المنتج الصيني يضع صناعة الجلود المصرية في أزمة

29 يوليو 2020
90% من ورش صناعة الأحذية لم تفتح أبوابها منذ عيد الفطر(Getty)
+ الخط -

كشف عدد من خبراء صناعة ودباغة الجلود في مصر لـ"العربي الجديد" عن حجم ‏الكارثة ‏التي تهدد هذه الصناعة الوطنية، وهو ما كان أحد ‏مظاهرها إلقاء جلود ‏الأضاحي العام الماضي في النفايات لأول مرة في تاريخ ‏المهنة، نتيجة ‏تراجع الطلب عليها، بعد السماح بإغراق السوق ‏المصري بالمنتجات ‏الجلدية الصينية.‏

ويؤكد مسؤول في الغرفة التجارية بالقاهرة، وخبير في دباغة ‏وصناعة ‏الجلود، أن السبب الرئيسي لأزمة صناعة الجلود في ‏مصر، يرجع إلى ‏إغراق السوق بالمنتجات الصينية ‏من الجلود الصناعية.‏

ويقول لـ"العربي الجديد"، إننا خاطبنا الجهات المعنية لفرض رسوم ‏وقائية، ‏حماية للصناعة الوطنية، فتم فرض رسوم على المنتج ‏الكامل "الحذاء ‏الكوتشي"، ولكن تحايل كبار المستوردين، ‏واستوردوا  الجزء العلوي من ‏الكوتشي فقط ( الفوندي)، ضمن ‏مستلزمات الإنتاج، بالإضافة لاستيراد ‏ماكينات الحقن، إذ يتم ‏حقن الوش (الجزء الأعلى)  مع النعل مع (الجزء الأسفل)، في ورش تابعة لكبار ‏المستوردين، ‏ويخرج المنتج كاملًا، منافسًا للصناعة الوطنية، ومضيعًا ‏على ‏الدولة رسومًا كانت تُحصّل على المنتج الصيني كامل الصنع.‏

ويضيف أن 90 في المائة من ورش صناعة الأحذية في مصر لم ‏تفتح ‏أبوابها منذ موسم عيد الفطر الماضي، فأصحابها في أزمة ‏حقيقية، فلديهم ‏مخزون من الموديلات الصيفية، نتيجة حركة ‏الركود التي تضرب ‏الأسواق المصرية، خاصة عقب تفشي ‏فيروس كورونا، وكان من ‏المفروض أن تعمل في هذه الفترة ‏على صناعة موديلات الشتوى، لكن ‏الطلب محدود، وحركة ‏المبيعات أثرت على الدخل.‏

ويشير إسلام أشرف، صاحب مدبغة، إلى انخفاض أسعار الجلود ‏من ‏‏500 جنيه (31 دولارا تقريبا) قبل عامين في المتوسط إلى 30 جنيها هذا الموسم، ‏نتيجة تراجع ‏الطلب عليها، خاصة بعد تفشي فيروس كورونا، ‏وتوقف الكثير من ‏المدابغ عن العمل، نتيجة قلة الطلب من جهة، ‏ومن جهة أخرى ارتفاع ‏الأعباء على المدابغ، خاصة بعد نقلها ‏لمنطقة الروبيكي، بالإضافة ‏لمنافسة المنتجات الصينية للصناعة ‏الوطنية.‏

ويلفت فتحي محمد (جزار)، إلى أنه في موسم عيد الأضحى، كان ‏يبيع ‏حوالى 100 قطعة جلد ‏لتجار الجلود، ‏بسعر يصل لحوالي 700 جنيه لجلد العجل البقري.‏

ويتابع لـ"العربي الجديد":  كان هناك إقبال غير عادي، لدرجة أن ‏التجار ‏كانوا يتنافسون على حجز الجلود عند الجزارين قبل بداية ‏الموسم بدفع ‏مقدمات "عربون"، لكن منذ حوالى عامين تدهورت ‏الأحوال ووصل سعر ‏أجود قطعة جلد إلى 50 جنيهًا، الأمر الذى ‏أدى إلى ظهور جلود الأضاحي ‏لأول مرة في أماكن إلقاء ‏النفايات.

وأظهرت بيانات المجلس التصديري للجلود، تراجع صادرات ‏المنتجات ‏الجلدية بنحو 25.3 في المائة، إذ سجلت 78.4 ‏مليون دولار في ‏‏2019، مقابل 105 ملايين دولار خلال 2018، ‏فيما انخفضت  صادرات ‏قطاع دباغة الجلود خلال  2019 ‏مسجلة حوالي 74 مليون دولار، مقابل ‏‏99.5 مليون دولار  في ‏‏2018، بانحفاض نحو  25.5 في المائة.‏

وبيّنت التقارير الشهرية للمجلس تراجع الصادرات أول 5 أشهر ‏من ‏‏2020 (يناير/كانون الثاني إلى مايو/أيار) بنسبة 45.8 في ‏المائة، مسجلة ‏‏22.7 مليون دولار، بالمقارنة بـ 42 مليون دولار ‏خلال نفس الفترة من ‏‏2019‏.‎

المساهمون