وجّه عدد من القوى الشبابية والخبراء انتقادات للحكومة المصرية بسبب اتجاهها لفرض قيود على مواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، بذرائع عدة، من بينها خطره على الأمن القومي ونشر أخبار كاذبة تثير الرأي العام.
وكانت لجنة الأمن القومي في البرلمان المصري قد انتهت إلى ضرورة وضع ضوابط على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديداً "فيسبوك"، وهو الاقتراح الذي تقدم به رئيس الحكومة، المهندس شريف إسماعيل، إلى البرلمان خلال إلقاء بيانه الأحد الماضي، ورفض عدد من النواب تلك الخطوة من جانب الحكومة، مؤكدين أن "فيسبوك" أصبح حقا أصيلا للمواطن المصري في الدخول إلى العالم الآخر.
وأكد النائب المستقل، أحمد فرشوطي، أن الحكومة تخشى من الانتقادات اللاذعة التي يقدمها المواطنون ضد الحكومة والنظام، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، الذي يعد المنفذ الوحيد للمواطن المصري لمتابعة الأحداث وما يدور من حوله ومراسلة الآخرين، متسائلاً: هل الدولة انتهت من كل مشاكلها ولم يبق سوى "الفيسبوك"؟ موضحاً أننا أصبحنا في وضع غريب، نافياً أن تؤثر أية انتقادات بالسلب على الأمن القومي المصري. وأضاف أن الحكومة المصرية تناست كل الأزمات الكثيرة التي تمر بها البلاد الآن، واتجهت إلى تقنين أوضاع مواقع التواصل الاجتماعي.
وطالب مدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية، الدكتور أحمد مهران، لجنة الأمن القومي في البرلمان بوضع ضوابط صارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن هناك قوانين خاصة بالإنترنت تنظم وتضع العقوبات الكافية على جميع جرائم الإنترنت، قائلا: "يبدو أن النواب لم يطلعوا على هذه القوانين"، مشيراً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي تعتبر إحدى وسائل التعبير عن الآراء طبقاً للدستور، وبالتالي لا يجب فرض أية سيطرة عليها من جانب الدولة، ولكن الواضح أن الدولة تخشى من مواقع التواصل التي كان لها دور كبير في إسقاط نظام مبارك.
ورفض عدد كبير من جموع الشعب المصري موافقة البرلمان على إلغاء مواقع التواصل الاجتماعي، التي أكدوا أنها أصبحت هامة لهم، وأن غلقها يمثل كارثة كبيرة بالنسبة لهم، حيث يرى حسين محمد (مدرس) أن رقابة الحكومة على "فيسبوك" أو إلغاءه تأكيد على عودة نظام القبضة الحديدية على الجميع، بمن فيهم جموع الشعب المصري بكل فئاته، وبث الرعب لدى المعارضين والنشطاء المخالفين للنظام.
يذكر أن الآونة الأخيرة شهدت هجومًا حادّاً على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل عدد من الشخصيات الإعلامية والسياسية، وعلى رأسهم أحمد المسلماني، الذي أعلن أن "فيسبوك" أصبح الراعي الأول للإرهاب في العالم، مؤكدا أن 90 بالمائة من الذين يمارسون الإرهاب جاؤوا عن طريق الإنترنت لتصبح الشبكة الأكبر الداعمة له.
وكانت "فيسبوك" قد عقدت في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2015 شراكة مع شركة تقديم الاتصالات المصرية Etisalat اتصالات مصر لتوفير خدمة الإنترنت بشكل مجاني للمستخدمين في مصر، وتتيح الخدمة للمستخدمين المصريين الوصول إلى الإنترنت المجاني والدخول إلى "فيسبوك"، بالإضافة لعدد من المواقع الإخبارية ومحتوى خاص للمرأة والطفل ومحتوى صحي، ومواقع الخدمات، مثل مواقع التعرف على حالة الطقس ومعرفة معاني الكلمات وغيرها.
ويمكن لمستخدمي الهواتف من مشتركي شركة اتصالات في مصر الوصول إلى الإنترنت المجاني، وقالت "فيسبوك" إن عدد المستخدمين للخدمة بلغ 3 ملايين مستخدم مصري، وأضافت في بيان لها "إننا نشعر بخيبة أمل لأن خدمات Free Basics لن تكون متاحة في مصر، وتأمل الشركة في حل هذا الأمر في وقت قريب".