طال قصف عنيف لقوات النظام السوري مناطق متفرقة من ريف درعا، اليوم الثلاثاء، ممّا أودى بحياة عدد من المدنيين، في وقت تواصلت فيه الاشتباكات مع فصائل معارضة داخل مدينة الشيخ مسكين، منذ إعلان الأخيرة إطلاق معركة جديدة للسيطرة على المدينة مساء الأحد الماضي.
وأفاد الناشط الإعلامي من درعا، عماد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، أن "طيران النظام الحربي والمروحي شنّ هجمة شرسة بالصواريخ والبراميل المتفجرة على بلدتي الطيبة وبصر الحرير في ريف درعا، أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين في الطيبة واثنين في بصر الحرير، فضلاً عن وقوع جرحى من البلدتين، نقلوا إلى مستشفيات ميدانية قريبة".
كما استهدف قصف مماثل مدينة الشيخ مسكين وبلدتي أم المياذن وإبطع، بالترافق مع قصف مدفعي وصاروخي من مقرات قوات النظام المحيطة، خلّف أضراراً مادية في المباني السكنية.
في موازاة ذلك، تواصلت المعارك على مختلف جبهات مدينة الشيخ مسكين في ريف درعا الشمالي، أثناء محاولة فصائل معارضة التقدّم للاستيلاء على المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وتمكّنت كتائب إسلامية وأخرى تابعة لـ"الجيش الحر" من السيطرة على الحي الشرقي للمدينة، أمس الاثنين، تزامناً مع استمرار المواجهات في باقي الأحياء، وأكّدت مصادر محلية رفضت الكشف عن اسمها لـ"العربي الجديد"، "مقتل سبعة من مقاتلي المعارضة وناشط إعلامي مرافق لهم خلال المعارك، بينما خسرت قوات النظام عدداً من عناصرها لم يُعرف عددهم بعد".
وكانت "جبهة الشام الموحدة" المكونة من ألوية "شهداء دمشق"، و"برق الإسلام"، و"أهل العزم"، و"حمص الوليد"، أطلقت، في وقت متأخر من يوم الأحد الماضي، معركة تحت شعار" ادخلوا عليهم الباب"، بهدف "طرد قوات النظام من الشيخ مسكين، وتلبية لاستغاثات المدنيين الموجودين فيها"، وذلك بمشاركة "جبهة النصرة" و"حركة المثنى الإسلامية".
يُذكر أن فصائل المعارضة قد حققت تقدّماً ملحوظاً في ريف درعا خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد خوضها ثلاث معارك ضد قوات النظام تحت مسميات "أهل العزم"، و"لبيك اللهم لبيك"، و"الفجر وليال عشر"، أحكمت على إثرها السيطرة على تل الحارّة وبلدة أم المياذن، فضلاً عن تمكّنها من محاصرة معبر نصيب الحدودي مع الأردن.