المنافسة على الأكثر مشاهدة بين المسلسلات الرمضانية: يوتيوب يكذّب الغطّاس

23 مايو 2018
مسلسل "كلبش" هو الأعلى مشاهدة (فيسبوك)
+ الخط -
منذ اليوم الأول، تحوّل التنافس بين الأعمال المعروضة في رمضان إلى التراشق بمعلومات تصدر من المواقع الإلكترونية. القائمون على مسلسل "أرض النفاق"، من بطولة محمد هنيدي وإخراج محمد العدل، قالوا إن تصدّر اسم المسلسل لـ "ترند" موقع تويتر، هو المؤشر الأوضح على نجاح المسلسل، رغم منع عرضه في القنوات المصرية.

تصدّر وسم باسم المسلسل في موقع تويتر ليس إلا مؤشراً على عدد من الكتابات التي تناولته بالحديث وعلقت على بطله هنيدي الذي يعطي الكثير من الوقت للموقع، وكان ساحته لإعلان قرار رفض قنوات "أون تي" في للمسلسل. ورغم أن هنيدي استخدم فيسبوك كذلك للتمهيد لعرض المسلسل عبر إعادة نشر العديد من مقاطع أعماله السابقة، إلا أن حلقات المسلسل الجديد غير متاحة سوى على المواقع المدفوعة.


تقول الأرقام إن الجزء الثاني من مسلسل "كلبش" هو الأعلى مشاهدة أيضاً، بعد وصول حلقاته الأولى إلى أكثر من مليوني مشاهدة، بينما تظهر التعليقات على فيسبوك وتويتر أن المسلسل أضعف بكثير من جزئه الأول، مع صور تظهر سقطات إخراجية، ومشاهد لمبالغات تمثيلية وخطاب صارخ.


مسلسل رحيم الذي تعرضه قنوات "سي بي سي" و"أون تي في"، هو الآخر حقق نسب مشاهدة أعلى من المنتظر؛ إذ إن حلقاته الأولى سجلت ما يقرب من مليون ونصف لكل واحدة على قنوات "سي بي سي"، ولم يقترب من نصف هذا الرقم على قنوات "أون تي في". وهي أرقام تتجاوز ما حققه مسلسل "عوالم خفية" لعادل إمام والذي تعرضه قنوات "سي بي سي" حصرياً.



الأرقام التي حققها مسلسل إمام حتى الآن لا تتناسب مع التغيير الذي طرأ بإتاحته عمله بشكل مجاني للمرة الأولى بعد انفصاله عن قنوات "إم بي سي" التي يقتصر عرض أعمالها على منصة "شاهد" المدفوعة التابعة لمجموعة "إم بي سي". وهو نفس الأمر الذي يحدث مع محمد رمضان، الذي تعرض قنوات "دي إم سي" حلقاته؛ إذ لم تتجاوز حلقته الأولى المليون ونصف مليون مشاهدة، رغم حالة الترقب لعودة رمضان للعمل بعد عامين من الغياب.

معضلة كبيرة تعيشها شركات الإنتاج بين العزوف عن المشاهدة التلفزيونية الغارقة في الإعلانات، وبين صعوبة الحصول على عائد كافٍ من الوجود الإلكتروني. فالقنوات هي الأخرى تتيح الأعمال على قنواتها لتحقيق الانتشار ونسب المشاهدة العالية؛ ما يجعل حصول الشركات على عائد من يوتيوب أمراً صعباً، كما أن بيع الأعمال للمنصات المدفوعة مخاطرة كبيرة؛ إذ إن الإقبال عليها يبقى قليلاً، والدليل ما يجري في منصة "شاهد" ومثيلاتها التي لا يكفي شهر رمضان فقط للإقبال عليها أو لجعلها منافساً قوياً لمنصات عالمية، مثل نتفليكس وإتش بي.


كثيراً ما كانت القنوات تنافس بعضها بأرقام وإحصاءات غير أكيدة؛ فتارة تقول شبكة الحياة إنها القناة الأولى في مصر، بينما تقول "إم بي سي مصر" إن نسب المشاهدة الأعلى من نصيبها، وهو الأمر الذي انتقل تدريجياً إلى المسلسلات التي يدّعي كل منها الآن أنه الأكثر متابعة وتصدراً على مواقع التواصل الاجتماعي بأرقام ومشاهدات لا تتناسب مع حجم الجمهور الكبير، إلّا أن نشر حلقات المسلسلات على موقع يوتيوب، الذي يوفّر الأرقام والإحصاءات بشكلٍ علني للجمهور، بات هو المقياس الأساسي لصحّة ما تدّعيه القنوات من نسبٍ وأرقام.
دلالات
المساهمون