قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن اتفاقاً سيكشف النقاب عنه، اليوم الإثنين، بين وزارة العدل الأميركية ومصرف "بي إن بي باريبا" الفرنسي المتهم بتعامله مع دول وشركات رائدة في سوق النفط محظورة أميركياً.
وبحسب الصحيفة، فإن الغرامة التي سيدفعها المصرف ستصل إلى 6.5 مليار يورو أي ما يقارب 8.9 مليار دولار، بالإضافة إلى وقف التعاملات الدولارية لمدة عام.
وتعد هذه الإجراءات التي تتخذها السلطات الأميركية بحق المصرف الفرنسي قاسية في هذا التوقيت، حيث يعمد المصرف لتطوير أنشطته التمويلية والاستثمارية في الولايات المتحدة، وبالتالي فإنّ تعليق العمل بالترخيص يعني أن المصرف سيمنع من إجراء إي تحويلات بالدولار من أو إلى الولايات المتحدة.
انتهاك العقوبات
وجهت الولايات المتحدة تهمة إلى مصرف "بي إن بي باريبا" لانتهاكه العقوبات المفروضة على إيران والسودان وكوبا، حيث أجرى المصرف العديد من العمليات المصرفية مع هذه الدول ما بين عامي 2002 و2009 تتعلق بأنشطة نفطية.
وقال الرئيس التنفيذي لمصرف "بي إن بي باريبا" جان لوران بوناف في مذكرة كتابية وزعت على العاملين:" إن المصرف الفرنسي سوف يسدد غرامة هائلة تفرضها عليه السلطات المالية الأميركية"، مضيفاً أن هذا الإجراء سيساعد في التخلص من الشكوك الحالية التي تحيط بمجموعة "بي ان بي باريبا"، وتؤثر عليها سلباً."
سريان العقوبة
وبحسب جريدة لوموند الفرنسية، فإن العقوبات التي ستطبق على المصرف ستبدأ بعد 6 أشهر من توقيع الاتفاق على القانون الذي يجرم "بي إن بي باريبا " لقيامه بهذه المخالفات، اذ من المقرر أن تسري العقوبات في شهر فبراير/ شباط عام 2015.
وتوقع المصرف بعد بدء المفاوضات مع وزارة العدل الأمريكية أن تصل قيمة الغرامات إلى ما يقارب 1.1 مليار يورو على غرار ما حدث مع مصارف أخرى وجهت لها اتهامات أميركية، إلا أن وزارة العدل الأميركية فرضت غرامة اكبر بكثير من المتوقع نظير عدم ملاحقته جزائياَ.
وسيدفع المصرف بعد إجراء التوقيع على اتفاق القانون، اليوم الإثنين، غرامة قدارها 6.5 مليار يورو أي 8.9 مليار دولار، أي ما يعادل 16 شهراً من الأرباح، وفق نتائج عام 2013 حيث حقق المصرف أرباحاً وصلت إلى 4.8 مليار يورو، بالإضافة إلى أن المصرف سيخضع لتعليق عمليات التسوية بالدولار لمدة عام .
عام الغرامات
وكانت الولايات المتحدة قد فرضت العام الماضي سلسلة غرامات على مصارف أجنبية بسبب انتهاكها للعقوبات الأميركية، إلا أن الغرامات التي فرضت لم تتجاوز 2 مليار يورو كما هو الحال مع مصرف "بي إن بي باريبا".
وفرضت الولايات المتحدة غرامة على مصرف "أتش أس بي سي" بقيمة 1.36 مليار يورو، وعلى مصرف "ستاندارد تشارترد" بقيمة 483 مليون يورو، بالإضافة إلى فرض غرامة بقيمة 446 مليار يورو بحق مصرف "أي إن جي"، وفرض غرامة على مصرف كريدي سويس السويسري بقيمة 1.87 مليار يورو.
ورغم أنّ مصرف "باريبا" يملك أقوى الموازنات المالية بين البنوك الأوروبية، ولكن غرامة بهذا الحجم ستشكل ضربة قاسية على ادائه، حيث انخفض سعر سهم البنك من أوائل إبريل/ نيسان الماضي ليصل إجمالي التراجع في قيمته إلى أكثر من 15%.
يذكر أن مباحثات تمت بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الأميركي باراك أوباما لستوية القضية خلال زيارة أوباما الأخيرة إلى فرنسا.