توفي عشرات المصابين بمرض الفشل الكلوي في اليمن، جراء عدم تلقيهم جلسات الغسيل. وتسببت في حرمانهم من الجلسات، المواجهات المسلحة داخل المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي، وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ما يمنعهم من الوصول إلى مراكز العلاج.
ويشكو مرضى الفشل الكلوي من تأخير جلسات الغسيل، ما أدى إلى وفاة عدد منهم في كل من محافظة إب وتعز والحديدة، حيث ناشد أكثر من 180 مريضاً بالفشل الكلوي بمحافظة "المحويت"(غرب البلاد) المنظمات الإنسانية العاملة في المجال الصحي بالعمل على "إنقاذهم من الموت المحقق، نتيجة نفاد محاليل الغسيل الكلوي، بمركز غسيل الكلى الصناعية بالمستشفى الجمهوري للمحافظة".
وكشف مدير إدارة الطوارئ في مستشفى الجمهوري بمحافظة تعز (وسط) الدكتور محمد مخارش، لـ"العربي الجديد"، أن عدد المتوفين نتيجة توقف أعمال مركز الكلية الصناعية بالمستشفى، وصل إلى 19 حالة، بينهم مواطنة تدعى قيد حياتها نور الشرعبي، والتي توفيت على كرسي الغسيل، بعدما تعرض المستشفى للقصف أخيراً.
اقرأ أيضاً: مرضى اليمن يواجهون الموت ويستغيثون
كما أشار الطبيب مخارش إلى أنّ أربعة أشخاص ماتوا، منذ السبت الماضي فقط. وبحسب المصدر"، فإن مركز الكلى بالمستشفى "أنشئ بموجب منحة من الحكومة التركية، حيث تكفل الأتراك بتشغيل المركز، مدة ستة أشهر، وبمجرد انتهاء هذه الفترة، بدأت مشاكل المركز مع عدم التزام الحكومة بتوفير موازنة تشغيله كبقية المراكز". مبينا أن عدم توفر الدعم الحكومي خلال الأيام القادمة، يفاقم من معاناة المرضى في المستشفى بشكل عام.
وأضاف "تكلف جلسة الغيسل الكلوي الواحدة نحو 60 دولاراً أميركياً للشخص الواحد، كما نعاني من عدم القدرة على توفير مستلزمات غسيل الكلى، بسبب الحصار المطبق على تعز، منذ أكثر من ثمانية أشهر، واضطررنا إلى إغلاق المركز. لافتاً إلى أن المرضى "توزعوا على المراكز التي ما تزال تعمل بصعوبة مثل مستشفى الثورة بالمحافظة".
اقرأ أيضاً: ناشطون يهربون الأوكسجين إلى تعز المحاصرة
بدوره، أكد الشاب عبدالله عبدالقادر لـ"العربي الجديد" أن والده المصاب بفشل كلوي، يعاني بسبب تأخر جلسات الغسيل، بعد تزايد أعداد المرضى في مركز الغسيل بـ "مستشفى الثورة" بالعاصمة صنعاء، الذين جاؤوا من المحافظات المجاورة. وأشار إلى أن جميع مرضى الفشل الكلوي، يعيشون أوضاعاً صعبة، نتيجة تقليل ساعات الغسيل، بما ينعكس سلباً على صحتهم.
وقال عبدالقادر لـ "العربي الجديد" "تعطلت أجهزة الغسيل في صنعاء لقدمها، ما أخر الجلسات بحسب قول الأطباء، بالإضافة إلى انعدام مادة الديزل والمواد المستعملة فيها، خصوصاً الأنابيب".
هذا الوضع حسب المتحدث ذاته، فاقم من مشاكل مركز غسيل الكلى بالعاصمة، وأوضح أن المستشفى يطلب من المرضى شراء بعض المستلزمات والمواد المستخدمة في غسيل الكلى، ما يزيد من أعباء أسرهم. حيث وصل سعر الأنابيب المستخدمة في جلسات الغسيل، إلى 11 ألف ريال يمني (نحو 53 دولاراً أميركياً)، ولا يمكن استعماله سوى مرة واحدة.
إلى ذلك، توفي سبعة مصابين بالفشل الكلوي خلال الأسابيع الماضية في محافظة "إب"، نتيجة تقليل عدد ساعات جلسات الغسيل الأسبوعية، وعدم توفر المستلزمات الطبية اللازمة لذلك.