انخفاض أسعار النفط "سلاح ذو حدين" لمصر المتعطشة للطاقة

24 ديسمبر 2014
تهاوي أسعار النفط يهدد المساعدات الخليجية لمصر (أرشيف/Getty)
+ الخط -

سيقلص
انخفاض أسعار النفط العالمية فاتورة دعم الوقود في مصر، لكنه قد يلحق الضرر بالماليات العامة لحلفائها الخليجيين المصدرين للنفط، والذين أغدقوا عليها مساعدات بمليارات الدولارات.
وهوت أسعار النفط بشكل حاد خلال الأشهر الستة الماضية وجرى تداول العقود الآجلة لخام النفط برنت عند 60.87 دولاراً للبرميل، الثلاثاء، بانخفاض 47% عن ذروته هذا العام، التي تجاوزت 115 دولارا للبرميل في يونيو/حزيران الماضي.
وتتوقع الحكومة المصرية، إذا بقيت الأسعار عند هذا المستوى، أن يتقلص دعم الوقود لسكانها البالغ عددهم 86 مليون نسمة بواقع 30 مليار جنيه (4.2 مليارات دولار) في السنة المالية 2014-2015، وهذا أقل من نصف إجمالي المساعدات الخليجية التي حصلت عليها في السنة المالية الماضية وحدها.
وقال جاستن دارجين، خبير شؤون الطاقة في الشرق الأوسط لدى معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة "هذا سلاح ذو حدين".

وأضاف أنه "إذا ظلت الأسعار منخفضة، فمن المرجح أن يضطر داعموها الخليجيون لخفض جزء من تمويلهم".
وتسلمت مصر مساعدات نقدية وأخرى في صورة منتجات بترولية بقيمة إجمالية 10.6 مليارات دولار من دول الخليج دعمت الاقتصاد، وأتاحت للحكومة فرصة لإصلاح نظام الدعم، الذي حولها من مصدر صاف للطاقة إلى مستورد صاف لها في السنوات الأخيرة.
ومن المنتظر أن يقوم الحلفاء الخليجيون أيضا بدور مهم في مؤتمر دولي في مارس/آذار تأمل مصر أن تجتذب خلاله استثمارات بمليارات الدولارات.
وقال أشيش خانا، كبير خبراء الطاقة لدى البنك الدولي في القاهرة، إن مصر سوف تستفيد إجمالا من انخفاض سعر النفط وتوفر أكثر من 20 مليار جنيه حتى إذا اقتربت الأسعار مرة أخرى من 80 دولارا.
وتابع قائلا: "يؤثر انخفاض أسعار النفط بشكل إيجابي على البلدان المستوردة للوقود، مثل مصر فيما يتعلق بخفض عبء الدعم، وتحسين حيز المالية العامة المتاح للاستثمارات العامة أو لتعزيز الإنفاق الاجتماعي".
ورغم أن أسعار النفط العالمية تحوم حاليا قرب أدنى مستوى لها في خمس سنوات، فإن محللين يقولون إن دول الخليج العربية لن تخفض المساعدات إلا إذا استمر هبوط أسعار الخام لفترة أطول.
وقال وليام جاكسون، الخبير لدى كابيتال إيكونوميكس في لندن، إن "المبالغ التي أعطيت لمصر حتى الآن صغيرة نسبيا مقارنة مع مدخرات الخليج، ولذلك فلن يخفضوا المساعدات على الأرجح إلا إذا زاد الوضع سوءاً".
المساهمون