المغرب يستورد الجوز واللوز استعدادا لليلة القدر

20 يونيو 2017
انتعاش الأسواق في رمضان (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -
لا يغيب الجوز واللوز عن موائد المغاربة في ليلة القدر. تلك موروثات اجتماعية تربّت عليها الأجيال، فلا غنى للأسر الفقيرة والغنية عنهما في تلك المناسبة، ما يحفز المستوردين على اقتناص فرصة زيادة الطلب على الفاكهتين. 
في هذه الأيام التي تسبق ليلة القدر، تُقبل الأسر على شراء الجوز واللوز بكثرة، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وقد أفضى ارتفاع الطلب على هاتين الفاكهتين وانخفاض الإنتاج المحلي إلى انتعاش الاستيراد، خاصة من تشيلي وإسبانيا.
ولا يوفر مكتب الصرف بيانات حول حجم استيراد المغرب من الجوز واللوز، حيث تدرجهما بيانات المشتريات من الفواكه الطرية والجافة، بينما يشير المكتب إلى أن المغرب استورد في الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري 23.3 ألف طن من الفواكه الجافة والمكسرات.
يثير استيراد المغرب للجوز الاستغراب، يجيب التاجر محمد بنسعيد بسوق الحي المحمدي بالدار البيضاء بأن الإنتاج المحلي ضعيف، فانخفاض المعروض من الجوز المحلي رفع سعره إلى أربعة عشرة دولار للكيلوغرام، بزيادة دولارين عما كان عليه في السابق.
وتطلق الأسر المغربية على الجوز المحلي "البلدي"، وتطلبه أكثر من الجوز الأجنبي الذي يصل سعره إلى ثمانية دولارات للكيلوغرام.
وتبرر سيدة تسأل عن الجوز المحلي، بأن الجوز الأجنبي لا طعم له، مقارنة بالجوز الذي يأتي من منطقة الأطلس الكبير بالمغرب.
وتطرح شجرة الجوز ثمارها بمنطقة الأطلس الكبير، حيث تعول عليها العديد من القبائل من أجل تأمين إيرادات لمعاشها.
وعندما يشرع في القطاف في سبتمبر/أيلول من كل عام، تخزن الأسر كميات كبيرة من الجوز في انتظار مناسبات يكثر فيها الطلب على تلك الفاكهة.
ويرتفع الطلب على الجوز من قبل الأسر المغربية وتنتعش تجارته في الأسواق الشعبية في المدن في عاشوراء والمولد النبوي وليلة القدر.
يوضح محمد آيت حمو، الذي تزود أسرته سوق الجوز بمراكش بتلك الفاكهة، أن الأسعار تزيد بحوالي 20% في تلك المناسبات. ويفسر الإقبال على الجوز الأجنبي بعدم كفاية المعروض المحلي، الذي يتأثر كثيرا بأحوال الطقس، كما في الموسم الزراعي الحالي.

ويشير حمو، إلى أن المزارعين يتوقعون في الموسم الحالي تراجع المحصول في سبتمبر/أيلول المقبل، بسبب برودة الطقس في الشتاء التي أثرت على نمو الجوز.
ويحتل المغرب المركز الحادي والعشرين على مستوى إنتاج الجوز عالمياً بحوالي 9300 طن في العام، وتأتي الصين في المرتبة الأولى.
ووصل سعر اللوز المستورد إلى ضعف سعر اللوز المنتج محليا، حيث بلغ ستة عشرة دولار للكيلوغرام، في هذه الأثناء.
ويقدر الإنتاج المحلي بحوالي عشرين ألف طن، غير أن البيانات حوله يصعب الإحاطة بها بسبب ضعف تنظيم القطاع.
ويذهب محمد آيت حمو، إلى أنه سواء في حالة الجوز أو اللوز، فإن الوسطاء يساهمون في ارتفاع الأسعار بشكل كبير، موضحاً أن أولئك الوسطاء يتنقلون إلى المناطق الجبلية من أجل شراء المحصول حتى قبل الجني، ما يسمح لهم بهوامش أرباح كبيرة على حساب المستهلك.
ويتصور أن ارتفاع الأسعار في الأعوام الأخيرة، مرده كذلك إلى الاستعمالات الجديدة للجوز واللوز لفوائدهما الصحية والتجميلية.
وكانت السلطات المغربية، قد أكدت أن وضعية تموين الأسواق تتميز في رمضان، هذا العام، بوفرة في المواد والمنتجات وبعرض وافر ومتنوع يستجيب لجميع الاحتياجات.
وأكدت الحكومة أخيراً، ضمان مراقبة سلامة وجودة السلع المعروضة للبيع، وتتبع وضعية التموين والأسعار، عبر الحضور الميداني في الأسواق.
وبشكل عام، اتجهت أسعار الخضروات والفواكه نحو الارتفاع بالمغرب بنسب تتراوح بين 50 و100% خلال شهر رمضان، ما رده تجار إلى زيادة الطلب.
المساهمون