المغرب وجماعات الضغط الأميركية: قضية الصحراء تستحقّ

19 مايو 2014
4 ملايين دولار لكسب الدعم حول قضية الصحراء (getty)
+ الخط -

صنف تقرير جديد لمؤسسة "سان لايت" Sunlight الإعلامية الأميركية، المغرب ضمن عشر دول في العالم الأكثر إنفاقاً على قوى الضغط "اللوبي"، في الولايات المتحدة، محتلاً المرتبة الخامسة عالمياً، تسبقه دول الإمارات وألمانيا وكندا والسعودية.

وأفاد تقرير هذه المؤسسة بأن المغرب أنفق أكثر من 4 ملايين دولار، خلال السنة الماضية وحدها، على مجموعات الضغط الأميركية، بهدف تحسين صورته السياسية، وكسب الدعم الدبلوماسي في نزاعه مع "جبهة البوليساريو" حول قضية الصحراء الغربية.

وتقدّم المغرب بذلك، على كوريا الجنوبية بـ3.9 ملايين دولار، وجمهورية البوسنة والهرسك بـ 2.4 مليون دولار، وجورجيا بـ2.3 مليون دولار، ثم دولة أذربيجان بـ2.1 مليون دولار.

التأثير على صانع القرار

وعن علاقة المغرب بمجموعات الضغط الأميركية، يقول أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مراكش، الدكتور محمد نشطاوي، إن المغرب راهن كثيراً على علاقاته باللوبي الأميركي، للتأثير على توجهات الإدارة الأميركية، وخصوصاً بالنسبة لقضية الصحراء.

وأشار نشطاوي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن دور اللوبي الأميركي كان حاسماً عندما تقدمت وزارة الخارجية الأميركية، السنة الماضية، بمشروع يهدف إلى توسيع صلاحيات بعثة الأمم المتحدة "المينورسو" لتشمل حقوق الإنسان، قبل أن تتراجع الإدارة الأميركية عنه.

ويلفت نشطاوي إلى أن تراجع واشنطن عن قرار مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء، كان بسبب تدخل كل من المركز الأميركي للسياسة المغربية، والمركز الثقافي الأميركي المغربي، والمركز المغربي الأميركي للتجارة والاستثمار، وغيرها من المؤسسات.

ورأى نشطاوي أن هذه المراكز تعد أذرعاً للحكومة المغربية، تمكنها من شراء خدمات مؤسسات استشارية في العلاقات العامة، مثل "موفيت كروب"، أو "كرافت ميديا ديجيتيل"، أو "دوكابيرل كومباني"، أو الاستعانة بها للتأثير على صانع القرار في السياسة الخارجية الأميركية.

وتابع المتحدث أن من خلال هذه المؤسسات، يمكن تنظيم لقاءات إعلامية لخدمة قضايا المملكة، وتثمين المنجزات التي حققها المغرب في قضايا الحرب على الإرهاب والاعتدال الديني وحقوق الإنسان، وإبراز أهمية المشروع المغربي للحكم الذاتي بالصحراء.

وخلص المحلل إلى أن طبيعة الخدمات المقدمة من قبل هذه المكاتب الاستشارية تبقى ذات طبيعة سياسية، على عكس الدول الأخرى التي تستعين باللوبي الأميركي لأغراض اقتصادية، للتأثير على المفاوضات المرتبطة بتجديد اتفاقيات اقتصادية أو عقود تجارية.

لوبيات ومهام

يؤكد تقرير المؤسسة الإعلامية الأميركية أن مختلف الدول التي أنفقت ملايين الدولارات، خلال العام الماضي، على عدد من اللوبيات داخل الولايات المتحدة، استهدفت أعضاء في البيت الأبيض، أو وكالات فدرالية، وحتى بعض وسائل الإعلام، لتحقيق غايات مختلفة.

وتبعاً للتقرير نفسه، فإنّ دولة الإمارات، التي تصدرت قائمة الدول الأكثر إنفاقاً على اللوبي الأميركي بمبلغ ناهز 14.2 مليون دولار، ركزت على قضايا الإرهاب وفرض عقوبات على إيران.

أما المكسيك، فتعاطت مع اللوبي الأميركي من أجل قضية التشريع لصالح حقوق السجناء الأجانب، بينما ألمانيا صرفت الأموال بهدف سحب الولايات المتحدة قواعدها العسكرية القريبة من الدولة الأوروبية.

وإذا كانت أهداف بعض الدول من "شراء" خدمات لوبيات أميركية ترتبط بالسياسة، فإن بلداناً أخرى فضّلت المصالح الاقتصادية، مثل ألمانيا التي ترمي إلى حماية صناعتها، خصوصاً بالنظر إلى السياسة الحمائية التي ترغب واشنطن فرضها على بعض المنتجات الألمانية.

وسجل تقرير المؤسسة الأميركية ملاحظة عامة، مفادها أن الحكومات التي تنفق بشكل كبير على جماعات الضغط الأميركية، تكون غالباً ذات "علاقات دبلوماسية ضعيفة" مع واشنطن.

دلالات
المساهمون