المغرب: كورونا يربك تجارة التوابل

29 يوليو 2020
أسواق التوابل تترقب الانتعاش في موسم عيد الأضحى (Getty)
+ الخط -

 

لم تنتعش سوق التوابل في المغرب كثيراً في الفترة التي تسبق عيد الأضحى، رغم انخفاض أسعارها، حيث تأثرت بتراجع الطلب عليها من قبل الأسر التي تعاني من انفخاض إيراداتها في سياق الأزمة الصحية.
وعندما سألت "العربي الجديد" رئيس الجمعية المغربية لمنتجي ومستوردي الفواكه الجافة والتوابل والقطاني، فيصل الشاوي، حول هدوء السوق على غير العادة في هذه الفترة التي تسبق عيد الأضحى، قال إنه يرجح ألا يكون الإقبال كبيراً على الأسواق من أجل شراء التوابل، إذ يستبعد أن تنتعش السوق كثيراً كما يحدث في هذه المناسبة خلال الأيام المقبلة، مرجعاً ذلك إلى تأثير الأزمة الصحية.
ومن جانبه، يعتبر رئيس الجمعية المهنية المغربية لمستوردي ومصدري الحبوب والقطاني والتوابل، بنشعيب غلاب، أن العرض وفير في الفترة الحالية، إذ لم يتأثر بالأزمة الصحية، مشدداً على أن الاستيراد يتم عبر القنوات الرسمية، بعدما تصدت السلطات لتهريب التوابل نحو المملكة في العامين الأخيرين.
ويؤكد أن الأسعار بالنظر لارتفاع العرض منخفضة مقارنة بما كان عليه في العام الماضي، وهو ما تتفق معه ربات بيوت استطلعت "العربي الجديد" آراءهن، حيث لاحظن أن الفلفل الأسود انخفض إلى 5 دولارات للكيلوغرام، بعدما كان في حدود 8 دولارات في أعوام سابقة.
وتشير آخر بيانات صادرة عن مكتب الصرف الذي يرصد حركة مبادلات المملكة مع الخارج إلى أن واردات المملكة من التوابل ارتفعت إلى 16737 طناً، بقيمة 33 مليون دولار، في مايو/ أيار الماضي، مقابل واردات بلغ حجمها 15757 طناً، والتي وصلت قيمتها إلى 31 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

ويراهن المنتجون والمستوردون والتجار كثيراً على عيد الأضحى، حيث يمثل، بحسب غلاب، 20 في المائة من المبيعات على مدى السنة، وهي النسبة ذاتها التي يجرى تحقيقها في مناسبة عيد الفطر.
وكانت الجامعة المغربية لصناع التوابل والمواد المجففة قد قدرت استهلاك المغاربة من التوابل بحوالي 35 ألف طن، إذ يجرى استيراد حوالي نصف الحاجيات. 
ويصل المعروض من التوابل في السوق المغربي في العام إلى حوالي ثلاثين نوعاً، غير أن هناك أنواعاً تعتبر الأكثر استهلاكاً من قبل الأسر، مثل الفلفل الأحمر والفلفل الأسود والزنجبيل.
وإذا كان المغرب يستورد جميع أنواع التوابل، إلا أنه يؤمن اكتفاءه الذاتي من الفلفل الأحمر عبر التصنيع المحلي، علماً أنه يعتبر الأكثر استهلاكاً من قبل الأسر في المملكة.
ورغم عدم توفر بيانات رسمية حول ما يصرفه المغاربة على التوابل، إلا أن التقديرات تشير إلى أن الإنفاق الإجمالي على تلك السلعة التي لا غنى عنها في المطبخ المحلي يصل إلى أكثر من 200 مليون دولار. ولا يتعدى عدد الشركات المرخص لها التي تعمل في تحويل وتصنيع التوابل حوالي عشر شركات.
ويأتي سعي المغرب إلى وضع حدّ للتوابل الآتية من القطاع غير المهيكل، الذي كان يوفر 90 في المائة منها، بعدما كان نشاط التهريب يساهم في إفلاس شركات محلية، وجدت نفسها غير قادرة على المنافسة، ما دامت أسعارها مرتفعة بنسبة تصل في بعض الأحيان إلى 30 في المائة، مقارنة بالتوابل المهربة.

المساهمون