يواصل النظام السوري استغلال جرائم ترتكبها فصائل معارضة مسلحة باسم "الثورة"، تفاقم المخاوف الكبيرة، المحقة في بعضها، لدى مكونات سورية دينية تشعر بخطر وجودي إزاء تنظيمات متشددة تقدم خدمات مجانية للنظام وحلفائه. وهيمنت أصداء جريمة ريف إدلب بحق مواطنين سوريين من الطائفة الدرزية في قرية قلب لوزة على يد مسلحين من "جبهة النصرة"، على التطورات في جنوب سورية، الذي يتحول يوماً بعد آخر إلى مساحة خالية من قوات النظام. وخسر النظام، أمس الخميس، موقعاً إضافياً رئيسياً له، هو مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء الغربي، وسط ارتفاع حاد في التوتر المذهبي في المنطقة، وقصف يستهدف للمرة الأولى مدينة السويداء نفسها، وحملات تحريض مذهبية من سياسيين ودنيين لبنانيين وسوريين دروز حلفاء لحزب الله وللنظام، بالتزامن مع حملات تجييش وتسلح في السويداء تنذر بالأسوأ.
وسيطرت فصائل المعارضة المسلحة في درعا، أمس الخميس، على مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء الغربي، في إطار معركة "سحق الطغاة"، عقب يومين على سقوط اللواء 52 في ريف درعا القريب من المطار، في ظل استنفار عدد كبير من أهالي السويداء خوفاً من دخول الفصائل المقاتلة بلدة الثعلة، حيث يتجمع أعداد من أبناء المحافظة المسلحين، وسط دعوات موالية من لبنان وسورية، مثل رئيس حزب "التوحيد العربي" اللبناني، الوزير السابق وئام وهاب، لشباب المحافظة للالتحاق بالقوات النظامية، متحدثين عن نية الفصائل المسلحة "اجتياح السويداء".
وقال المتحدث باسم "الجبهة الجنوبية" الرائد عصام الريس، لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلي الفصائل المعارضة "استطاعوا السيطرة على المطار، عقب معركة عنيفة، بهدف تجميد طيران المطار والسيطرة عليه". وأوضح أن دخول المقاتلين إلى قرية الثعلة "يرتبط بمطلب الأعمال العسكرية"، جازماً بأن "الهدف هو المقار العسكرية فقط لقوات النظام في السويداء، لا المدنيين". وكانت قوات النظام تستخدم مطار الثعلة لقصف مدن وبلدات درعا المحررة، وتنطلق منه الطائرات الحربية لقصف المدنيين. كما أعلنت المعارضة المسلحة إسقاط طائرة "ميغ" حربية تابعة للنظام في محيط مدينة بصر الحرير بريف درعا الشرقي، وشوهد الطيار وهو يهبط بالمظلة.
اقرأ أيضاً: وئام وهاب يروج للفتنة المذهبية مستغلاً جريمة "قلب لوزة"
وقالت مصادر إعلامية محلية ان قوات النظام بدأت منذ مساء الأربعاء في إخلاء مطار الثعلة من العتاد العسكري والصواريخ، حيث تم سحب الصواريخ النوعية وأجهزة الاتصال والرادارات، ونقلها إلى العاصمة عبرَ الطريق الدولي بين محافظة السويداء ومدينة دمشق. وأظهر مقطع فيديو استيلاء أهالي محافظة السويداء على رتل عسكري مؤلف من حاملات صواريخ "أرض- جو" وصواريخ "بتشوري"، كانت مسحوبة من مطار الثعلة وكتيبة الرادار المجاورة له، بعد إيقافه ومنعه من التوجه إلى العاصمة دمشق، وذلك في ثاني حادثة من نوعها خلال أيام في السويداء حيث سبق للأهالي اعتراض رتل عسكري ومنعه من مغادرة المدينة.
