المغرب: فشل حوار الحكومة مع الأساتذة المتدربين

05 فبراير 2016
قرر الأساتذة مواصلة الاحتجاج (العربي الجديد)
+ الخط -


رغم انعقاد سلسلة من الاجتماعات بين الحكومة المغربية والأساتذة المتدربين للحوار حول مقاطعتهم للتكوين واحتجاجاتهم في الشارع، إلا أن الحوار لم يأت بجديد، ولم يتمكن أطرافه من التوصل إلى حل للأزمة.

وأعلنت الحكومة المغربية بعد اجتماعها مع الأساتذة، أمس الخميس، تمسكها بموقفها القاضي بتوظيف الفوج الحالي من الأساتذة المتدربين على دفعتين، على عكس ما يطالب به الأساتذة الذين يسعون إلى أن يتم توظيفهم دفعة واحدة، مع طرح المرسومين اللذين أثارا الجدل في الأوساط التربوية في البلاد، على طاولة الحوار، بهدف تعديلهما أو التخلي عنهما.

وكشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن والي العاصمة (المحافظ) ظل "متشبثا" باقتراحه السابق المتمثل في إدماج الأساتذة عبر دفعتين وبعد اجتياز مباراتين، خلافا لمقترح النقابات القاضي بإدماج جميع الأساتذة عبر مباراة وحيدة.

وكان لقاء الأمس مخصصا لمناقشة مقترح النقابات، الذي طرح فكرة إدماج الفوج كاملا في سبتمبر/أيلول المقبل، وإعادة المنحة لقيمتها الأصلية، مع إعادة مرسومي "فصل التكوين عن التوظيف" لطاولة الحوار بين النقابات والحكومة، إلا أن النقاش لم يتجاوز النقطة الأولى رغم استمراره نحو ثلاث ساعات.

إلى ذلك، برر والي الرباط رفض الحكومة النقطة الأولى من مقترح النقابات كونها "غير قابلة للتطبيق بسبب صعوبات تقنية"، ونقلت مصادر "العربي الجديد"، أن النقابات والأساتذة حاولوا إقناعه عبر طرح بعض السبل، لكن المحاولات باءت بالفشل.

وختم أطراف المفاوضات جولتهم الرابعة بتأكيد المحافظ أن ما قدمه يعتبر "آخر عرض" للحكومة، في حين تشبث الأساتذة المتدربون بمطالبهم المتمثلة أساسا في "إسقاط المرسومين"، معلنين استمرارهم في الاحتجاج ومقاطعة الدراسة.

وبذلك تكون الحكومة رفضت مقترحات الأساتذة الذين يؤكدون أنهم "قدموا تنازلات للوصول إلى حل للأزمة"، ومقترحات النقابات التعليمية التي تشارك في الحوار منذ بدايته، وتقدمت بدورها بحلول وافق عليها الأساتذة ورفضتها الحكومة.

تشبث الحكومة بموقفها، دفع الأساتذة إلى إنهاء الاجتماع، حسب ما أفادت مصادر من التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين لـ"العربي الجديد"، والتي أكدت أن الرفض الحكومي للمقترحات المقدمة "يعني أن الفصل في هذا الملف سيكون في الميدان"، مؤكدة أن الاساتذة سيستمرون في احتجاجاتهم، و"يعدون الحكومة بمفاجآت في هذا الصدد".

ويقاطع الأساتذة المتدربون الدراسة في المراكز الجهوية للتربية والتكوين التي يتخرج منها أساتذة القطاع العام، منذ ما يزيد على أربعة أشهر، ونزلوا إلى الشارع في مسيرات احتجاجية للمطالبة بإسقاط مرسومين أصدرتهما وزارة التربية الوطنية ويقضيان بفصل التكوين عن التوظيف في المراكز سالفة الذكر، مع تقليص من المنحة المخصصة لهم.

وكانت الحكومة قد أمهلت الأساتذة إلى الاثنين المقبل، للعودة إلى التكوين، الأمر الذي يطرح تساؤلات حاليا حول مصير ملف الأساتذة، والمنعطفات الجديدة التي سيأخذها بعد الوصول إلى طريق مسدود في الحوار.


اقرأ أيضا:الأساتذة المتدربون بالمغرب: معركة حتى النصر

دلالات
المساهمون