ندّد مسؤولون ومؤيدون لحقوق المهاجرين واللاجئين بخطط البيت الأبيض لوقف استقبال اللاجئين مؤقتاً، وتعليق التأشيرات لأشخاص من دول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، معتبرين أنها تستهدف المسلمين وستجعل أميركا أقل أمناً.
ومن المتوقع أن يصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، أمراً تنفيذياً يوقف بموجبه قدوم اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة تماماً، ويوقف تدفق اللاجئين بشكل عام مدة 120 يوماً، بعدها يتم السماح بقدوم لاجئين من دول تقرها وزارتا الأمن الوطني والخارجية ومكتب مدير المخابرات الوطنية.
وتشمل مسودة الأمر التنفيذي منع منح تأشيرات الدخول للقادمين من العراق وسورية وإيران والسودان وليبيا والصومال واليمن. وكذلك تطلب من وزارة الداخلية والأمن الوطني ومدير مكتب المخابرات الوطنية تقديم قائمة بالدول التي لا تمتثل لشروط الفيزا الجديدة، خلال فترة أقصاها 60 يوماً، بعدها يتم منع دخول مواطني هذه البلدان.
وقال مساعدون وخبراء طلبوا عدم نشر أسمائهم، إنّ من المتوقع أن يأمر ترامب أيضاً بحظر يمتد لعدة أشهر على السماح بدخول لاجئين إلى الولايات المتحدة باستثناء الأقليات الدينية التي تفر من الاضطهاد لحين تطبيق عمليات فحص أكثر دقة.
من جهة ثانية، وقع دونالد ترامب، أمس الأربعاء، مرسوماً لإطلاق المشروع الأبرز في حملته الانتخابية، وهو تشييد جدار على طول الحدود بين بلاده والمكسيك.
وفي حين تظاهر نحو ألف شخص، مساء أمس، في المدينة لإدانة إجراءات منع الهجرة، قال رئيس بلدية نيويورك الديموقراطي بيل دي بلازيو، إن المرسوم الذي وقعه ترامب ليس سوى إعلان نوايا حرة بعبارات قانونية مبهمة جدا. وينص المرسوم على اقتطاع قسم من الأموال الفدرالية للمدن التي تعتبر "ملاذات" للمهاجرين والتي ندد بها اليمين وخصوصا دونالد ترامب خلال الحملة الانتخابية.
وأضاف "لكن إذا تحرك أي شيء (...) إذا قطعت أموال، فإن مدينة نيويورك ستلجأ فورا إلى القضاء". وتابع أنه إذا تم تطبيق المرسوم "فسيهاجم ليس في القضاء فحسب، بل سيواجه مقاومة واسعة في البلاد".
بدوره، دان الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو، الأربعاء، قرار نظيره الأميركي دونالد ترامب بدء تشييد جدار حدودي بين البلدين، وتعهد الدفاع عن المهاجرين المكسيكيين في الولايات المتحدة.
وقال بينيا نييتو في تصريحٍ تلفزيوني: "يؤسفني وأدين قرار الولايات المتحدة مواصلة بناء الجدار الذي يفرق بيننا منذ سنوات بدلاً من أن يجمعنا". وأضاف أن "المكسيك لا تؤمن بالجدران. قلتها مرات عدة المكسيك لن تدفع لأي جدار"، في إشارة إلى وعد ترامب بجعل الجارة الجنوبية تسدد ثمن تشييد الجدار.
وأضاف أنه طلب من خمسين قنصلية لبلاده في الولايات المتحدة التحول إلى "مدافعة حقيقية عن حقوق المهاجرين المكسيكيين". وأضاف أن "جالياتنا ليست وحيدة، والحكومة المكسيكية ستقدم لها المساعدة القانونية التي تضمن الحماية اللازمة لها".
وتجمع متظاهرون من أصول عدة بهدوء، مساء الأربعاء، في حديقة واشنطن سكوير، جنوب مانهاتن. وقد رددوا هتافات من بينها "منع! لا جدار! نيويورك للجميع!". وقالت سارحة شودبوري، وهي مسلمة من بنغلادش: "هذا أمر مخيف فعلا". وأضافت "منذ انتخابه (ترامب) أشعر فعلا بأن الخوف من الإسلام يتزايد، وهذا الأمر سيستمر لأنه أعطى السلطة للعنصريين في هذا البلد".
أما أوستن غيلم، وهي متظاهرة أخرى، فقالت "أنا متزوجة من مهاجر وأصدقائي مهاجرون (...) نحن في مدينة مهاجرين وعلينا الدفاع عن مجتمعاتنا". وأكد دي بلازيو من جهته أن المدينة ستواصل حماية المهاجرين السريين، لكنها ستتعاون مع أجهزة الهجرة عندما يتورط هؤلاء في جنح تعتبر خطيرة.
(رويترز، فرانس برس، الأناضول)