انتخابات برلين: اليمين يتقدم متسلحاً بـ"فوبيا اللاجئين"

برلين

شادي عاكوم

avata
شادي عاكوم
19 سبتمبر 2016
7285F505-15EF-4244-95EB-A8D466BFD142
+ الخط -
تلقت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الضربة السياسية الثانية في غضون أسبوعين، عبر صناديق الاقتراع.

ووفق النتائج شبه النهائية للانتخابات المحلية في برلين، التي جرت أمس الأحد، لم تتمكن من استعادة هيبة حزبها، بعد الخسارة التي مني بها قبل أسبوعين في ولاية مكلنبورغ فوربومرن، لتشكل هذه الهزيمة، في العاصمة، سابقة في تاريخ "الاتحاد المسيحي"، سواء في برلين بعد الحرب العالمية الثانية أو بعد الوحدة في العام 1990.

وتفيد الأرقام، بأن حزب ميركل، لم يفلح في حصد سوى 17.6 بالمائة من أصوات الناخبين في برلين، وبفارق ضئيل عن حزب اليسار الذي حصد 15.6 بالمائة من الأصوات وحل ثالثاً، فيما تموضع حزب الخضر، في المركز الرابع بنسبة أقتصرت على 15.2 بالمائة، في حين تمكن "الاشتراكي الديمقراطي" من المحافظة على صدارة الترتيب بنسبة 21.6  بالمائة، من الأصوات.

لكن، ما كان لافتاً، التقدم الملموس لحزب اليسار وعودة الحزب "الديمقراطي الحر" مجدداً إلى البرلمان بعدما تمكن من حصد6.7 بالمائة من الأصوات، فيما حقق البديل 14.2 بالمائة من مجمل أصوات الناخبين في أول مشاركة له، ليكون أحد الطارئين على الحياة السياسية في العاصمة، وأحد أركان المعارضة.  

وأعادت نتيجة الأمس، خلط أوراق التحالفات المحتملة لتشكيل حكومة برلين. وبات على "الاشتراكي الديمقراطي" أن يبحث عن حليفين لتكوين الائتلاف. ولم يعد مستبعداً أن نجد "الديمقراطي الحر" متحالفاً مع "الاشتراكي الديمقراطي" و"المسيحي الديمقراطي" أو "الخضر" مع "المسيحي الديمقراطي" و"الاشتراكي الديمقراطي".

أما ثالث الخيارات، وهو الأكثر ترجيحاً، فهو تحالف "الاشتراكي الديمقراطي" المتقدم بأكثر من 4 نقاط عن أقرب منافسيه مع حزبي "اليسار" و"الخضر"، وبذلك يكون حزب ميركل "المسيحي الديمقراطي"، خارج حكومة العاصمة، التي لها رمزيتها في الحياة السياسية الألمانية.

وبالتالي، فإن نتائج انتخابات أمس، تكون قد فتحت معركة الانتخابات العامة المقررة الخريف المقبل. وبات على ميركل، والتي تخلت أخيراً عن شعارها (سننجز ذلك)، الذي استخدمته في حملتها حول قضية اللاجئين، بحجة أنه بات خالياً من المضمون وتمت المبالغة في استخدامه من قبل منتقدي سياستها، العمل على رأب الصدع مع ناخبيها.

ميركل، كانت تدرك سلفاً أهمية الحضور في اليوم الانتخابي في برلين، إذ ألغت سفرها إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتكون على مسافة قريبة من مرشحي حزبها.

في المقابل، اعتبر مراقبون أن انتخاب سكان العاصمة، لستة أحزاب انتصار للديمقراطية والتنوع، ويظهر أن زمن سيطرة الأحزاب الكبرى انتهى.

هذه الأخيرة، استأثرت ولفترة طويلة بمفاصل الحكم في المدينة وعليها التكيف مستقبلاً مع حضور الأحزاب الاخرى مثل "الخضر" و"اليسار". تكيُّف، لن يكون سهلا، وربما سيشكل صعوبة أكثر للحكم خلال الخمس سنوات المقبلة، وفق المراقبين.

الناخبون، عاقبوا ميركل مرة جديدة على خياراتها السياسية، وأصبح البديل اليميني الشعبوي يشكل قوة هائلة على الصعيد الوطني، بعد أن مني الحزب "المسيحي الديمقراطي" بخسارة 30 ألف صوت لصالح "البديل".

واستطاع النجم الصاعد في الانتخابات فرض نفسه هذه المرة في العاصمة برلين ودخل عاشر برلمانات الولايات حاصداً أكثر أصواته من شرق العاصمة، فيما خسر "المسيحي" أيضاً 25 ألف صوت لصالح الحزب "الديمقراطي الحر".

وبحسب تحليل الخبراء، فإن الخسائر التي مني بها حزب ميركل تعود لافتقاره لكبار المرشحين، والأضرار الناجمة عن السياسة المتبعة في قضية اللاجئين، التي نتج عنها العديد من المشاكل في البلاد.

كذلك، ابتعاده عن هموم الناس العاديين وافتقار مفاهيمه الأساسية لمسألة العدالة الاجتماعية.

في المقابل، حسّن حزب "اليسار صورته" السياسية، خصوصاً في القضايا الجوهرية المتعلقة بالإسكان، والعدالة الاجتماعية، وفرض نفسه كأحد الشركاء المحتملين في الحكومة المقبلة .

أما حزب "الخضر"، فقد فرض نفسه مجدداً، ليس فقط بمواضيع السياسة البيئية، ولكن النقل أيضاً، فيما واصل حزب البديل اليميني الشعبوي، مهمته ونجح بدخول برلمان ولاية برلين، متسلحاً بالمخاوف من اللاجئين.

من جهته، عاد الحزب "الديمقراطي الحر" إلى البرلمان مستفيداً من مطالباته بإبقاء العمل في مطار "تيغل" في العاصمة.

وكذلك، تمكن "الحزب الاشتراكي"، الأكثر تمثيلاً من المحافظة على الصدارة إنما بنسبة أقل، وهي حتماً ستؤدي إلى خسائر كبيرة للاشتراكيين في الائتلاف، مستفيدا من الشعبية التي يتمتع بها عمدة المدينة مايكل مولر والشعارات المتعلقة بالأمن الذي فرض نفسه كأحد أبرز الملفات لدى الأحزاب المتنافسة.

وكانت مراكز الاقتراع، قد شهدت، يوم أمس الأحد، حضوراً كثيفاً طوال ساعات النهار وقد بلغت نسبة المشاركة 67.3 بالمائة أي بزيادة 7.1% عن انتخابات العام 2011.




ذات صلة

الصورة

سياسة

مُنع وزير المال اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس من دخول ألمانيا لحضور مؤتمر مؤيد للفلسطينيين في برلين
الصورة
مظاهرة في برلين بعد منع مؤتمر فلسطين 13 إبريل 2024

سياسة

خرجت مظاهرة، ظهر السبت، في برلين احتجاجاً على قيام الشرطة الألمانيّة بمنع انعقاد مؤتمر فلسطين، أمس الجمعة، إضافة لمنع الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة
الصورة

منوعات

أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون في جنوب غربي ألمانيا، فصل المذيعة هيلين فارس من عملها بسبب دعوتها إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية.
الصورة
جلسة لمحكمة العدل الدولية بدعوى نيكاراغوا ضد ألمانيا-العربي الجديد

سياسة

انتهت الجلسة الأولى من جلسات المحكمة الدولية، التي بدأت صباح اليوم الاثنين، بشأن طلب التدابير المؤقتة الذي قدمته نيكاراغوا ضد ألمانيا.