وأفادت مصادر أهلية من بلدة الثعلة بريف السويداء، "العربي الجديد"، أن "الأوضاع متوترة جدا في القرية والمعارك كانت عنيفة في المطار"، مبينة أن "مئات الشباب المسلحين توافدوا إلى القرية من أنحاء المحافظة للحفاظ على القرية". وزادت الأنباء الواردة من إحدى قرى الموحدين الدروز في جبل السماق بريف إدلب، عن ارتكاب جبهة النصرة مجزرة في قلب لوزة، من الشحن الطائفي في المحافظة.
وشهدت مدينة السويداء، بالتزامن مع المعارك الدائرة في الثعلة، سقوط قذائف هاون على الأحياء الشمالية الشرقية، ما تسبب بسقوط قتيل وجرح آخرين إضافة إلى أضرار مادية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، في حين قالت مصادر معارضة أن هناك ترجيحاً بأن تكون القذائف من أحد معسكرات النظام في شرق المدينة، في إطار التحريض المذهبي الذي يمارسه النظام وحلفاؤه لاستنفار المكونات الدينية "الأقلية" إلى جانبه.
وترافقت هذه المعارك مع دعوات بعض الجهات في المحافظة للالتحاق بالقوات المسلحة، عاملين على تضخيم مخاوف الأهالي من محيطهم لاعبين على وتر الطائفية، على رأسهم أحد مشايخ عقل الطائفة حكمت الهجري، المعروف بارتباطاته الأمنية، حيث أصدر بيانا منفردا عن الرئاسة الروحية للطائفة، يدعو فيه "كل قادر على حمل السلاح إلى التوجه إلى شعب القوات النظامية للالتحاق بها"، قائلا إنه "تلبية لنداء الوطن والواجب وتوجهات سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد....نتوجه بالنداء الوطني والديني لجميع أبنائنا للتوجه إلى شعب تجنيدكم على أن تكون خدمتكم العسكرية ضمن حدود محافظة السويداء التي يتهددها الخطر الداهم والإرهاب المحدق بنا".
وفي إطار المساعي المعارِضة لتفادي الوقوع في فخ التهويل المذهبي الذي تمارسه أوساط النظام، قال الناطق الرسمي باسم حركة "المثنى الإسلامية" في درعا، حسين أبو شيماء، لوكالة الأناضول، إن محافظة السويداء ليست هدفاً للفصائل المعارِضة. ورداً على سؤال حول إمكانية توجه الفصائل المسلحة في درعا للهجوم على محافظة السويداء، أجاب: "ذلك التوجه غير موجود نهائياً".
وفي السياق، اتخذت مجموعات مسلحة ووجهاء محليون، في السويداء، منهم الأمير شبلي الأطرش، وقائد مليشيا "شيوخ الكرامة" الشيخ وحيد البلعوس، مواقف معاكسة لما يذهب إليه النظام السوري وحلفاؤه، على قاعدة البقاء داخل حدود السويداء والاكتفاء بالدفاع عن النفس في حال التعرض لهجوم عسكري. ووجه البلعوس نداءً إلى جميع الوحدات المقاتلة في المحافظة، شدد فيه على "الاستعداد الكامل لأي طارئ قد يحدث، والالتزام بما قلناه بعدم خروجنا بعد حدود الجبل، ولو مترا واحدا، ونهيب بباقي شباب الجبل المدنيين عدم الخروج للقتال خارج حدود الجبل والالتزام مع رجال الكرامة بموقفهم الوطني، وإن كان لا بد من الحرب، فعليكم بحماية حدود الجبل، فهو بحاجة لكم في هذه الأوقات أكثر من أي وقت مضى". وكان البلعوس قد حذر النظام من اعتقال أي شاب متخلف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية بهدف إلحاقه بالقوات النظامية، معترضا عدة قوافل عسكرية كانت تنقل الأسلحة القليلة إلى خارج المحافظة إضافة إلى كميات من القمح، في وقت دعا شيخ عقل الطائفة أبو وائل الحناوي، إلى "اعتماد أهالي المحافظة على أنفسهم في حماية الأرض والعرض من أي محاولة لدخول المحافظة"، تم عقبه عقد عدة اجتماعات بين رجال دين وضباط متقاعدين لتشكل فصيل مسلح تحت اسم "درع الوطن" لحماية المحافظة. وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قد طلب من الرئاسة الروحية للموحدين أخيراً، تسليم أبناء الطائفة المتخلفين عن الالتحاق بالقوات النظامية، والذين يقدر عددهم بأكثر من 16 ألف شاب، مقابل تسليحهم والدفاع عن المحافظة، الأمر الذي رفضته الرئاسة الروحية.
