النكبة الفلسطينية وموسمية التغطية: التفاعل يقل

15 مايو 2016
دعوات لترسيخ ذكرى النكبة (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تغيب ذكرى النكبة واحتلال فلسطين عن وسائل الإعلام المحلية طويلاً، وتحضر مع حلول الذكرى السنوية لها من كل عام، من خلال سلسلة من الفقرات والتغطيات التي تتفاوت من مؤسسة إلى أخرى، على اختلاف رؤيتها وسياستها التحريرية المتبعة في تغطية القضايا الوطنية.

يجمع إعلاميون ومختصون على أنّ الواقع السياسي الفلسطيني وحالة الانقسام لعبت دوراً بارزاً في تحول القضايا والمناسبات الوطنية من صلب اهتمام وسائل الإعلام المحلية في تغطيتها لها، إلى مجرد ذكرى موسمية لا تحظى بالتغطية الكافية.

ويرى رئيس تحرير وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، الصحافي ياسر أبو هين، أنّ الإعلام الفلسطيني بات يعيش حالة من موسمية العمل في تعاطيه مع القضايا الوطنية، كالنكبة وقضية الأسرى والاستيطان وغيرها من القضايا الفلسطينية الأساسية.

ويؤكد أبو هين لـ "العربي الجديد" على ضرورة أن تكون التغطية الخاصة بالنكبة مرسخة في العقول الفلسطينية من خلال التذكير الدائم بها. ويشير إلى أنّ النكبة ليست حدثاً عابراً لتحظى بتغطية هامشية وموسمية من قبل وسائل الإعلام المحلية، بل هي أساس المعاناة والمأساة التي يعانيها الشعب الفلسطيني بفعل الممارسات الإسرائيلية المترتبة على الاحتلال.

ويرجع أبو هين ضعف التغطية الإعلامية للنكبة إلى خلفية المؤسسة الإعلامية وحالة الانقسام المتواصلة منذ تسع سنوات والتي لم تقف عند المستوى السياسي، بل طاولت الكثير من وسائل الإعلام المحلية التابعة للفصائل والأحزاب الفلسطينية. ويبينّ أنّ السياسات التحريرية التي تحكم بعض المؤسسات تسقط قضية النكبة الفلسطينية من أجندتها الإعلامية وقضية العودة لذلك فهي تعتمد على تغطية موسمية عابرة، على عكس بعض المؤسسات التي تشكل القضايا الوطنية جوهراً أساسياً للتغطية الإعلامية.




من جانبه، يرى الإعلامي الإذاعي محمد قنيطة أنّ حالة الانقسام الفلسطيني أثرت بشكل كبير على التغطية الإعلامية للقضايا الوطنية، بفعل تبدل حالة الاهتمام للأزمات التي يعاني منها الفلسطينيون من أزمة المعابر وانقطاع الكهرباء وغيرها من المعاناة اليومية. ويقول قنيطة لـ "العربي الجديد" إن عدم وجود استراتيجية وطنية للإعلام المحلي هي إحدى المشكلات التي أدت لتشتت التغطية الصحافية للأحداث الوطنية كالنكبة وغيرها من القضايا الفلسطينية.
ويدعو الإعلامي الفلسطيني إلى ضرورة تعزيز العمل الإعلامي الجماعي وتعزيز التغطيات الوطنية بعيداً عن الانقسام وتأثيراته على هذه الوسائل وأن تلعب القيادات السياسية دوراً في تعزيز التغطية.

ويلفت قنيطة إلى ضرورة وجود برنامج تغطية شامل لذكرى النكبة وغيرها من المناسبات الفلسطينية المحلية من دون حصرها في أيام محددة، وأن يكون لوسائل الإعلام المحلية دور في طرح القضايا الوطنية بما يتناسب مع أهميتها ومكانتها في التاريخ الفلسطيني.

في الأثناء، يؤكد رئيس قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الإسلامية بغزة، طلعت عيسى، أنّ القضايا الوطنية المتعددة تحولت إلى تواريخ خصوصاً مع مرور نحو 70 عاماً على نكبة الشعب الفلسطيني وتحولت إلى ذكرى موسمية بفعل مرور السنوات. ويوضح عيسى لـ "العربي الجديد" أنّ الواقع الفلسطيني أدى لتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية وبشكل خاص الانقسام الذي أدى لتشتت الرؤية التحريرية للمؤسسات المحلية وعدم وجود رؤية تحدد طبيعة التغطية الإعلامية للأحداث الوطنية.

ويبين الأكاديمي الفلسطيني، أنّ النهوض بالإعلام الفلسطيني المحلي يحتاج إلى بناء استراتيجية موحدة تجمع الوسائل الإعلامية من خلال رؤية مشتركة لصياغة الأحداث والخطاب الموجه للجمهور الفلسطيني والعربي.
المساهمون