تمكّن أبناء قرية "كيكو" التابعة لإقليم بولمان، جنوبي مدينة فاس المغربية، من إنقاذ الفتيات والسيدات من مغادرتها إلى أماكن أخرى، بإطلاق مشروع لتعليم الصناعة التقليدية، لا سيما الخياطة والتطريز.
جرى تنفيذ المشروع بعد إطلاق جمعية الشروق الوطنية، التي عمل مؤسسوها على النهوض بالقرية الفقيرة، وإتاحة فرصة للنساء لتعلّم الصناعات التقليدية، من أجل تحصيل لقمة العيش.
وتقول خديجة خليل، "مؤطرة"، التحقت بالمشروع لتعليم الفتيات والسيدات الخياطة لـ "العربي الجديد": "في البداية كانت الصعوبات في توفير الإمكانيات للبدء في المشروع، إلى جانب قلّة عدد النساء اللواتي قدمن ليجربن تعلم مهنة الخياطة".
لكن مع بداية الشهر الثاني للمشروع، بدأت تكثر أيادي الفتيات اللواتي يأتين للتعلم، حتى أصبحن يخطن "قفاطين" صغيرة، وفقاً لـ"خديجة"، مشيرة إلى حرص الفتيات بعد ذلك على التعلّم، للتوجّه للعمل ومساعدة أسرهنّ في المعيشة. فرجال ونساء القرية، كانوا يتوجّهون إلى القرى المجاورة، بل ومدن آزرو أو صفرو أو فاس ليقوموا بخياطة ملابسهم، الأمر الذي كان يتسبّب في إهدار الوقت، فضلاً عن ارتفاع الأسعار.
وتكمل خديجة: "عندما وجدت الفتيات أنّ الصناعة التقليدية أصبحت قريبة، وسط بلدتهن، من خلال جمعية الشروق، أصبح بإمكانهنّ صنع بدلة أو بزتين، وفي الوقت نفسه يحصلن على لقمة عيشهن".
وتختتم حديثها بالقول إن: "النساء هنا لم يتصورن أنهن قد يعشن من خلال الخياطة، ولكن بعد أن جرّبن ونجح الأمر، أصبحن يقبلن على التعلم ويقتنين السلع، لا سيما من أجل المناسبات، والأفراح، أو في شهر رمضان و عيد الأضحى، التي يصبح فيها الطلب على المنتجات أكبر.. هكذا بدأت التغييرات تحصل داخل القرية".