اقرأ أيضاً: السويداء تُحصّن حدودها لأيام صعبة
وسيطرت فصائل المعارضة المسلحة في درعا، أمس الخميس، على مطار الثعلة العسكري في ريف السويداء الغربي، في إطار معركة "سحق الطغاة"، عقب يومين على سقوط اللواء 52 في ريف درعا القريب من المطار، في ظل استنفار عدد كبير من أهالي السويداء خوفاً من دخول الفصائل المقاتلة بلدة الثعلة، حيث يتجمع أعداد من أبناء المحافظة المسلحين، وسط دعوات موالية من لبنان وسورية، مثل رئيس حزب "التوحيد العربي" اللبناني، الوزير السابق وئام وهاب، لشباب المحافظة للالتحاق بالقوات النظامية، متحدثين عن نية الفصائل المسلحة "اجتياح السويداء".
وقال المتحدث باسم "الجبهة الجنوبية" الرائد عصام الريس، لـ"العربي الجديد"، إن مقاتلي الفصائل المعارضة "استطاعوا السيطرة على المطار، عقب معركة عنيفة، بهدف تجميد طيران المطار والسيطرة عليه". وأوضح أن دخول المقاتلين إلى قرية الثعلة "يرتبط بمطلب الأعمال العسكرية"، جازماً بأن "الهدف هو المقار العسكرية فقط لقوات النظام في السويداء، لا المدنيين". وكانت قوات النظام تستخدم مطار الثعلة لقصف مدن وبلدات درعا المحررة، وتنطلق منه الطائرات الحربية لقصف المدنيين. كما أعلنت المعارضة المسلحة إسقاط طائرة "ميغ" حربية تابعة للنظام في محيط مدينة بصر الحرير بريف درعا الشرقي، وشوهد الطيار وهو يهبط بالمظلة.
وقالت مصادر إعلامية محلية ان قوات النظام بدأت منذ مساء الأربعاء في إخلاء مطار الثعلة من العتاد العسكري والصواريخ، حيث تم سحب الصواريخ النوعية وأجهزة الاتصال والرادارات، ونقلها إلى العاصمة عبرَ الطريق الدولي بين محافظة السويداء ومدينة دمشق. وأظهر مقطع فيديو استيلاء أهالي محافظة السويداء على رتل عسكري مؤلف من حاملات صواريخ "أرض- جو" وصواريخ "بتشوري"، كانت مسحوبة من مطار الثعلة وكتيبة الرادار المجاورة له، بعد إيقافه ومنعه من التوجه إلى العاصمة دمشق، وذلك في ثاني حادثة من نوعها خلال أيام في السويداء حيث سبق للأهالي اعتراض رتل عسكري ومنعه من مغادرة المدينة.
وأفادت مصادر أهلية من بلدة الثعلة بريف السويداء، "العربي الجديد"، أن "الأوضاع متوترة جدا في القرية والمعارك كانت عنيفة في المطار"، مبينة أن "مئات الشباب المسلحين توافدوا إلى القرية من أنحاء المحافظة للحفاظ على القرية". وزادت الأنباء الواردة من إحدى قرى الموحدين الدروز في جبل السماق بريف إدلب، عن ارتكاب جبهة النصرة مجزرة في قلب لوزة، من الشحن الطائفي في المحافظة.
