يتوجّه التلاميذ والطلاب الروس إلى المدارس والجامعات، اليوم الثلاثاء، لاستئناف الدراسة لأول مرة منذ مارس/ آذار الماضي، على أن يكون العام الدراسي مختلفاً عن سابقيه في ظل استمرار الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، وسط ارتفاع في عدد الإصابات في البلاد، والذي تجاوز المليون إصابة.
وفي مدارس موسكو، تقرّر اعتماد صفّ دراسي واحد في كل فصل للحدّ من حركة الأطفال داخل المباني واحتكاكهم بتلاميذ من الصفوف الأخرى، باستثناء المواد التي تتطلّب معدات مثل الفيزياء والكيمياء والتربية البدنية. كما تقرّر وضع مواعيد مختلفة للدروس وفترات الراحة لتناول الطعام لمختلف الصفوف، إضافة إلى إلغاء طابور "يوم المعرفة"، الذي يصادف في الأول من سبتمبر/ أيلول من كل عام، وتنظيم احتفالات داخل الصفوف الدراسية لتلاميذ صف الأول ابتدائي فقط.
وعلاوة على ذلك، سيجري تعقيم المعدات الدراسية والرياضية بشكل يومي، كما تقرر إخضاع جميع العاملين في المدارس، البالغ عددهم في موسكو نحو 180 ألفاً، لاختبارات كورونا وعدم السماح ببدء العمل لمن تظهر اختباراتهم نتيجة موجبة.
وفي حال اكتشاف إصابة أي طفل بكورونا، سيتم إخضاع الصف بالكامل للحجر الصحي لمدة 14 يوماً، على أن يتلقى التلاميذ تعليمهم عن بعد بحسب المناهج الاعتيادية خلال تلك الفترة.
وفي وقت لا يتم إلزام التلاميذ بارتداء كمامات طبية، يسمح للمدرسين بخلعها عند شرح المادة داخل الصف شرط الالتزام بالتباعد الاجتماعي، على أن يكون ارتداء الكمامات إلزامياً خارج الصف ولجميع العاملين الآخرين، كالموظفين الإداريين وأفراد الأمن.
مع ذلك، تقول رئيسة اللجنة الوطنية الروسية لأولياء الأمور، إيرينا فولينيتس، إن بدء الدراسة داخل الصفوف، ولو وسط إجراءات صحية مشددة، قرار صائب في ظل حاجة التلاميذ إلى التواصل الشخصي مع زملائهم، والشكوك المخيمة المتعلقة بجودة التعليم الذي استمر عن بعد خلال الأشهر الأخيرة من العام الدراسي 2019 ـ 2020.
وتقول فولينيتس في حديث لـ"العربي الجديد": "القرار الذي اتخذ صائب، ولحسن الحظ ستجرى الدراسة وفق النظام الطبيعي. ويشكك أولياء الأمور في جودة نظام التعليم عن بعد. كما يحتاج التلاميذ إلى الاندماج الاجتماعي والتواصل المباشر مع زملائهم. وتساعد الإجراءات، مثل تحديد مواعيد مختلفة لفترات الراحة للصفوف، في استئناف الدراسة مع التكيف مع الوضع الراهن".
وتُقلّل فولينيتس من تأثير إخضاع الصفوف للحجر الصحي لمدة أسبوعين عند تسجيل حالة إصابة واحدة فيها، مضيفة: "حتى قبل جائحة كورونا، كان يتم إخضاع الصفوف للحجر الصحي عند انتشار الأنفلونزا الموسمية، وليست هناك أي مشكلة في ذلك. تكمن مشكلة كورونا في أن إجراءات الحجر الصحي استمرت طويلاً وتم تعليق الدراسة في كل المدارس لمدة تزيد عن شهرين".
وعشية انطلاق الدراسة، أثيرت بعض التساؤلات حول مدى أمان بدء العام الدراسي في ظروف تسجيل نحو 5 آلاف حالة إصابة جديدة يومياً. ويدعو العضو في مجلس الدوما (النواب) الروسي، فاسيلي فلاسوف، إلى تأجيل بداية العام الدراسي إلى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل لمنع حدوث موجة جديدة من الوباء في البلاد.
إلا أن مثل هذه الدعوات لم تلق قبولاً لا من الدوما ولا من وزارة التعليم الروسية، التي أكدت بدء الدراسة في موعدها في كل الأقاليم، مع تعميم توجيهاتها لتأمين سلامة التلاميذ والمدرسين على كافة الجهات المعنية، مع الالتزام بتعليمات هيئة حماية المستهلك (روس بوتريب نادزور).
وقرّرت وزارة التعليم والعلوم الروسية عدم تأجيل انطلاق الدراسة في الجامعات مع ترك البت في القرارات اللاحقة للأقاليم بعينها بحسب وضع الوباء. مع ذلك، سيضطر الطلاب الأجانب الذين لم يعودوا إلى روسيا بعد، لبدء الدراسة بنظام التعليم عن بُعد إلى حين فتح الحدود وتمكنهم من الالتحاق بزملائهم.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد، يوم الجمعة الماضي، بدء العام الدراسي في موعده الطبيعي، أي في الأول من سبتمبر/ أيلول 2020، مشيراً إلى أن هذا القرار اتخذ على المستويين الحكومي والإقليمي، مشدداً على ضرورة الالتزام بكافة المتطلبات الصحية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد، يوم الجمعة الماضي، بدء العام الدراسي في موعده الطبيعي، أي في الأول من سبتمبر/ أيلول 2020، مشيراً إلى أن هذا القرار اتخذ على المستويين الحكومي والإقليمي، مشدداً على ضرورة الالتزام بكافة المتطلبات الصحية.
يذكر أن عدد حالات الإصابة بكورونا في روسيا بحلول نهاية أغسطس/ آب عام 2020، بلغ أكثر من 990 ألفاً، تماثل أكثر من 80 في المائة منها للشفاء، في مقابل وفاة أكثر من 17 ألف مصاب، بحسب الأرقام الواردة في موقع "ستوب كورونا فيروس" الحكومي الروسي.