02 ديسمبر 2018
استراتيجية الجمهوريين
محمد صفو
صحفي سوري مقيم في فرنسا، عمل كمقدم إذاعي ومحرّر في عدّة وسائل إعلامية سورية وعربية.
يقول أميركي "لو أنّني كنت أستمع فقط إلى خطابات ترامب، سأكون شخصاً مذعوراً يعيش في مخبأ، يمسكُ سلاحه في يد، وحبوبُ سمِّ الانتحار بيده الأخرى. سأكون مقتنعاً بشكلٍ تام بأنَّ المتظاهرين ضد ترامب، ليسوا إلّا حشداً عنيفاً من الجنود الليبراليين، الذين سينتزعون السيطرة على البلاد بأيِّ لحظة. سأكون متأكداً بأنَّ المهاجرين إلى أميركا ليسوا إلّا حصان طروادة الجهادي، الذي سينقضُّ على أميركا ويقضي على ديموقراطيتها. لو أنني فقط أستمع لترامب، كنت لأكون مدافعاً شرساً عن نظريةٍ مفادها "الحزب الديموقراطي يحاول سراً انتخاب الإرهابيين والخونة ليصلوا إلى مجلس النواب ومجلس الشيوخ".
من الجيد أنّ غالب الأميركيين ليسوا كهذا الشخص، فالغالب منقتحٌ على وسائل الإعلام، لا يستمعون لترامب وفريقه المريب فقط.
يواجه ترامب في الانتخابات النصفيَّة المقبلة اختباره الأهم الذي يهدف من خلاله إلى النجاح بالاستفتاء على رئاسته، والحصول على أغلبيةٍ عظمى في مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، وانتخاب 36 من حكّام الولايات الأميركية.
تحاول إدارة ترامب بشتّى الطرق أن تصل إلى انتزاع مقاعد الديموقراطيين، ليكون الكذب والتضليل وقذف الاتهامات سبيلهم الوحيد لذلك.
في ولاية أوهايو، صرّح النائب الجمهوري، جيم رينتشي، لهيئة تحرير مجلة سينسيناتي إنكوير، وهو يحاول إزاحة السيناتور الديموقراطي شيرود براون، إنَّ نساءً عدّة اتصلن به ليخبرنه أنّهن تعرضوا للاعتداء من قبل براون بين عامي 1987 و 2004، لا توجد أسماءٌ أو تفاصيلٌ لأيٍّ من الضحايا المزعومين للنظر في المسألة، هو فقط أسقط القنبلة ومضى.
وفي حملاتهم الانتخابية، يدّعى الجمهوريون في إعلاناتٍ تحريضية، أنّ للديموقراطيين ماضٍ أسودٌ في التسامح والتساهل مع الإرهاب، ولكن أين الأدلة وكيف للأميركيين أن يقتنعوا بكلامهم؟
تضليلٌ وكذبٌ لا يعدّ ولا يحصى، لكن في الولايات المتحدة الأميركية هناك من يحصي لك، كلُّ جملةٍ محسوبةٌ عليك، وهذا ما لم يأخذه ترامب بالحسبان حين كذّب وضلّل 4229 مرة، خلال 558 يوم، بحسب واشنطن بوست.
على الرغم من الماضي الأسود لجمهوريين عديدين، وفي مقدمتهم الرئيس دونالد ترامب، يرفض معظمهم الاعتراف بذلك ويصورون أنفسهم أبطالاً للكوكب، منتقلين بالانتخابات الأميركية من مسابقة الأفكار إلى مسابقة الاختراعات.
من الجيد أنّ غالب الأميركيين ليسوا كهذا الشخص، فالغالب منقتحٌ على وسائل الإعلام، لا يستمعون لترامب وفريقه المريب فقط.
يواجه ترامب في الانتخابات النصفيَّة المقبلة اختباره الأهم الذي يهدف من خلاله إلى النجاح بالاستفتاء على رئاسته، والحصول على أغلبيةٍ عظمى في مجلس النواب وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، وانتخاب 36 من حكّام الولايات الأميركية.
تحاول إدارة ترامب بشتّى الطرق أن تصل إلى انتزاع مقاعد الديموقراطيين، ليكون الكذب والتضليل وقذف الاتهامات سبيلهم الوحيد لذلك.
في ولاية أوهايو، صرّح النائب الجمهوري، جيم رينتشي، لهيئة تحرير مجلة سينسيناتي إنكوير، وهو يحاول إزاحة السيناتور الديموقراطي شيرود براون، إنَّ نساءً عدّة اتصلن به ليخبرنه أنّهن تعرضوا للاعتداء من قبل براون بين عامي 1987 و 2004، لا توجد أسماءٌ أو تفاصيلٌ لأيٍّ من الضحايا المزعومين للنظر في المسألة، هو فقط أسقط القنبلة ومضى.
وفي حملاتهم الانتخابية، يدّعى الجمهوريون في إعلاناتٍ تحريضية، أنّ للديموقراطيين ماضٍ أسودٌ في التسامح والتساهل مع الإرهاب، ولكن أين الأدلة وكيف للأميركيين أن يقتنعوا بكلامهم؟
تضليلٌ وكذبٌ لا يعدّ ولا يحصى، لكن في الولايات المتحدة الأميركية هناك من يحصي لك، كلُّ جملةٍ محسوبةٌ عليك، وهذا ما لم يأخذه ترامب بالحسبان حين كذّب وضلّل 4229 مرة، خلال 558 يوم، بحسب واشنطن بوست.
على الرغم من الماضي الأسود لجمهوريين عديدين، وفي مقدمتهم الرئيس دونالد ترامب، يرفض معظمهم الاعتراف بذلك ويصورون أنفسهم أبطالاً للكوكب، منتقلين بالانتخابات الأميركية من مسابقة الأفكار إلى مسابقة الاختراعات.
محمد صفو
صحفي سوري مقيم في فرنسا، عمل كمقدم إذاعي ومحرّر في عدّة وسائل إعلامية سورية وعربية.
محمد صفو