المغرب يرفض استحواذ "أوبر" على أنشطة "كريم"

19 سبتمبر 2019
إغلاق باب جديد حاولت "أوبر" النفاذ منه للمغرب (Getty)
+ الخط -


بعد عام ونصف من إعلانها الانسحاب من السوق المغربية "اضطرارا" لما واجهها من صعوبات واحتجاجات، فشلت شركة "أوبر" المتخصصة في تكنولوجيا النقل عبر تطبيقها الإلكتروني، في الحصول على موافقة السلطات المغربية للعودة عن طريق شراء شركة "كريم" الناشطة حاليا داخل المغرب.

وأصدر مجلس المنافسة المغربي، الهيئة الرسمية التي تحوز سلطة مراقبة السوق ومنع الصفقات التي تؤدي إلى الاحتكار وغياب المنافسة، قرارا يرفض بمقتضاه عدم التصديق على شراء "أوبر" الأميركية للفرع المغربي من "كريم"، والقيام "بدراسة معمقة بخصوص عملية التركيز الاقتصادي المتعلقة باقتناء شركة أوبر لمجموع أصول شركة كريم، بناء على البند الثالث من المادة 15 من القانون رقم 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة".

شركة "أوبر" الأميركية كانت قد واجهت احتجاجات قوية من جانب سائقي سيارات الأجرة بالمغرب، حيث كانت تقدّم خدماتها في مدينتي الرباط والدار البيضاء عبر أكثر من 300 سائق، ما اضطرها في مارس/ آذار 2018 إلى إعلانها تعليق أنشطتها داخل المغرب.

وبعد عام من هذا القرار، عادت "أوبر" لتعلن استعدادها لاستئناف نشاطها داخل المملكة، عبر صفقة تفوق قيمتها 3 مليارات دولار، تشتري بموجبها فروع شركة "كريم" الإماراتية الموجود مقرّها في مدينة دبي.

الشركتان أعلنتا في مارس/ آذار الماضي عن اتفاق تحتفظ بموجبه "كريم" بتطبيقاتها واسمها التجاري، في مقابل إشراف "أوبر" الأميركية على الخدمات المركزية لجميع الفروع العاملة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي من المغرب إلى باكستان.

ونشرت شركة "أوبر" بيانا عبر موقعها الرسمي يوم 26 مارس/ آذار 2019، يقول إنه وبموجب الصفقة "تصبح شركة "كريم" مملوكة بالكامل من قبل شركة "أوبر"، وستعمل كشركة مستقلة تحت علامة كريم التجارية وبقيادة مؤسسيها".

وأضافت الشركة أن الأمر يتعلّق بأكبر صفقة في مجال التكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط، من شأنها أن تجمع "بين الإدارة العالمية لشركة أوبر وخبرتها التقنية مع البنية التحتية التقنية لشركة كريم في المنطقة وقدرتها المثبَتة على تطوير حلول محلية مبتكرة".

مجلس المنافسة المغربي يقول في نصّ قراره الصادر رسميا في عدد 12 سبتمبر/ أيلول من الجريدة الرسمية، إنه توصّل بتبليغ يهم عملية اقتناء "أوبر" لفرع شركة "كريم" في المغرب يوم 16 أبريل/ نيسان 2019، وبعد استكمال الملف في شهر مايو/ أيار، أنهى المجلس دراسته يوم 24 يوليو/ تموز الماضي، وخلص إلى القيام بدراسة معمقة بدل التصديق على الصفقة.

وأوضح المجلس أن شركتي "أوبر" و"كريم" تعتبران الوحيدتين اللتين تقدمان خدمات التطبيقات في سوق النقل المغربي، وأن أوبر قامت سنة 2018 بتعليق نشاطها فقط وليس وقفه، ما يجعلها تعتبر المنافس الوحيد المحتمل لـ"كريم" في المغرب، "وحيث إن هذه العملية قد تؤدي إلى التضييق على إمكانية الولوج لهذه الأسواق باندماج الشركتين الوحيدتين اللتين تنشطان فيه، في غياب منافسين من حجم أوبر التي تعتبر الشركة الرائدة في القطاع"، خلص المجلس إلى عدم التصديق على الصفقة.

المساهمون