انطلاق "مليونية استكمال الثورة" في السودان

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
21 أكتوبر 2019
9D717483-F6CE-4C92-9004-59A257C20F7B
+ الخط -
بدأ مئات آلاف المتظاهرين، اليوم الإثنين، بالتوافد على ساحة الحرية بضاحية أركويت، شرق العاصمة الخرطوم، للمشاركة في "مليونية استكمال الثورة".

وتبنى تجمع المهنيين السودانيين والحزب الشيوعي وتنظيمات سياسية أخرى الدعوة للمسيرة المليونية للمطالبة بحل حزب المؤتمر الوطني (حزب البشير)، وملاحقة رموزه و"القصاص لدماء الشهداء".

وسار المتظاهرون لمسافة طويلة من مناطق الخرطوم بحري والحاج يوسف وأم درمان للوصول إلى مكان الاحتفال، خاصة مع انعدام وسائل النقل وإغلاق عدد من الطرق، والانتشار الأمني الكثيف في الخرطوم.

 وردد المتظاهرون هتفات الثورة السودانية، ومنها "الدم قصاد الدم.. ما بنقبل الدية"، و"الشعب يريد قصاص الشهيد"، ونددوا بالسماح لحزب البشير بالاستمرار في ممارسة نشاطه، مطالبين بسرعة حله ومصادرة مقاره وممتلكاته. 

وقال المواطن أحمد عثمان، لـ"لعربي الجديد": "خرجنا اليوم لأننا نشعر أن هناك الكثير من أهداف الثورة لم تتحقق، وأن هناك تباطؤا في مواجهة حزب البشير المتورط في قتل المتظاهرين، والذي تسبب في كل المآسي في البلاد". 

 

بدورها، أكدت هنادي علي عبد الرحيم أن "كتائب النظام السابق لا تزال نشطة، ولا تزال تسرح وتمرح في الجامعات  السودانية"، مستشهدة، في حديثها لـ"العربي الجديد"، بما حدث بجامعة الزعيم الأزهري، حيث اعتدى طلاب موالون للنظام السابق، أمس، على بقية الطلاب مستخدمين شتى أنواع الأسلحة.

ومن المتوقع أن يخاطب عدد من قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير الاحتفال المقام بساحة  الحرية.

وكان حزب الأمة، بقيادة الصادق المهدي، وهو واحد من مكونات الحرية والتغيير، قد أعلن مقاطعته للفعالية، محذراً مما سمّاه "الفوضى"، كما حذر حزب المؤتمر السوداني من "المليونيات التي تدعو لها جهات مجهولة، هدفها تمهيد البلاد لانقلاب عسكري".

وشهدت مدن سودانية أخرى مسيرات ومواكب مماثلة، حيث خرج الآلاف في مدينة ودمدني، وسط السودان، وعطبرة، شمال السودان، والدمازين، جنوب شرق البلاد.

ولم تسجل حتى اللحظة أي حالة عنف بين السلطات الأمنية والمتظاهرين.

وكانت السلطات الأمنية قد أغلقت كل الطرق التي تؤدي إلى القصر الرئاسي ومجلس الوزراء ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة، مع إغلاق جسر الملك نمر الرابط بين مدينتي الخرطوم والخرطوم بحري، القريب من المقرات الثلاثة.

ودعا ناشطون وأحزاب سياسية لتسيير مواكب، اليوم، للاحتفال بذكرى ثورة أكتوبر/ تشرين الأول 1964، التي أطاحت بأول حكم عسكري في البلاد، مع تحويل المناسبة للضغط على حكومة عبد الله حمدوك لـ"تحقيق أهداف الثورة، وفي مقدمتها حل حزب المؤتمر الوطني، حزب الرئيس المعزول عمر البشير، وملاحقة المفسدين والقصاص لدماء شهداء الثورة".

ووجه النائب العام الجديد في السودان تاج السر علي الحبر، بحماية مواكب ومسيرات اليوم.

وكانت القوات المسلحة قد أصدرت بياناً دعت فيه المتظاهرين لـ"الابتعاد عن المواقع والمقار العسكرية بولاية الخرطوم والولايات الأخرى حفاظاً على قومية ونهج القوات المسلحة في الحياد".

كما حثتهم على "عدم الاقتراب من نقاط التأمين التي ستكون على شارع الجيش والنقاط الفرعية على الطرق المؤدية إليه، حسب التوقيت المعلن من السابعة صباحا وحتى الخامسة مساء"، واعتبرت هذا بـ"مثابة تنويه لجميع المشاركين في هذه المسيرة".

واستبق حمدوك مليونية اليوم بتشكيل لجنة تحقيق برئاسة المحامي نبيل أديب، للتحقيق في حادثة فض اعتصام محيط قيادة الجيش، التي سقط خلالها عدد من القتلى من المعتصمين.

من جهتها، دعت قوات الشرطة السودانية الأحزاب السياسية المشاركة في التظاهرات إلى "تفويت الفرصة على أصحاب الغرض والأجندة، والحرص على عدم انحراف المسيرات عن أهدافها المشروعة"، محذرة من "خلق الفوضى والانفلات الأمني المفضي لعواقب غير محمودة".

وأكد بيان للشرطة أنّ "حق التعبير السلمي والتظاهر مكفول بموجب الوثيقة الدستورية والقانون"، مناشدا الجميع بـ"المطلوبات اللازمة لإقامة وتسيير المواكب والمسيرات، والالتزام بالمسارات والمواقيت، بغية تأمين وحماية تلك التجمعات".

ذات صلة

الصورة
أبو عاقلة كيكل (إكس)

سياسة

أعلن أبو عاقلة كيكل، قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، وسط السودان، انشقاقه عن القوات وتسليم نفسه للجيش السودانى، ليكون أعلى قائد يتخذ هذه الخطوة.
الصورة
سودانيات نزحن إلى القضارف بسبب ويلات الحرب، 6 يوليو/ تموز 2024 (فرانس برس)

مجتمع

حذّرت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، من أنّ طرفي الحرب في السودان، وخصوصاً قوات الدعم السريع، ارتكبا "أعمال عنف جنسي واسعة النطاق".
الصورة
عناصر من "الدعم السريع" في الخرطوم، 2019 (فرانس برس)

سياسة

أدى هجوم شنته قوات الدعم السريع على قرية في ولاية الجزيرة وسط السودان إلى مقتل "ما قد يصل إلى 100" شخص، وفق ما أعلنت لجنة ناشطين مؤيدة للديمقراطية الخميس.
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.