المنصف بربوش: "صراع" تونس الذي لم ينته

27 يناير 2015
من الفيلم الذي بدأت عروضه أخيراً
+ الخط -

منذ خروجه إلى الأضواء قبل أسابيع وفيلم "صراع" للمخرج المنصف بربوش يثير ضجيجاً في تونس. وكان الفيلم أثار جدلاً إثر استبعاده من قائمة الأفلام المشاركة في الدورة الأخيرة من "أيام قرطاج السينمائية"، بين مَن رأوا فيه شريطاً ضعيفاً فنياً محمّلاً بأبعاد أيديولوجية، ومن دافعوا عنه واصفين استبعاده بالحركة السياسية.

الشريط، الذي بدأت عروضه أخيراً في بعض المدن التونسية، يروي جوانب من معاناة أعضاء "حركة النهضة" الإسلامية التي كانت ممنوعة من النشاط السياسي في فترة حكم بن علي، وصولاً إلى سقوط الأخير مع الثورة ورحيله مطلع 2011.

تبدأ أحداث الفيلم بسرد مفاصل خيبة التونسيين بالحرية الموعودة للنظام "النوفمبري" في مطلع تسعينيات القرن الماضي. ويبدو المخرج، في مدخله هذا، وفي مواضع كثيرة من الشريط، منقاداً إلى خطوط تجربته الشخصية كمثقف وناشط إسلامي أجبر في تلك الفترة من تاريخ البلاد على مغادرتها إلى المنفى القسري.

ولعل بربوش، بهذا الخيار، يحاول أن يجعل من فيلمه "ملحمة" تصوّر انكسار تجربة فكر الإسلام السياسي في تونس عند بواكيرها. ولئن حاول المرور بتجارب سياسية ونقابية أخرى على غرار الفكر اليساري والقومي العروبي، إلا أن تمجيد رموز "حركة النهضة" في فيلمه جعله، في أكثر من تفصيل، قريباً إلى السينما الدعائية.

يدور سرد الفيلم (كتب السيناريو الحسين محنوش) حول قصة الأستاذ مصطفى (صالح الجدي)، المناضل الإسلامي، الذي تستند إليه بقية مصائر الشخصيات. والأستاذ مصطفى، الذي تشكل زوجته، عازفة الموسيقى، وابنه مصطفى، عنصرين أساسين في قصته وحبكة الفيلم؛ يعد رمزاً لعدد هائل من الناشطين السياسيين في تونس، كما يقترح الشريط.

يركز "صراع" بشكل مكثف على التعذيب كوسيلة إخضاع في زمن بن علي، تطال الرجال والنساء وحتى الأطفال، حيث يتوزع كثير من مشاهد الفيلم في السجون وأقبية التعذيب.

وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، يقول المخرج المنصف بربوش معلقاً على قضية استبعاد شريطه من "أيام قرطاج السينمائية" بحجة ضعفه فنياً، قبل تأجيل عرضه: "فيلمي كان رهينة للانتخابات (الرئاسية الأخيرة)، خصوصاً وأن محتواه يقلق كثيراً من السياسيين وحتى بعض السينمائيين، سيما هؤلاء الذين طُردوا من باب الثورة الكبير ورجعوا من شباك الانتخابات الصغير".

بربوش، الذي تسجل سيرته الإخراجية عدداً من الأفلام الروائية والوثائقية، يعكف حالياً، كما يقول، على إنجاز فيلم جديد يتناول سيرة بشيرة بن مراد رائدة النهضة النسائية في تونس.

دلالات
المساهمون