باتيستوتا(نجم صنع نفسه6).. عندما رفضه تاباريز...فجاء الرد بالملعب

26 يوليو 2015
باتيستوتا والمدرب أوسكال تاباريز (العربي الجديد)
+ الخط -

رحل كارلوس أيمار عن تدريب بوكا جونيورز دون أن يتمكن جابرييل باتيستوتا من إثبات ذاته وتعاقد النادي مع الأوروغواياني أوسكار واشنطن تاباريز الملقب بالأستاذ والذي لعب دورا كبيرا في مساعدة المهاجم الأرجنتيني على التطور وإخراج الوحش الموجود بداخله.

لم تكن بداية باتيستوتا موفقة كالعادة، لكن القدر تدخل وحوّل مسار الأمور ليجعله بعد ذلك واحداً من أفضل لاعبي الأرجنتين على مر التاريخ. لم تبدأ حقبة تاباريز مع "باتي" بصورة وردية بل مرت بعدد من التطورات التي يتذكرها جيدا رئيس لجنة كرة القدم ونائب رئيس بوكا جونيورز كارلوس هيلير.

يقول هيلير "بعد التعاقد مع تاباريز وتعرفه إلى الفريق قال لي في اجتماع إنه يحتاج لرأس حربة فقلت له وماذا عن باتيستوتا؟ فأجابني بأنه ليس من نوعية اللاعبين التي يحتاجها"، واقترح تاباريز حينها ضم مواطنه موراليس مؤكدا أنه يتمتع بكل المواصفات التي يفكر فيها حيث وافقت إدارة النادي لأن اللاعب كان حرا للانتقال دون وجود أي شرط جزائي وهو الأمر الذي بدد أي شكوك تجاه نوايا "المايسترو" المعروف بأمانته للخروج بأي عمولات.

يضيف رئيس لجنة الكرة في بوكا حينها "لقد كان لاعبا يقدر اللعب على جانبي الملعب ومتميزا بشدة في الألعاب الهوائية وأيضا مرشحا من قبل المدرب، وسياستنا كانت تعتمد على إرضاء رغبات المدرب طالما كانت داخل إمكاناتنا".

تسببت هذه الصفقة في نشوب خلافات بين النادي وسيتيميو ألويسيو وكيل باتيستوتا، حيث كان يرى أن هذه الصفقة تضر بفرص لاعبه في المشاركة أساسيا، بل وتحدث عن وجود شبهة بسبب كون موراليس من الأوروغواي نفس بلد تاباريز، حيث كادت حدة النقاشات تصل به إلى الدفع بباتيستوتا نحو ناد آخر ولكن هيلير تمكن من إقناعه بالتزام الصبر.

تمر الأيام سريعة وتأتي أول مباراة رسمية لموارليس ويتعرض لإصابة حيث يقول هيلير بخصوص الأمر "بعد مرور سبع دقائق وعلى ملعب فيليز سارسفيلد يتعرض لإصابة في الرباط الصليبي وينزل باتيستوتا بدلاً منه، ومنذ ذلك الحين لم يترك اللعب أساسيا ليصبح سريعا الظاهرة التي نعرفها جميعا، وليحدث ذلك الانفجار الكبير".

وكان تاباريز بشهادة الجميع هو الرجل الذي ساهم كثيرا في إضافة الكثير من العناصر التي ساعدت باتيستوتا ليصبح على ما هو عليه، حيث كان يبقى معه بعد انتهاء التدريبات لمساعدته على زيادة الدقة دون تسرع وتحسين عدد من الفنيات الأخرى.

في المقابل، يضيف هيلير "لقد شاهدت باتيستوتا يجتهد كثيرا وبإصرار كبير، وتاباريز كان دائما معه بسبب ذلك النداء الداخلي الذي يتملكه لتعليم الآخرين، لقد أثرت هذه العملية باتيستوتا كثيرا لأنه كان يمتص بكل اهتمام معارف المدرب".

ويعكس هذا الأمر جانبا هاما في شخصية باتيستوتا وهو أنه ليس لديه أي مانع في مواصلة التعلم أو التحسن دون أي تكبّر، خاصة وأنه كان أمامه هدف واضح وهو المضي قدما في الحياة التي فتحت أبوابها أمامه.

تطورت الأمور سريعا، وخلال ثلاثة أشهر أصبح باتيستوتا هداف البطولة ورمزا جديدا لكرة القدم الأرجنتينية، حيث استدعي للمنتخب للمشاركة في بطولة كوبا أميركا مع تشيلي حينما شكل مع كلاوديو كانيجيا ثنائيا خطيراً.

في تلك الفترة وأثناء إقامة البطولة، لم تتوقف منافسات الدوري الأرجنتيني الذي كان في نهايته حيث خسر بوكا جونيورز في النهاية المنافسة على اللقب لصالح نيولز أولد بويز، أي النادي الذي خرج منه باتيستوتا في واحدة من المصادفات الغريبة.

في وقت يصرح هيلير "لقد كانت انطلاقته رائعة في كوبا أميركا، وجاء فيورنتينا ليطلب ضمه، قبلنا بيعه مقابل تسليمه بعدها بعام، كنا نرغب في الاستمتاع بتواجده معنا لوقت أطول، ووافق النادي الإيطالي ولكن بعدها بـ 15 يوما عادوا ودفعوا مبلغا اضافيا كبيرا لنوافق على التخلي عنه، كنا نحتاج للأموال وفي نفس الوقت لا يمكننا الوقوف أمام خطوة مثل هذه في مسيرة اللاعب".

المساهمون