المغرب يدق ناقوس الخطر: كورونا يهدّد "مخزون الدم"

24 مارس 2020
ألقى فيروس كورونا بظلاله على أعداد المتبرعين بالدم (Getty)
+ الخط -
دقّ المركز الوطني لتحاقن الدم في المغرب (مؤسسة عمومية)، اليوم الثلاثاء، ناقوس الخطر جراء التراجع الكبير في مخزون الدم، بالتزامن مع فرض السلطات الصحية لحال الطوارئ الصحية لمواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد.
وألقى الفيروس القاتل بظلاله على أعداد المتبرعين بالدم، بعد عدم استقبال مراكز تحاقن الدم في المملكة، أمس الاثنين، سوى 200 متبرع، في وقت تحتاج فيه إلى 800 متبرع على الأقل كلّ يوم، لتفادي الانعكاسات السلبية على حاجة المؤسّسات الصحية وعلى حياة المئات من المرضى والمصابين.
وقال مدير المركز الوطني لتحاقن الدم محمد بنعجيبة، إن "هناك مرضى في حاجة ماسة للدم، وحياتهم متوقفة على هذه المادة الحيوية"، لافتاً في تصريحات لـ"العربي الجديد" إلى أنه "من باب المسؤولية المنوطة بنا في هذا المجال، لا بد أن نتجنّد جميعاً، على الرغم من الإكراهات والإعاقات، من أجل مضاعفة الجهد وتقديم التضحيات حتى نتمكن من الاستجابة لهؤلاء المرضى".
واعتبر بنعجيبة أن جميع البلدان التي تعرف انتشار فيروس كورونا تعاني حالياً من نقص في مخزون الدم، بالنظر إلى مخاوف المتبرعين من الإصابة بالفيروس القاتل، مشيراً إلى أن "تلك الدول اتبعت استراتيجية خاصة لتحفيزهم وتشجيعهم، على اعتبار أن الدم مادة حيوية وتدخل في مجال الأمن الصحي للمواطنين".
وفي الوقت الذي يعود فيه تراجع مخزون المملكة من الدم إلى إلغاء الوحدات المتنقلة بعد فرض السلطات حال الطوارئ الصحية، كشف المسؤول المغربي عن أن "المركز الوطني لتحاقن الدم اتخذ مجموعة من الإجراءات الكفيلة بضمان السلامة التامة للمتبرعين وللأطر الصحية، وألا مجال للتخوف من الإصابة بفيروس كورونا، فكلّ الظروف متوفرة ومهيأة"، داعياً المواطنين الراغبين في التبرع بالدم إلى إخبار مسؤولي السلطة بضرورة خروجهم من أجل هذه الغاية، وبأنه ستمنح لهم الرخصة لذلك.
ويقول أحد المتبرعين المواظبين على زيارة مركز تحاقن الدم بالرباط، سعيد السملالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "على المواطنين المغاربة التصدق بدمائهم، لا سيما في هذه الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد بسبب انتشار فيروس كورونا"، مضيفاً: "صحيح أن المخاوف من انتشار الفيروس قائمة، إلا أن جميع الاحتياطات متخذة من قبل مسؤولي المركز لضمان سلامة المتبرعين. لذا على المواطنين ترجمة ما تعيشه البلاد من تضامن إلى واقع ببذل دمائهم لإنقاذ حياة العشرات من المرضى المهددين بالموت".
وعلى الرغم من حملات التوعية التي يطلقها "المركز الوطني لتحاقن الدم"، أو جمعيات المجتمع المدني للتوعية، بأهمية هذا العمل الإنساني، إلا أن إقبال المغاربة على التبرّع بالدم يبقى خجولاً بعض الشيء.
ويراهن المغرب على بلوغ نسبة 1% من إجمالي السكّان من المتبرعين بالدم، كمعدّل أدنى توصي به منظمة الصحة العالمية، للاستجابة للاحتياجات اللازمة لهذه المادة. ولا يغطي عدد عمليات التبرّعات المسجلّة سنوياً الطلب على هذه المادة الحيوية، لأنّ ميزان استهلاك الدم وعدد عمليات التبرّع يميل دائماً لمصلحة الأول، فيما شهد استهلاك الدم، خلال السنوات الأربع الأخيرة، ارتفاعاً سنوياً ناهز الـ28%.
دلالات