الممثل المظلوم بين جيلين

07 يناير 2016
في السيدة الاولى إنتاج 2014 (فيسبوك)
+ الخط -
طوال تاريخ السينما المصرية كان هناك جيل من الممثلين يظل هو المسيطر لقرابة 20 عاماً قبل أن يسلم الدفة لجيل جديد بجماليات وشكل سينما مختلف، وإذا كان هناك تعريف لممدوح عبدالعليم وجيله فسيكون أنه الممثل "الذي لم يأخذ وقته بالكامل" لأنه "ظُلم" بين جيلين آخرين وظروف سينما متقلبة.

عبدالعليم، ولد عام 1956، في إحدى قرى محافظة المنوفية في مصر، سريعاً بدأ مشواراً فنياً كطفل في الإذاعة والتلفزيون، وظهر في أعمال للمخرج نور الدمرداش، أهمها مسلسل "الجنة العذراء" عام 1972. وتلك "الطفولة الفنية" جعلت منه مولعاً جداً بالفن والتمثيل، وأدرك أن هذا ما يريده تحديداً، ورغم أنه أكمل دراسته وحصل على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية –وابتعد عن الفن لعدة سنوات في تلك الفترة- إلا أنه عاد بعد ذلك بقوة، وجهاً جديداً ومميزاً وأحد نجوم السينما المنتظرين.

في الوقت الذي بدأ فيه "عبدالعليم" كان هناك جيل يحمل لواء السينما، جيل يمثله نور الشريف وحسين فهمي وأحمد زكي ومحمود عبدالعزيز وبالطبع عادل إمام، وكان هو من جيل قادم من الخلف بحثاً عن فرصة، مع زملائه هشام سليم وفاروق الفيشاوي وبعدهم بقليل شريف منير، وفي بداية الثمانينيات اكتفى "عبدالعليم" بأدوار ثانية بعضها مهم فعلاً في أفلام مثل البريء (مع عاطف الطيب 1986) ومشوار عمر (محمد خان 1985).

الضربة الحقيقية في هذا الوقت جاءت في التلفزيون، وعن طريق دور علي البدري الذي ارتبط الجمهور بحكايته مع "زهرة سليمان غانم" في ملحمة ليالي الحلمية، وحقق له انتشاراً ونجاحاً أكبر، في نفس الوقت الذي مثل فيه بطولات في أفلام هامة أخرى في السينما على رأسها بطل من ورق (نادر جلال 1988) وسوبر ماركت (محمد خان 1989) ثم سمع هس (شريف عرفة 1991).

تلك هي اللحظة التي بدا فيها أن (ممدوح عبدالعليم وجيله) يمكن أن يكونوا هم جيل السينما، ولكن ما حدث أن السينما في مصر كلها انهارت خلال تلك الفترة، أصبح إنتاج الأفلام صعباً، عبدالعليم نفسه شارك في إنتاج "سمع هس" إيماناً بالتجربة وأهمية التواجد.

وحين جاءت الانتعاشة بعد ذلك في النصف الثاني من التسعينيات.. على يد جيل الكوميديا الجديدة مثل محمد هنيدي وعلاء ولي الدين ثم محمد سعد وأحمد حلمي لاحقاً.. كان جيلٌ مختلفٌ تسلم الدفة، وظُلم "جيل ممدوح عبدالعليم" في السينما تماماً بين جيل السبعينيات والثمانينيات والجيل الجديد.

بدلاً من ذلك، وربما بعد الإيمان بأن قطار السينما انتهى، أتت نجومية "عبدالعليم" الحقيقية من التلفزيون المصري، حيث قدم عدة مسلسلات حققت نجاحاً فائقاً، مثل "خالتي صفية والدير"، "جمهورية زفتى" وكان أهمها على الإطلاق هو نجاح "الضوء الشارد".

ولكن في السنوات الأخيرة، ولأن قوانين التلفزيون أيضاً تغيرت، قل ظهور ممدوح عبدالعليم وأعماله الناجحة، وفات قطار المسلسلات أيضاً، ظل يغيب لسنوات، وكان ظهوره الأخير في مسلسل السيدة الأولى عام 2014 أمام غادة عبدالرازق في دور رئيس الجمهورية، ولم يظهر بعدها في أي عمل فني حتى توفي بشكل مفاجئ إثر أزمة قلبية، وكأن "الوقت القليل" الذي يمنح له هو سمة حياته.. في السينما وفي التلفزيون ثم في الحياة نفسها.

إقرأ أيضاً: أبرز 5 أدوار في حياة ممدوح عبد العليم

المساهمون