعة علمية، ومرجعاً تاريخيا وثقافياً، ملما بتاريخ القضية الفلسطينية، وبجغرافيتها وثوراتها وكفاحها.

الأستاذ الجامعي صالح مشارقة، لخص سيرة باسل في بضعة أسطر كتبها عبر حسابه "فيسبوك": "اغتالوا منظراً ومفكراً لطالما كتب عن "القتال الفردي" كبديل عن غياب الانتفاضات الجماعية.. اغتالوا "باحثاً محاربا" كان بالإمكان أن يكون من أوائل الأكاديميين الفلسطينيين في هذا التخصص.. اغتالوا أول منفذ لفكرة "الاختفاء" و"المقاومة الفطرية".. اغتالوا معارضا شريفا، ذاق الكف والجرح والاعتقال السياسي، ولم يخوّن أو يهن أو يزايد على أحد.. اغتالوا مقتحم متجر رامي ليفي الاستيطاني وجندي المسيرات والتظاهرات الملتزم.. اغتالوا محرضاً ومحركا ومحورا شبابيا ضاقت كل الفصائل عن استقطابه.. اغتالوا اسما ما زال صغيرا على الدم والفكر السياسي والبحث والثورة.. رحمة الله عليك يا باسل الأعرج".




عدة وسوم باسم الفدائي باسل، غرد بها الناشطون
على مواقع التواصل الاجتماعي، مجّدوا عبرها الشهيد، ولعنوا التنسيق الأمني الذي آل لمطاردة باسل لستة شهور، بعد الإفراج عنه من سجون السلطة. ونشر الناشطون صور باسل، ومقاطع فيديو وهو يحكي عن القضية الفلسطينية وتاريخها، وغردوا بعباراته ومواقفه التي كان الفلسطينيون يعممونها فيما بينهم.

هادي عبد الهادي كتب عبر "فيسبوك": المثقف الحقيقي هو المثقف المشتبك كما قال شهيدنا باسل الأعرج. المثقف هو الذي يشتبك مع قوى الظلم والاستعمار والخنوع. هو المثقف الذي يخلخل كل شيء فى المنظومة السياسية والاجتماعية ليحللها. المثقف لا يهادن. المثقف هو أول من يقاتل وآخر من ينكسر. اليوم باسل الأعرج أعطانا درسا وذكرنا بالعظام في التاريخ حيث طبق ما نظر له. المثقف اليوم فى رام الله كان هو صاحب آخر طلقة من بارودته، أما البقية فهم أشباه مثقفين.. #المثقف_المشتبك".

وكتب أيضا الصحافي سامح مناصرة: "لدينا فائض من المقاومين الذين لا يأبهون أبداً إذا وقع الموت عليهم، أو وقعوا على الموت، #الثائر_باسل". وعبر ذات الوسم شارك الصحافي أحمد جرار مقولة من مقولات الشهيد باسل: "كل ثمن تدفعه في المقاومة .. ستحصل على مقابله إذا لم يكن في حياتك فستأخذه لاحقا.. المقاومة جدوى مستمرة".

توفيق العيسى كتب أيضا: هكذا رحل الدكتور، صديقي باسل الأعرج.. لم يكن مستغرباً ان تختلط الدماء بالرصاص بالكتب أن تغرق كتبه بدمه ورصاص المحتل.. باسل الأعرج أو الدكتور كما كنا نلقبه أثناء اعتصام دوار المنارة لإنهاء الانقسام كان مشتبكا مع ذاته بطريقة جمع فيها بين كتاب كارل ماركس والترابي وسيد قطب وفعل الاستشهاد ذاته.
الساخر الكاره المحب العاشق القارئ المقاتل باسل الأعرج (الدكتور)".


لم يخفِ الناشطون غضبهم من السلطة، والتي أقدمت على اعتقال ستة شبان من بينهم الشهيد باسل، لمدة خمسة شهور دون تهمة واضحة، وعقب الإفراج عنهم اعتقل خمسة منهم وبقي باسل مطارداً إلى حين استشهاده.

وقد كتب الناشط أحمد عبد العزيز: "كان نداً عندما اعتقل عند الأجهزة الأمنية وأضرب عن الطعام وأفرج عنه.. كان نداً عند مطاردة الاحتلال الصهيوني.. وكان نداً عند حصاره حتى نفد الرصاص الذي معه.. باسل الند الذي دافع عن فلسطين بقلمه وبندقيته. رفض الموت الطبيعي واختار الموت بين زخات الرصاص.. وهو عريس آخر يكتب اسم فلسطين بالدم".

وتداول الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصية كان قد تركها الشهيد باسل الأعرج بين دفاتره وكتبه داخل البيت الذي تحصن فيه، حيث قال في كلماته الأخيرة: "تحية العروبة والوطن والتحرير، أما بعد إن كنت تقرأ هذا فهذا يعني أني قد مِتُّ، وقد صعدت الروح إلى خالقها، وأدعو الله أن ألاقيه بقلبٍ سليم مقبل غير مدبر بإخلاص بلا ذرة رياء. لكم من الصعب أن تكتب وصيتك، ومنذ سنين انقضت وأنا أتأمل كل وصايا الشهداء التي كتبوها، لطالما حيرتني تلك الوصايا، مختصرة سريعة مختزلة فاقدة للبلاغة ولا تشفي غليلنا في البحث عن أسئلة الشهادة. وأنا الآن أسير إلى حتفي راضيًا مقتنعًا وجدت أجوبتي، يا ويلي ما أحمقني وهل هناك أبلغ وأفصح من فعل الشهيد، وكان من المفروض أن أكتب هذا قبل شهورٍ طويلة إلا أن ما أقعدني عن هذا هو أن هذا سؤالكم أنتم الأحياء فلماذا أجيب أنا عنكم فلتبحثوا أنتم أما نحن أهل القبور فلا نبحث إلا عن رحمة الله".





المساهمون