الوصول إلى "حلاوة روح"

20 يونيو 2014
+ الخط -

خيراً، وبعد لوعةِ الانتظار ولهفته، تقرر البدء بعرض فيلم حاز على نصيب وافر من الشهرة، قبل عرضه، أمام جمهور متعطش ظمآن إلى كل لحظة تنسيه عذابات ظروفه البائسة ومآسيها. لكن، من دون مقدمات، ولا تنبيهات، حدث ما لم يكن متوقعاً، فقد توقف هذا العرض، لُيعلن على مسامع الجمهور انقطاع الماء ونفاده من منابعه، مُطالبين بالبحث عن نبع آخر لإكمال ارتوائهم. نعم، فجأة، ومن دون سابق إنذار، وفي أثناء لحظات النشوة واللذة، توقف عرض الفيلم، ليقول لكل مَن ساهم بولادته، إنه ولد للحظاتٍ يبصر فيها النور، ثم يختفي، لسبب جوهري، هو أن الوقت والزمن الآني الذي تعيشه الأمة يوجب على كل إنسان صاحب ضمير حي، قول كلمة لا في وجه كل ما من شأنه أن يبعد أفراد الأمة عن البناء والتعمير والتصليح والتصويب، واستكمال مسيرة التغيير التي بدأت منذ ثلاث سنوات.
جانب من هذا الإصلاح المطلوب يكون بإنتاج برامج توعوية تنويرية، تتوجه، بسرعة ومن دون مماطلة، إلى جميع فئات المجتمع، لتشير إلى طفل يسعى إلى تأمين قوت يومه، ببيع المناديل والعلكة على الأرصفة، وآخر تُرك لقطع الشارع وحيداً، فقضى نحبه من دون اكتراث من المشرفة المرافقة له في باص الحضانة، وإلى أمٍّ عظيمة، وأختٍ وفيّة سُرق ميراثها، وإلى شاب في ربيع العمر قضى انتحاراً، لفقر وبطالة ظالمة.... وتطول القائمة.  بناءً على ما سبق سرده، فإن تزويد الوعي العربي بما يحتاجه، وبما تتطلبه معالجة ظروفه السياسية والحياتية، من برامج توعية وحوار بنّاء، وانتاجات معرفية، هو ما يمكن الإطلاق عليه تسمية: حلاوة روح.  

5AD9C2DC-B658-4B11-A4A1-F71E6BC560A5
5AD9C2DC-B658-4B11-A4A1-F71E6BC560A5
هادي ردايدة (الأردن)
هادي ردايدة (الأردن)