وشهدت مدينة السويداء، بالتزامن مع المعارك الدائرة في الثعلة، سقوط قذائف هاون على الأحياء الشمالية الشرقية، ما تسبب بسقوط قتيل وجرح آخرين إضافة إلى أضرار مادية، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها، في حين قالت مصادر معارضة أن هناك ترجيحاً بأن تكون القذائف من أحد معسكرات النظام في شرق المدينة، في إطار التحريض المذهبي الذي يمارسه النظام وحلفاؤه لاستنفار المكونات الدينية "الأقلية" إلى جانبه.
وترافقت هذه المعارك مع دعوات بعض الجهات في المحافظة للالتحاق بالقوات المسلحة، عاملين على تضخيم مخاوف الأهالي من محيطهم لاعبين على وتر الطائفية، على رأسهم أحد مشايخ عقل الطائفة حكمت الهجري، المعروف بارتباطاته الأمنية، حيث أصدر بيانا منفردا عن الرئاسة الروحية للطائفة، يدعو فيه "كل قادر على حمل السلاح إلى التوجه إلى شعب القوات النظامية للالتحاق بها"، قائلا إنه "تلبية لنداء الوطن والواجب وتوجهات سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد....نتوجه بالنداء الوطني والديني لجميع أبنائنا للتوجه إلى شعب تجنيدكم على أن تكون خدمتكم العسكرية ضمن حدود محافظة السويداء التي يتهددها الخطر الداهم والإرهاب المحدق بنا".
وفي السياق، اتخذت مجموعات مسلحة ووجهاء محليون، في السويداء، منهم الأمير شبلي الأطرش، وقائد مليشيا "شيوخ الكرامة" الشيخ وحيد البلعوس، مواقف معاكسة لما يذهب إليه النظام السوري وحلفاؤه، على قاعدة البقاء داخل حدود السويداء والاكتفاء بالدفاع عن النفس في حال التعرض لهجوم عسكري. ووجه البلعوس نداءً إلى جميع الوحدات المقاتلة في المحافظة، شدد فيه على "الاستعداد الكامل لأي طارئ قد يحدث، والالتزام بما قلناه بعدم خروجنا بعد حدود الجبل، ولو مترا واحدا، ونهيب بباقي شباب الجبل المدنيين عدم الخروج للقتال خارج حدود الجبل والالتزام مع رجال الكرامة بموقفهم الوطني، وإن كان لا بد من الحرب، فعليكم بحماية حدود الجبل، فهو بحاجة لكم في هذه الأوقات أكثر من أي وقت مضى". وكان البلعوس قد حذر النظام من اعتقال أي شاب متخلف عن الالتحاق بالخدمة العسكرية بهدف إلحاقه بالقوات النظامية، معترضا عدة قوافل عسكرية كانت تنقل الأسلحة القليلة إلى خارج المحافظة إضافة إلى كميات من القمح، في وقت دعا شيخ عقل الطائفة أبو وائل الحناوي، إلى "اعتماد أهالي المحافظة على أنفسهم في حماية الأرض والعرض من أي محاولة لدخول المحافظة"، تم عقبه عقد عدة اجتماعات بين رجال دين وضباط متقاعدين لتشكل فصيل مسلح تحت اسم "درع الوطن" لحماية المحافظة. وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قد طلب من الرئاسة الروحية للموحدين أخيراً، تسليم أبناء الطائفة المتخلفين عن الالتحاق بالقوات النظامية، والذين يقدر عددهم بأكثر من 16 ألف شاب، مقابل تسليحهم والدفاع عن المحافظة، الأمر الذي رفضته الرئاسة الروحية.
اقرأ أيضاً: السويداء تُحصّن حدودها لأيام صعبة