النفط يرتفع 8%...وروسيا تحمّل المركزي الأميركي مسؤولية الهبوط

26 ديسمبر 2018
سيتشن متحدثاً إلى الصحافيين في الكرملين اليوم (Getty)
+ الخط -

حمّل رئيس شركة "روسنفت" الروسية، إيغور سيتشن، مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) مسؤولية انخفاض أسعار النفط، في وقت ارتفع سعر برميل الخام الأميركي 3.69 دولارات، أو ما يعادل 8.7%، ليبلغ في التسوية 46.22 دولاراً. 

وحتى في ظل مكاسب اليوم، ما زال الخام الأميركي منخفضا بنحو 40% عن أعلى مستوى إغلاق في أكتوبر/تشرين الأول، والذي تجاوز 76 دولارا، فيما زاد خام القياس العالمي مزيج برنت 4 دولارات، أو ما يعادل 8%، ليبلغ في التسوية 54.47 دولاراً.

سيتشن قال إن هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية يرتبط بدرجة كبيرة بالرفع الجديد لسعر الفائدة الذي أعلنه مجلس الاحتياطي الاتحادي الأسبوع الماضي، وتوقع أن تكون أسعار النفط بين 50 و53 دولارا العام المقبل "في إطار تصوّر محافظ".

وهبطت أسعار النفط بأكثر من الثلث خلال الربع الجاري وحومت فوق 50 دولارا بقليل بفعل محاوف بشأن الاقتصاد العالمي، على الرغم من اتفاق عالمي أُبرم في وقت سابق من الشهر الجاري لخفض إنتاج النفط.

ورفع مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية للمرة الرابعة هذا العام إلى نطاق بين 2.25% و2.5%.


وأبلغ سيتشن الصحافيين في الكرملين، قبل اجتماع بين بوتين ورجال أعمال روس بارزين، قائلا: "هذا العامل هو الأساسي، وله أثر على سعر (النفط)"، علماً أن سيتشن هو مسؤول الطاقة الأكثر نفوذا في روسيا. وقال: إن حقيقة أن الولايات المتحدة ليست طرفا في الاتفاق العالمي ضغطت أيضا على أسعار النفط، في وقت تتجه الولايات المتحدة لتصدر قائمة أكبر منتجي النفط في العالم.

تصدير النفط الإيراني

في سياق متصل، قالت إيران اليوم الأربعاء، إن المصدرين من القطاع الخاص "ليست لديهم مشكلة" في بيع النفط الإيراني، وربما يتم بيع 3 ملايين برميل من الخام قريبا إلى تجار غير حكوميين، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام حكومية، على الرغم من العقوبات الأميركية التي تستهدف مبيعات طهران من الخام.

وبدأت إيران بيع النفط الخام إلى شركات خاصة من أجل التصدير في أواخر أكتوبر/تشرين الأول، قبيل فرض الولايات المتحدة عقوبات على قطاعات منها النفط بدأ سريانها في نوفمبر/تشرين الثاني.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن وزير النفط بيجن زنغنه قوله إن "من اشتروا النفط في البورصة نجحوا في تصديره دون مشاكل في هذا الشأن". ولم يذكر زنغنه مزيدا من التفاصيل حول الصادرات.

وبعد إعادة فرض العقوبات على قطاع النفط الإيراني، منحت واشنطن إعفاءات لثماني دول، بما يتيح لتلك الدول مواصلة شراء الخام الإيراني بشكل مؤقت.


وباعت إيران، التي تسيطر الدولة فيها على تجارة النفط الخام، 280 ألف برميل من الخام لشركات خاصة في بورصة للطاقة خلال أكتوبر/تشرين الأول، ثم أعقبها بيع 700 ألف برميل في نوفمبر/تشرين الثاني، في إطار خطة تصدير تهدف إلى تجاوز العقوبات الأميركية.

وقال زنغنه إن جهة اقتصادية حكومية وافقت على بيع ما يصل إلى 3 ملايين برميل من النفط في جولة ثالثة من المبيعات لمصدرين من القطاع الخاص، بحسب الوكالة.

وتابع زنغنه: "يمكن للمشتري الدفع بالعملة الصعبة أو الريال مقابل النفط الخام في البورصة"، مضيفا أن تفاصيل المبيعات ستُعلن قريبا.

وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، بعدما انسحبت في مايو/أيار من اتفاقية إيران النووية المتعددة الأطراف التي أُبرمت في عام 2015.

الصادرات العراقية من كركوك

وفي العراق، قال وزير النفط ثامر الغضبان اليوم الأربعاء، إن صادرات العراق النفطية من حقول كركوك الشمالية إلى ميناء جيهان التركي ستظل بين 80 و90 ألف برميل يوميا حيث يجري تحويل معظم الخام المنتج لتغذية المصافي في الشمال.


وخلال المؤتمر الصحافي ذاته، قال فريد الجادر، مدير شركة نفط الشمال، إن الإنتاج الحالي من حقول كركوك يبلغ نحو 370 ألف برميل يوميا، مضيفا أن فريقا فنيا تابعا لشركة "بي.بي" يعمل الآن في كركوك وسيعد دراسة لمراجعة خطط زيادة الإنتاج بنهاية 2019.

كما قال إن "شركة بي. بي تعمل حاليا في شركة نفط الشمال على وضع الدراسات الفنية لإعادة تقييم كامل الإنتاج وكيفية زيادته من حقول كركوك"، مضيفا: "هم موجودون على الأرض. نتوقع نهاية العام المقبل الانتهاء من تقديم الدراسات النهائية قبل أن يتم الاتفاق مع الشركة".

الوزير الغضبان، قال من جهته، إن العراق في المراحل الأخيرة من المحادثات مع "إكسون" و"سي.إن.بي.سي" بشأن مشروع طاقة كبير في الجنوب ومن المتوقع أن يوقع الاتفاقات قريبا.

وأعرب عن تفاؤله بشأن التوصل لاتفاق مبدئي في وقت قريب، لكنه قال إنه لا يستطيع التكهن بموعد محدد لذلك، مردفاً أن الاتفاق مع "إكسون" و"سي.إن.بي.سي" سيساعد العراق في زيادة طاقة تحميل الخام من مرافئ تصدير النفط إلى 6.5 ملايين برميل يوميا.

(رويترز، العربي الجديد)
المساهمون