المغرب: سيدة تدير ثروات الملياردير "الشعبي"

15 مايو 2016
الملياردير المغربي ميلود الشعبي (يسار الصورة) (فرانس برس)
+ الخط -


فاجأت مجموعة الملياردير المغربي، ميلود الشعبي المتوفى مؤخرا، عالم المال والأعمال في البلاد، بالإعلان عن تولي أرملته، ماما التجموعتي، إدارة المجموعة التي شيدها الراحل على مدى 60 عاماً.

ولم تكن ماما التجموعتي بعيدة عن الأنشطة المهنية لزوجها الراحل ميلود الشعبي، فقد كانت مستشارته وعضوا في مجلس إدارة المجموعة، التي اعتبر تعيينها على رأسها بمثابة رسالة طمأنة للسوق بالنظر لحجم المشاريع التي تتوفر عليها في المغرب والخارج.
وعقدت المجموعة الاقتصادية أول جمعية عمومية لها، مؤخراً، كي تعلن في بيان صحافي لها، أنه جرى اختيار ماما التجموعتي، بالإجماع رئيسة تنفيذية للمجموعة العائلية.

وفي تصريح لها، بعد تعيينها، قالت التجموعتي:" نظل أوفياء لهدفنا الرامي إلى خلق القيمة المضافة من أجل جميع شركائنا" معبرة عن تفاؤلها حول "مستقبل المجموعة التي تظل متشبعة بقيم مؤسسها".
وشددت على أنها ستحرص على "تخليد ميراث المرحوم ميلود الشعبي ورؤيته وشغفه بالجودة، التي ستظل مصدر إلهام للمجموعة في المستقبل".



لم يكن ميلود الشعبي يخفي التقدير الذي يحس به تجاه زوجته، ففي إحدى المناسبات، كانت تقف بجانبه، فسألوه: "السيد الرئيس، من هذه السيدة التي تقف بجانبك"، فأجاب: "إنها رئيسة الرئيس، إنها زوجتي".

ويدرك الكثير من المحللين، أن هذه السيدة لعبت دوراً مركزيا في القرارات الاستراتيجية التي كان يتخذها ميلود الشعبي، فقد قال في إحدى المناسبات: "ما كنت لأحقق ما حققته لولا زوجتي الحاجة ماما".
وعرف عن التجموعتي، اطلاعها على تفاصيل مجموعة "يينا هولدينغ"، فقد لعبت دوراً كبيرا في القرارات الحاسمة التي كان يتخذها الشعبي وأبناؤه، وربطت علاقات قوية مع أوساط رجال ونساء الأعمال في المغرب والخارج.

وذهب مصدر مطلع إلى أن تعيين التجموعتي على رأس هذه المجموعة الاقتصادية العائلية، الهدف منه الحفاظ على تماسكها، خاصة أنها تتمتع بقدرة كبيرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، علما أنها كان صاحبة الكلمة العليا في الفترة التي سبقت وفاة مليود الشعبي.
رغم عصاميته حيث جاء من وسط فقير ومحافظ، فقد حظيت المرأة بمكانة خاصة في حياة الملياردير الراحل.
فقد أطلق على مجموعته اسم "يينا"، التي تعني أمي بالأمازيغية، وأسند لعدة نساء المسؤولية في عدة شركات من الشركات التي تتألف منها مجموعته الوازنة في الاقتصاد المغربي.

توفي ميلود الشعبي عن سن 87 عاما، قبل شهر، مخلفاً وراءه إمبراطورية اقتصادية مكونة من 46 شركة، حيث استثمر في العقار والفنادق والصناعة الثقيلة، وتجاوز حضور تلك الإمبراطورية المغرب إلى القارة الأفريقية والعديد من البلدان العربية مثل مصر، والإمارات، وتونس، وليبيا.
وكانت فوربس منحته في 2014، المركز 34 ضمن 100 شخصية الأكثر ثراء في العام العربي، فقد قدرت ثروته بـ 1.9 مليار دولار، قبل أن تتراجع في العام الماضي، غير أن اهتمام المغاربة، لا يتوقف كثيراً عند ثروة الرجل، بل عند مساره الاستثنائي. فقد تحوّل من راعي غنم إلى ملياردير.

وشغل الرأي العام، على مدى 60 عاماً، وكان من رجال الأعمال القلائل الذين يصدحون بآرائهم، التي كانت تزعج كثيراً رجال الأعمال والسلطة على حد سواء، لكن الجميع كان يكن له الاحترام، بسبب تلقائيته التي لا تخلو من حسابات رجل أعمال يدافع عن مصالحه، في سياق اشتدت فيه المنافسة.
يذهب مصدر مطلع، رفض ذكر اسمه، إلى أن الراحل ميلود الشعبي، ما زال يخلق الحدث، فلم يستبعد أن يكون قد أوصى بتعيين زوجته على رأس المجموعة العائلية. فقد كانت هذه السبعينية، مستودع أسراره، ومستشارته، التي شاطرته نجاحاته وساندته في اللحظات الصعبة التي عاشها بسبب تراجع أعماله أو مواقفه التي كانت تزعج الكثيرين.



دلالات
المساهمون