بدأت المعارضة السورية تحركاً على جانبي الأطلسي، إثر الجريمة التي ارتكبها النظام، يوم الثلاثاء، في خان شيخون بغاز السارين؛ في مسعى منها إلى دفع المجتمع الدولي إلى تحرك جدي ورادع هذه المرة تجاه النظام، وحلفائه، في ظل مؤشرات على تبدل في الموقف الغربي تقوده الولايات المتحدة الأميركية لمحاسبة النظام، على الجريمة.
وتعوّل المعارضة على تبدّل كلي في موقف الإدارة الأميركية الجديدة من الملف السوري يضع حداً نهائياً لتردد وضبابية موقف الإدارة السابقة، فسحت المجال للنظام وحلفائه الروس والإيرانيين لممارسة جرائم بحق المدنيين، وعمليات تهجير واسعة في سورية، التي باتت معرضة للتقسيم، والتلاشي من الخارطة.
ولا يزال وفد المعارضة برئاسة المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، يواصل زيارة للعاصمة الأميركية واشنطن، لـ"إعادة تقييم العملية السياسية في ظل تصاعد جرائم النظام"، وللدعوة "إلى محاسبة بشار الأسد كمجرم حرب".
اقــرأ أيضاً
والتقى حجاب، مساء الثلاثاء، كلاً من رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كروكير، وعضو الكونغرس ولجنة العلاقات الخارجية ستيف شابوت، وعضو الكونغرس الأميركي، كارلوس كوربيلو، بالإضافة إلى عضو الكونغرس مارسي كابتر.
وذكرت مصادر في وفد المعارضة، أن حجاب "شدد خلال لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين على ضرورة إعادة تقييم سير العملية السياسية، في ظل الجولات الخمس الماضية، التي انعقدت بجنيف، وعلى ضرورة إبداء المزيد من الحزم في تطبيق القرارات الأممية الخاصة بسورية".
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن وفد المعارضة أكّد أمام أعضاء الكونغرس أن الأسد "سبب الإرهاب في المنطقة"، وأنه "لا يمكن القضاء على الإرهاب طالما بقي موجوداً في السلطة"، وأن الأسد "هو الذي جلب إرهاب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وإرهاب المليشيات الطائفية، وإرهاب الدولة على حد سواء".
وأحدثت الجريمة، التي ارتكبها النظام في مدينة خان شيخون، بداية تحوّل جذري في الموقف الأميركي تجاه ما يجري في سورية، ما قد يؤدي في الأيام القليلة المقبلة إلى تغيير كبير في طريقة تعاطي المجتمع الدولي برمته مع الملف السوري، تنهي سنوات من المراوحة في المكان.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد أكد، أمس الأربعاء، أن موقفه تجاه سورية، ورئيس النظام بشار الأسد قد تغير بعد الهجوم الكيماوي في خان شيخون.
ووصف ترامب الهجوم بـ"المروع والرهيب والوحشي، واستهدف أبرياء من النساء والأطفال وحتى الرضع"، مشدداً على أن الهجوم "تجاوز خطوطا حمراء كثيرة لديه".
بدوره، أكّد نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أن كل الخيارات باتت مطروحة بعد الهجوم الكيماوي، من دون الخوض في تفاصيل تحرك بلاده إثر الهجوم، فيما ألمحت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، إلى أن بلادها ربما تتحرك منفردةً، في حال بقي المجلس عاجزاً عن التصدي للانتهاكات ضد المدنيين في سورية.
وفي شأن متصل، اعتبر المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض نعسان آغا، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تصريحات ترامب "جيدة"، مبيناً أنها "عبّرت عن تعاطف قوي". وأعرب عن اعتقاده أن ترامب "ليس كالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الضعيف"، وفق تعبيره.
