اليمنيون والمصيدة الأميركية

14 سبتمبر 2016
+ الخط -
ليس هناك من وصف للمبادرات الأميركية بخصوص الأزمة اليمنية سوى "المصيدة" التي تحاول إيقاف تقدّم قوات الشرعية عن حسم المعركة عسكرياً، بعد أن بدأت قوات الشرعية، مدعومة بطيران التحالف العربي، بتطهير المناطق التي تحتلها الميليشيات.
استطاعت الشرعية في تعز فك الحصار جزئياً عن المدينة، وكذلك تحرير معظم مديرية صالة، والسيطرة على موقع المكلّكل العسكري الاستراتيجي. هذا في تعز ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى في المعركة التي تخاض لاستعادة الدولة. وفي جبهة مأرب، هناك تقدّم كبير لتحرير مديرية صرواح، وهي آخر مديرية في مأرب يسيطر عليها الحوثيون، والسيطرة عليها يعني فتح منفذ جديد نحو العاصمة صنعاء، وهناك تطوّر كبير في جبهة الجوف، حيث تتساقط مواقع المليشيات الانقلابية بشكل تدريجي متناسق، وأيضاً هناك تقدّم في جبهة البيضاء، يسير مع تقدم قوّات الشرعية مدعومة بطيران التحالف في مختلف جبهات المواجهة.
إذاً ما معنى هذا التدخل القوي لإيقاف هذا التقدّم، بحجة عودة المشاورات؟ وأيضاً مطالبة مجلس الأمن مختلف الأطراف بالعودة إلى الهدنة التي كانت سارية من طرف واحد هو الشرعية، وتسبّبت بمقتل العشرات، وربما مئات من المدنيين في مختلف المحافظات التي توجد فيها هذه المليشيات؟
لا سبب سوى إنقاذ الطرف المتمرّد على الشرعية وعلى مخرجات الحوار الوطني والقرار الأممي. لذلك، يظهر واضحاً أنّ التدخل الامريكي ما هو إلا مصيدة وفخ للشرعية وللتحالف العربي، ليستمر الحال على ما هو عليه من حرب طويلة الأمد، ومن دون حسم عسكري حقيقي.
792CB557-8E75-46A4-9474-41FAE9572A01
792CB557-8E75-46A4-9474-41FAE9572A01
عبدالإله هزاع الحريبي (اليمن)
عبدالإله هزاع الحريبي (اليمن)