النزوح يتواصل من ريفي إدلب وحماة في غياب المنظمات الإنسانية

10 سبتمبر 2018
نازحون من ريف إدلب (فيسبوك)
+ الخط -
يتواصل نزوح المدنيين يوميا من ريفي إدلب وحماة، في ظل استمرار القصف الجوي والصاروخي للمناطق السكنية، في ظل غياب شبه تام للمنظمات الإنسانية.

وقال الأربعيني السوري أبو محمد لـ"العربي الجديد": "منذ خمس سنوات لم أعرف الاستقرار في منطقة. كل مرة أنزح فيها إلى منطقة أقول إنني سأستقر فيها إلى حين يأتي يوم العودة إلى منزلي في حلب، لكن كل يوم تزداد المسافة بيني وبين المنزل، واليوم سأنزح مع أسرتي من ريف إدلب إلى ريف حلب الشمالي".

وأضاف: "كان أبنائي يستعدون للالتحاق بالمدرسة، لكن القصف حرمهم منها، ولا أدري إن كنا سنستقر بسرعة حتى يعودوا إلى دراستهم. الأوضاع سيئة للغاية، فلا نملك المال الكافي ليغطي احتياجاتنا الأساسية، ولا توجد منظمات إنسانية تقدم مساعدات حالياً".

نزح الخمسيني أبو شاكر من ريف حمص إلى ريف حماة، وكان يقيم مع أسرته المكونة من 7 أفراد في مخيم للنازحين، وقال لـ"العربي الجديد": "نزحنا من المخيم بسيارة أحد معارفي، ولا نعرف إلى أين نتجه اليوم، فإيجار المنازل مرتفع، والمخيمات تغص بالنازحين، إذا لم نجد مخيما يستقبلنا فسنبقى في الشارع، والخوف أن يطول الوضع، خاصة أن الشتاء على الأبواب. لا نريد شيئا من العالم سوى أن يدعنا نعيش بأمان".

وقال عضو فريق "منسقو الاستجابة في الشمال السوري"، أبو عبدو جفا، لـ"العربي الجديد": "لا تزال حركة النزوح مستمرة من عدة مناطق في ريفي إدلب وحماة، حيث توسع قوات النظام وروسيا من رقعة القصف مسببة دمارا كبيرا في المناطق السكنية، إضافة إلى التركيز على المراكز الطبية والدفاع المدني والبنية التحتية، وأعلنت يوم الأحد كل من بلدة الهبيط وبلدة الهبلة بريف إدلب الجنوبي بلدتين منكوبتين، إضافة إلى مدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي".

وأضاف أن "هناك تصاعدا في نسب النزوح من مناطق الهبيط واللطامنة وكفرزيتا وتلعاس وعابدين وخان شيخون وقلعة المضيق، في ظل مخاوف من استخدام النظام للأسلحة المحرمة دوليا. بدأنا بإحصاء النازحين الذين يتوافدون إلى المناطق الأمنة، ونسب النزوح مختلفة، فأكثر من 40 في المائة من أهالي قلعة المضيق نزحوا بالفعل".

ولفت إلى أن "هناك غيابا ملحوظا للمنظمات الإنسانية، ونناشد من جديد منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإيقاف الهجمات الجوية، والاستجابة العاجلة لاحتياجات النازحين".

وكانت المجالس المحلية في سهل الغاب وقلعة المضيق وجبل شحشبو والجابرية، في ريف حماة الغربي، ناشدت في بيان، المنظمات الدولية الإنسانية أن "تتحمل مسؤولياتها تجاه نزوح مئات العائلات نتيجة القصف"، وبينت أن "نسبة النزوح من تلك البلدات بلغت 70 في المائة من سكانها"، وأعلنتها "بلدات منكوبة".

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أمس، إن "القصف المكثف تسبب خلال أقل من 72 ساعة، في نزوح أكثر من 5400 شخص من محافظة إدلب، قاصدين مناطق في ريف إدلب الشمالي، وفي ريف حلب الشمالي الغربي، بعيداً عن خطوط التماس مع قوات النظام".

المساهمون