انقسام في إيران بشأن تعامل الصين مع كورونا

06 ابريل 2020
كورونا يواصل الانتشار في إيران (الأناضول)
+ الخط -
أثار فيروس كورونا الجديد انقساماً في إيران، مدفوعاً بأسباب فنية وأخرى سياسية داخل الحكومة في الموقف تجاه الحليف الصيني، على خلفية تصريحات للمتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية، كيانوش جهانبور، اليوم الأحد، اتهم فيها بشكل غير مباشر بكين بإخفاء المعلومات بشأن كورونا.

وبعد هذه التصريحات سارعت الخارجية الإيرانية إلى الإعلان بأن الصين "في طليعة مكافحي كورونا"، في محاولة لتدارك الوضع والحؤول دون تأثير حديث جهانبور على العلاقات الإيرانية الصينية، في وقتٍ طهران بحاجة إلى بكين في صراعها مع الولايات المتحدة الأميركية، خصوصاً أن تصريحات المتحدث الإيراني، توافقت مع اتهامات أميركية للصين بإخفاء معلومات بشأن كورونا.

وكان جهانبور قد قال لوسائل الإعلام في مؤتمره الصحافي اليومي، عبر "الفيديو كونفرانس"، إنه "بدا أن إحصائيات الصين كانت مزحة مريرة، لأن الكثيرين في العالم تصوروا أن المرض يشبه الأنفلونزا ويخلف وفيات أقل. كل ذلك كان بسبب تقارير كانت تصدر من الصين، ويبدو أنها مارست مزحة مريرة مع العالم برمته في هذا الصدد".
وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية أنه "يجب التفكير ملياً عندما تقول الصين إنها سيطرت على الجائحة خلال شهرين".
ولم تمض ساعات على تصريحات جهانبور، حتى ردت الصين عليها عبر سفيرها لدى طهران، جانغ هووا، حيث قال إن "وزارة الصحة الصينية تعقد يومياً مؤتمراً صحافياً، أقترح أن تطالع تقاريرها بدقة للوصول إلى نتيجة".
كما أن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، غرّد سريعاً باللغة الإنكليزية، لتدارك اتهامات وزارة الصحة الإيرانية، قائلاً إن "الصين حكومة وشعباً في طليعة الدول لمكافحة فيروس كورونا وتقديم المساعدات السخية لبقية الدول في أرجاء العالم".
وأضاف موسوي أن بلاده "تثمن الموقف الصيني في ظل هذه الظروف الصعبة"، مشيداً بـ"شجاعة وتضحية الصين في احتواء كوفيد 19".


وعلّق سفير الصين لدى طهران بعد دقائق على تغريدة المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بالقول إن "الشائعات لا يمكن أن تقضي على الصداقة بيننا".


ولم تكتف الخارجية الإيرانية بتغريدة موسوي، لينضم سفيرها لدى بكين، محمد كشاورز زادة، إليه لمنع وقوع أي توتر قد تتسبب به تصريحات المتحدث باسم وزارة الصحة في العلاقات الإيرانية الصينية. وشرح كشاورز زادة في تغريدات متعددة تفاصيل المساعدات الصينية لبلاده، مشيراً إلى وصول طائرتين إضافيتين من بكين إلى طهران، الليلة، تحملان مستلزمات طبية.
وأضاف أن الصين قد أرسلت حتى اليوم 28 طائرة تحمل شحنات مساعدات إلى إيران، لافتاً إلى إرسالها أكثر من 10 ملايين كمامة، و500 ألف أدوات تشخيص كورونا، و300 ألف ملابس الجراحة والوقاية، ومليونين و200 ألف قفاز و500 غرفة صحية جاهزة.


لكن مواقف الخارجية الإيرانية لم تقنع المتحدث باسم وزارة الصحة ليتراجع عن تصريحاته، بل أصرّ على موقفه في تغريدات، أطلقها الليلة، رداً على المتحدث باسم وزارة الخارجية والسفير الصيني، قائلاً إن "القضايا العلمية لا يمكن خلطها بالسياسة ولا ينبغي ذلك".
وأضاف أن "جميع الأوساط الأكاديمية في العالم بناء على المعلومات الوبائية وتقارير باحثي الصين اعتبروا في بادئ الأمر أن الأنفلونزا فئة A أخطر من الفيروس الجديد (كورونا) لكن اليوم المعطيات تكشف عكس ذلك".

المساهمون