لم تبيّت قوات النظام السوري الردّ على خسارتها لمدينة جسر الشغور في ريف إدلب الجنوبي الغربي يوماً واحداً، بل ردّت بأسرع ما يمكن، لترتكب مجزرتين مروّعتين في المدينة، راح ضحيتها 53 قتيلاً وفق حصيلة أولية، أكثر من نصفهم مدنيون.
وأكّد الناشط الإعلامي من إدلب، إبراهيم الإدلبي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "ثلاثين شخصاً، من المدنيين ومقاتلي المعارضة المسلّحة، لقوا حتفهم بعد ظهر السبت، جرّاء استهداف الطيران الحربي بستة صواريخ لساحة الصومعة وسط جسر الشغور، فضلاً عن وقوع أكثر من عشرة جرحى، أسعفوا إلى مستشفيات ميدانية"، مشيراً إلى أنّ "الساحة كانت تعجّ بالمدنيين والمقاتلين الذين تجمّعوا عقب تحرير المدينة".
ووفقاً للإدلبي، فإنّ "مقاتلي المعارضة اكتشفوا أثناء تمشيطهم المدينة مجزرة ثانية ارتكبتها قوات النظام في فرع الأمن العسكري قبل الانسحاب منه، إذ أعدمت ميدانياً بالرشاشات 23 معتقلاً من المدنيين".
وكان مقاتلو "جيش الفتح"، قد أحكموا سيطرتهم الكاملة صباح السبت على جسر الشغور بعد معارك عنيفة، قتل على إثرها بحسب ما أشار الناشط الإعلامي، معاذ العباس، لـ"العربي الجديد"، "العشرات من عناصر قوات النظام، حيث ملأت جثثهم الطرقات، فيما انسحب البقية محتمين بدروع بشرية من المدنيين، إلى قرية جورين في ريف حماة الشمالي".
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنّ "عدد الغارات التي نفذها طيران النظام الحربي منذ صباح السبت على مناطق في مدينة جسر الشغور ومحيطها، ارتفع إلى ثلاثين غارة على الأقل".
وعلى الجانب الآخر، نقلت وكالة "سانا" الرسمية عن مصدر عسكري قوله، إنّ "سلاح الجو في الجيش العربي السوري نفذ ضربات مركزة دمر خلالها عشرات العربات بمن فيها من إرهابيين في بشلامون وعين الباردة وعين السودة في منطقة جسر الشغور"، مشيراً إلى أنّ "الجيش السوري تمكن من إعادة انتشاره بنجاح في محيط جسر الشغور تجنباً لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين"، الأمر الذي نفته بشكل قاطع مصادر عسكرية معارضة تتمركز حالياً داخل جسر الشغور.
وتظهر ردّة فعل النظام العنيفة، بارتكاب المجازر، في أنّه أدرك تماماً حجم الخسارة التي مُني بها في جسر الشغور، حيث صارت كتائب المعارضة على أعتاب اللاذقية، مسقط رأسه والتجمّع الأكبر لمواليه.
اقرأ أيضاً: المعارضة السورية تسيطر على جسر الشغور بريف إدلب