02 ديسمبر 2018
النمطية العربية ودور المرأة
محمد صفو
صحفي سوري مقيم في فرنسا، عمل كمقدم إذاعي ومحرّر في عدّة وسائل إعلامية سورية وعربية.
بدأتُ قبل أيام نقاشاً حاداً مع إحدى أفراد عائلتي، هي تريد أن تظهر ببرنامجٍ قصيرٍ يعرض على "فيسبوك"، جوابي كان بالطبع، "لا، لن أقبل أن تعملي وتظهري علناً على الشاشات، لا مانع لدي في عملكِ الحالي البعيد عن عيون الناس، ولكن لا أحبّذ فكرة ظهوركِ على فيسبوك".
استمر نقاشنا لأيامٍ وكالعادة، لم يكن لها إلّا أن ترضخ لقراري، فالكل يعلم أن العائلة أهمُّ من العمل، وأغلب النساء يخترن العائلة حين يتعرضن لذات الموقف. حين طرحت الفكرة كان ترتيبُ أفكاري على الشكل التالي:
ماذا سيقول الناس، أهلي ومحيطي، عن الموضوع وكيف سيتقبلونه؟، خصوصاً أنني ابن مجتمعٍ محافظ. كيف ستكون ردّة فعل المتابعين، هل ستكون إيجابية أم عدوانية؟ هل من الممكن لنجاحها أن يجعلها أبعد عن جو العائلة؟ وأسئلة أخرى كثيرة.
أيامٌ وأنا أفكر وأبحث، ما هو سبب قراري التعسّفي، خصوصاً أنَّ فكرة البرنامج جديّة وهادفة، وهي لن تخرج عن قواعد الدين والأخلاق التي أتمسك وتتمسك بها. إذاَ ما هو سبب رفضي؟
الجواب الذي توصلت إليه كان "النمطية"، نمطيةُ التفكير العربية المتفشّية في مجتمعنا، فالمرأة لا يجب أن تخرج عن المألوف، وأقصى ما يمكن أن تصل إليه هو عملٌ خلف الكواليس، بعيداً عن عيون الناس، بغض النظر عن القيمة التي من الممكن أن تضيفها وعن القدرات التي تملكها.
النمطية كلمة، وما يندرج تحتها عظيم، حيث وضعت هذه الكلمة المرأة العربية ضمن إطارٍ لا تستطيع أن تخرج منه، وهو إطار العادات والتقاليد والخوف من كلام الناس.
للنمطية في وطننا العربي أشكالٌ عدّة، تختلف بين مجتمعٍ وآخر، لكن النتيجة واحدة في نهاية المطاف، "تهميش نصف المجتمع".
أكد البنك الدولي، في دراسةٍ نشرها أخيرا، أنّه إذا كسبت النساء كما يكسب الرجال في العالم، ستضاف ثروةٌ مقدارها 160 تريليون دولاراً إضافياً إلى الثروة العالمية، ما قد يقضي على الفقر حول العالم.
ولكن كيف يمكن للمرأة أن تكسب كالرجل في حال وضعناها داخل دائرةٍ نمطيةٍ رسمناها لها؟ وما هو دور الرجل؟ إذا أرادت المرأة أن تكسب كما الرجل عليها أن تشاركه في كل المجالات، وعلى الرجل أيضاً أن يشاركها، فهل أنت، سيدي القارئ، مستعدٌ لأن تقوم بالأعمال المنزلية، إذا عدت مبكراً إلى المنزل، وكانت زوجتك في العمل؟ وهل أنت، سيدتي القارئة، تستطيعين أن تعملي، كما زوجكِ، ساعاتٍ طويلةٍ في أعمالٍ قد تكون شاقّة؟
الجواب هنا قد يكون لا أو نعم، ولكن برأيي من الممكن دائماً أن نصل إلى حلولٍ وسط، تخدم مصلحة المجتمع وتلغي الصورة النمطية التي تضع المرأة العربية في قفصِ المنزل، ما يجعل مجتمعنا يخسر نصفه.
استمر نقاشنا لأيامٍ وكالعادة، لم يكن لها إلّا أن ترضخ لقراري، فالكل يعلم أن العائلة أهمُّ من العمل، وأغلب النساء يخترن العائلة حين يتعرضن لذات الموقف. حين طرحت الفكرة كان ترتيبُ أفكاري على الشكل التالي:
ماذا سيقول الناس، أهلي ومحيطي، عن الموضوع وكيف سيتقبلونه؟، خصوصاً أنني ابن مجتمعٍ محافظ. كيف ستكون ردّة فعل المتابعين، هل ستكون إيجابية أم عدوانية؟ هل من الممكن لنجاحها أن يجعلها أبعد عن جو العائلة؟ وأسئلة أخرى كثيرة.
أيامٌ وأنا أفكر وأبحث، ما هو سبب قراري التعسّفي، خصوصاً أنَّ فكرة البرنامج جديّة وهادفة، وهي لن تخرج عن قواعد الدين والأخلاق التي أتمسك وتتمسك بها. إذاَ ما هو سبب رفضي؟
الجواب الذي توصلت إليه كان "النمطية"، نمطيةُ التفكير العربية المتفشّية في مجتمعنا، فالمرأة لا يجب أن تخرج عن المألوف، وأقصى ما يمكن أن تصل إليه هو عملٌ خلف الكواليس، بعيداً عن عيون الناس، بغض النظر عن القيمة التي من الممكن أن تضيفها وعن القدرات التي تملكها.
النمطية كلمة، وما يندرج تحتها عظيم، حيث وضعت هذه الكلمة المرأة العربية ضمن إطارٍ لا تستطيع أن تخرج منه، وهو إطار العادات والتقاليد والخوف من كلام الناس.
للنمطية في وطننا العربي أشكالٌ عدّة، تختلف بين مجتمعٍ وآخر، لكن النتيجة واحدة في نهاية المطاف، "تهميش نصف المجتمع".
أكد البنك الدولي، في دراسةٍ نشرها أخيرا، أنّه إذا كسبت النساء كما يكسب الرجال في العالم، ستضاف ثروةٌ مقدارها 160 تريليون دولاراً إضافياً إلى الثروة العالمية، ما قد يقضي على الفقر حول العالم.
ولكن كيف يمكن للمرأة أن تكسب كالرجل في حال وضعناها داخل دائرةٍ نمطيةٍ رسمناها لها؟ وما هو دور الرجل؟ إذا أرادت المرأة أن تكسب كما الرجل عليها أن تشاركه في كل المجالات، وعلى الرجل أيضاً أن يشاركها، فهل أنت، سيدي القارئ، مستعدٌ لأن تقوم بالأعمال المنزلية، إذا عدت مبكراً إلى المنزل، وكانت زوجتك في العمل؟ وهل أنت، سيدتي القارئة، تستطيعين أن تعملي، كما زوجكِ، ساعاتٍ طويلةٍ في أعمالٍ قد تكون شاقّة؟
الجواب هنا قد يكون لا أو نعم، ولكن برأيي من الممكن دائماً أن نصل إلى حلولٍ وسط، تخدم مصلحة المجتمع وتلغي الصورة النمطية التي تضع المرأة العربية في قفصِ المنزل، ما يجعل مجتمعنا يخسر نصفه.
محمد صفو
صحفي سوري مقيم في فرنسا، عمل كمقدم إذاعي ومحرّر في عدّة وسائل إعلامية سورية وعربية.
محمد صفو