الملاريا كابوس يزعج الموريتانيين في الصيف

24 اغسطس 2016
الناموسيات أبرز طرق مكافحة الملاريا (العربي الجديد)
+ الخط -
يعاني الموريتانيون في فصل الصيف من ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الملاريا، خاصة في مناطق الجنوب والشرق، حيث يمثل هذا الداء أول أسباب الاستشارة الطبية على مستوى الوحدات الصحية بمعدل 150 ألف حالة اشتباه كل سنة، حسب إحصاءات حديثة لوزارة الصحة الموريتانية.

ويتسبب الجو الرطب وتساقط الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في خلق بيئة ملائمة لتكاثر البعوض المسبب لمرض الملاريا، في حين ينخفض مستوى الإصابة في المناطق الشمالية بسبب طقسها الصحراوي الجاف.

وينتشر داء الملاريا في مناطق الوسط والشرق والجنوب بسبب عدة عوامل، أبرزها انتشار البرك والمستنقعات في المدن التي لا تضم نظام صرف صحي، وانتشار الزراعة المروية وعدم مكافحة البعوض.

وتحاول الأسر بإمكانياتها المتواضعة القيام بدور السلطات في مكافحة البعوض من خلال رش المبيدات بالأحياء وجمع النفايات وردم البرك المائية التي تخلفها الأمطار، فيما يفضل آخرون السفر نحو البوادي وهجر المناطق التي يتكاثر فيها البعوض خلال فصل الصيف.

وتقول فاطمة بنت لمين الداه (37 عاما - ربة بيت)، إن انتشار البعوض يحول دون نوم أطفالها الصغار بسبب لسعاته وطنينه المزعج، وتضيف أن اثنين من أبنائها الأربعة أصيبا بـ"حمى البعوض"، كما يطلق عليها الموريتانيون، وبدأت أعراضها تبدأ حين أصيبا بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة، حيث اضطرت إلى النزوح بهما من قريتها النائية جنوب البلاد إلى العاصمة بسبب تفاقم وضعهما الصحي.

وتستعمل فاطمة "الناموسيات" البيضاء التي توزعها الجمعيات الخيرية في موسم الأمطار، لحماية أبنائها من لدغ البعوض الذي ينقل مرض الملاريا في موريتانيا، حتى أصبح واحدا من أكثر الأمراض شيوعا في هذا البلد.


ويرى أطباء وفاعلون في الجمعيات المهتمة بمحاربة الملاريا أن حالات الإصابة تتجاوز 200 ألف حالة سنويا. وحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، فإن نسبة الإصابة انخفضت من 237 ألف حالة سنة 2009 إلى 159 ألف حالة سنة 2013.
ويقول الطبيب محمد محمود ولد الشيخ، إن مناخ موريتانيا في فصل الصيف يسمح بتكاثر البعوض الذي ينقل الملاريا، حتى أصبح هذا الداء أبرز أسباب زيارة المستشفيات بالبلاد.

ويشير في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن مكافحة الملاريا أصبحت ضرورة ملحة بسبب تأثيراتها الصحية والاجتماعية، والتي تدفع الكثير من الموريتانيين إلى هجر المدن في الصيف بسبب البرك التي تخلفها الأمطار والتي تساعد على انتشار البعوض.

وحذر الطبيب الموريتاني من إهمال علاج الملاريا، داعيا الأسر إلى حماية أبنائها من لدغات البعوض باستخدام المبيدات واستعمال الناموسيات المشبعة التي لا يقترب منها البعوض، كما دعا السلطات إلى محاربة انتشار البعوض برش المبيدات في أماكن تجميع القمامة والمستنقعات.

وكشفت وزارة الصحة أخيرا عن استراتيجية جديدة للقضاء على الملاريا، تقوم على تعزيز النظام الرقابي والكشف عن جميع الحالات المشتبه بها وعلاج الإصابات المؤكدة والمتابعة لكل الأنشطة التي تقوم بها.

المساهمون