المعرض نفسه

12 مايو 2016
فانسان عبادي حافظ/ المغرب
+ الخط -

يمثّل معرض الكِتاب في معظم بلدان العالم ملتقى لصناعة النشر، التي لا تقوم على أساس الربح فحسب، إذ يبحث الناشرون على اختلاف توجّهاتهم في تسويق ثقافة بلدانهم وتفاعلها مع الثقافات الأخرى، ولم يعد هذا المفهوم حكراً على "مركزية" أوروبية تفرض ما يقرأه الأطراف.

تقدّم معارض كتب تستضيفها مدن آسيوية وأفريقية وأميركولاتينية إصدارات محلية في معظم حقول العلوم الأساسية والتطبيقية والإنسانية والآداب والفكر وغيرها، وهي تعكس حجم ما تنتجه مجتمعات ناهضة، خلافاً لمعارض عربية تغلب عليها منشورات دعوية و"موسوعات" الطبخ، وكتب تمجّد عائلات حاكمة مع مشاركة "رمزية" لدور تختص بكتاب نوعيّ، لكن تراجع عدد نسخه إلى ما دون الألف يؤشر إلى عمق أزمتنا المعرفية.

مؤشر آخر يرتبط بحركة الترجمة، حيث تظهر الأرقام المنشورة ارتفاعاً كبيراً لما يترجم من وإلى اللغات التي تتحدّث بها دول آسيوية وأفريقية وأميركولاتينية، ضمن مشاريع تسعى لتقديم ثقافاتها إلى العالم، والاستفادة من ثقافة الآخر، مقابل ترجمة 5 كتب لكل مليون عربي سنوياً.

ثم يأتي حضور كتاب المؤسسة التعليمية لربط تطوّر المعرفة بالمنهج الدراسي، وهي عملية ممنهجة في تلك البلدان، في حين نكتفي نحن بتصنيع شعارات خالية المضمون عن "أمة اقرأ" ترفع في معارض تنظّم في مدن تقع تحت الاحتلال أو الاحتراب الداخلي أو يحكمها نمط استلاب لمظاهر الاستهلاك فقط.


دلالات
المساهمون