أظهرت النتائج شبه الرسمية، فوز حزب "نداء تونس" بزعامة الباجي قايد السبسي، في الانتخابات التشريعية، التي جرت أمس الأحد، بعد أن حصد حوالي 38 بالمائة من المقاعد، مقابل نحو 31 بالمائة من المقاعد لصالح "حزب النهضة"، ليصبح "نداء تونس" هو حزب الأكثرية، الذي ينتظر أن يكلّف بتشكيل الحكومة.
وفي وقتٍ أعلنت فيه الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أنّ النسبة الإجمالية للمشاركة في التصويت في الانتخابات داخل تونس، بلغت 61.8 بالمائة، نبّه رئيس الهيئة، شفيق صرصار، من أن النتائج التي تمّ نشرها ليل أمس الأحد، غير دقيقة ومن شأنها إرباك المواطنين، داعياً إلى انتظار النتائج الرسمية الأولية.
وبحسب نتائج شبه كاملة، نشرتها وكالة الأناضول، فقد جاء توزيع المقاعد على الشكل التالي: 83 مقعداً لـ"نداء تونس"، 68 لـ"النهضة"، 17 لـ"الاتحاد الوطني الحر"، 12 لـ"الجبهة الشعبية"، 9 لـ"حركة آفاق"، 5 لـ"التيار الديمقراطي" 4 لـ"المؤتمر من اجل الجمهورية"، 4 لـ"المبادرة"، 2 لـ"حركة الشعب"، 2 لـ"التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات"، مقعد واحد لـ"الحزب الجمهوري"، مقعد واحد لـ"تيار المحبة"، مقعد واحد لـ"الوفاء للمشروع"، مقعد واحد لـ"صوت الفلاحين" ، مقعد واحد لـ"حركة الديمقراطيين الاشتراكيين"، مقعد واحد لـ"لمجد للجريد"، و 2 للمستقلين.
ويطرح التقدّم الذي سجّله حزب "نداء تونس" على "حركة النهضة" بفارق أكثر من عشرة مقاعد بحسب النتائج الأولية، تساؤلات عدّة عن طبيعة المرحلة المقبلة، خصوصاً أنّه كان واضحاً منذ تأسيس الحزب في يونيو/حزيران 2012، أنّه بمثابة ائتلاف غير معلن بين محسوبين على حزب "التجمّع الدستوري الديموقراطي" المنحلّ، والذي كان الحزب الحاكم في تونس، ونقابيين ويساريين من مختلف مشارب اليسار، وبعض المستقلّين.
وبحسب خطابه المعلن منذ التأسيس، كان "نداء تونس" يطرح نفسه بديلا في الحكم عن حركة النهضة، وحلفائها في "حكومة الترويكا"، "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات"، و"المؤتمر من أجل الجمهورية".
وفي ضوء ذلك، استنفر الحزب في الحملة الدعائية للانتخابات التشريعية، كل قواه من أجل حشد أنصاره، معتمداً أحياناً على تكتيك "التخويف" من خصمه، وما قد يمارسه من "تقييد للحريات الشخصية" في حال وصل للحكم، وهو ما أتى بثماره لدى قطاع من التونسيين، رغم تطمينات "النهضة" المتكررة.
ولئن أبرزت الاجتماعات الانتخابية لـ"حركة النهضة"، قدرة على الحشد الأكبر خلال الحملات الدعائية، مقارنةً بباقي القوى، بما فيها، "نداء تونس"، فإنّ منافسي "النهضة" يبدو أنّهم خافوا من هذا "الاستعراض للقوّة"، وتحسّبوا له من خلال تحالفات انتخابية سريّة محتملة، لحسن إدارة المعركة.