اعتبر عضو الوفد النووي الإيراني المفاوض، عباس عراقجي، أنّ الاستمرار بالتفاوض بشأن الملف النووي خلال هذه المرحلة، أسهل من السابق، لكن بشرط أن تسمح الأطراف المقابلة لإيران بالتوصل لاتفاقٍ نهائي، محذّراً من أنّ المتطلبات والشروط الكثيرة وغير المتوقعة ستعيق توقيع الاتفاق.
كلام عراقجي أتى خلال مشاركته مع عضو الوفد النووي المفاوض أيضاً، مجيد تخت روانجي، في جلسة حوار مفتوحة، اليوم الإثنين، في جامعة علامة طباطبائي الإيرانية، للرد على تساؤلات وانتقادات بعض المعترضين على اتفاق لوزان الإطاري.
اقرأ أيضاً: إيران تقرّب فرنسا والخليج بعد "لوزان" و"عاصفة الحزم"
وركّز عراقجي على النقطة التي أثارت العديد من الانتقادات في الداخل، وهي أن الاتفاق الإطاري نصّ على إلغاء العقوبات المفروضة على إيران لكن من دون توضيح آلية الأمر، فأوضح أنّ "الوفد المفاوض سيركز خلال الأشهر الثلاثة القادمة على هذا الأمر"، لافتاً إلى أنّ "اتفاق لوزان ليس اتفاقاً نهائياً، وإنما هو تفاهم ببنود محددة، وما زال يحتاج للكثير من العمل لكتابة التفاصيل".
كذلك رأى أنّ "قلق البعض من منح إيران امتياز إلغاء العقوبات مقابل الحد من النشاط النووي، أمر غير مبرر، كونه يروّج لفكرة توجّه طهران لطاولة الحوار مع الغرب، بسبب ضغط العقوبات كما يروج لرضوخها الغرب"، معتبراً أنّ "الحوار النووي مع ست قوى كبرى يعني اعترافاً دولياً ببرنامج طهران النووي، وإيران تستمر بالحوار لتنال الاعتراف بإنجازاتها النووية، والسماح لها باستمرار تخصيب اليورانيوم على أراضيها، وهو ما حدث"، بحسب رأيه.
إلى ذلك، أشار عراقجي إلى أنّ "أميركا تريد عزل إيران، والعقوبات وسيلة لتحقيق هذه الغاية، قائلاً إن التركيز سيكون على إلغاء الحظر"، فضلاً عن تأكيده أن وفده المفاوض سيدقق على تفاصيل الاتفاق المرتقب، خاصةً ما يتعلق بالرقابة وتفتيش المنشآت النووية.
بدوره، أكد روانجي كذلك سعي الوفد لتوقيع اتفاق جيد، مؤكداً أنّ عيون الوفد مفتوحة جيداً، وستأخذ الانتقادات التي تتحدث عن ثغرات في اتفاق الإطار بعين الاعتبار، مشيراً إلى أنّ المفاوضات دخلت مرحلة معقدة وحساسة للغاية، تستوجب حلحلة كل النقاط العالقة وليس بعضها.
وعن طرح الكونغرس الأميركي لمشروع قرار سيلزم حكومة واشنطن على الحصول على موافقة أعضاء الكونغرس على أي اتفاق متوقع مع إيران، أوضح روانجي أنّ هذا لا يعني بلاده التي تتفاوض مع الحكومة الأميركية وحسب، لا مع كل الأطراف الفاعلة في الداخل الأميركي.
من جهةٍ أخرى، أكّد المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، أنّ "ما تريده إيران نووياً تم تحقيقه، إذ حصلت على اعتراف القوى الكبرى ببرنامجها النووي، وأنّ بلاده لن تتراجع عن نشاطها في هذا الصدد".
كذلك أكّد كمالوندي أيضاً، أن بلاده تبدي الشفافية اللازمة، إذ إن نشاطها النووي يخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أنها تطور برنامجها لأغراض سلمية وليس لتصنيع سلاح نووي.
اقرأ أيضاً: إيران: قرارات الكونغرس شأنٌ أميركي... وإلغاء الحظر أولويّة