واستغل النظام وحلفاؤه تردد إدارة الرئيس السابق أوباما من أجل تصعيد وتيرة الصراع في سورية، متجاوزين خطوطاً حمراء وضعتها، ما أدى إلى مقتل، واعتقال، وتشريد ملايين السوريين، وتحويل بلادهم إلى ميدان صراع إرادات إقليمية، ودولية، وهو ما شجّع على ظهور تنظيمات راديكالية يتخذ منها النظام، وحليفاه الروسي والإيراني ذريعة لكسر إرادة السوريين، وفرض حلول سياسية تعيد إنتاج النظام، بحسب مراقبين.
في المقابل، رأى مستشار وفد المعارضة المفاوض، يحيى العريضي، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "لا يعوّل مطلقاً على الموقف الغربي في وضع حد نهائي للأجرام الذي يقترفه النظام بحق السوريين"، مشيراً إلى أن "لكل جهة إقليمية، ودولية أجندات خاصة في ظل غياب قانون دولي يحترم الإنسان".
وأضاف أن "آخر اهتمامات الدول سورية وأهلها"، معرباً عن قناعته بأن الإدارة الأمركية تبني موقفها من سورية وفق المصالح الإسرائيلية.
ولم يقتصر تحرك المعارضة على الجانب الأميركي، إذ قصد عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل وفد من الائتلاف الوطني السوري لمطالبة المسؤولين الأوروبيين بموقف داعم لـ"محاكمة مرتكبي المجزرة، وملاحقة المسؤولين عن ذلك، والعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن وفق الفصل السابع"، وفق مصادر في الائتلاف.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق أوباما، قد عطّلت الموقف الأوروبي حيال القضية السورية، وحصرت الجهود الأوروبية في المجال الإنساني، واستقبال لاجئين.
ومن المتوقع، أن تضغط دول في الاتحاد الأوروبي لبلورة موقف غربي مناهض لموقف روسيا الذي يبدو أنها ليست في صدد تغيير موقفها الداعم لنظام الأسد.
وكانت روسيا قد رفضت، الأربعاء، مشروع قرار غربي قدمته الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا إلى مجلس الأمن الدولي يدين النظام السوري، ويدعو إلى فتح تحقيق كامل في جريمة خان شيخون، واعتبرته "غير مقبول على الإطلاق"، ويستند إلى "معلومات زائفة".
وفي السياق، جدد النظام تحديه للمجتمع الدولي، محاولاً تبرئة نفسه من جريمة خان شيخون، حيث كرر وزير خارجيته وليد المعلم المزاعم بأن جيش النظام "لم ولن يستخدم أي نوع من السلاح الكيماوي"، مطالباً بلجنة تحقيق "ليست مسيسة"، تنطلق من دمشق، وليس من تركيا.
في موازاة ذلك، عاد رأس النظام بشار الأسد للتأكيد على أنه ماضٍ في الخيار العسكري لحسم الصراع في سورية، مشيراً في مقابلة صحافية إلى أنه "ليس لدينا خيار سوى أن ننتصر بالحرب"، وفق تعبيره.
وتعوّل المعارضة على تبدّل كلي في موقف الإدارة الأميركية الجديدة من الملف السوري يضع حداً نهائياً لتردد وضبابية موقف الإدارة السابقة، فسحت المجال للنظام وحلفائه الروس والإيرانيين لممارسة جرائم بحق المدنيين، وعمليات تهجير واسعة في سورية، التي باتت معرضة للتقسيم، والتلاشي من الخارطة.
ولا يزال وفد المعارضة برئاسة المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، يواصل زيارة للعاصمة الأميركية واشنطن، لـ"إعادة تقييم العملية السياسية في ظل تصاعد جرائم النظام"، وللدعوة "إلى محاسبة بشار الأسد كمجرم حرب".
والتقى حجاب، مساء الثلاثاء، كلاً من رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ جون ماكين، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ بوب كروكير، وعضو الكونغرس ولجنة العلاقات الخارجية ستيف شابوت، وعضو الكونغرس الأميركي، كارلوس كوربيلو، بالإضافة إلى عضو الكونغرس مارسي كابتر.
وذكرت مصادر في وفد المعارضة، أن حجاب "شدد خلال لقاءاته مع المسؤولين الأميركيين على ضرورة إعادة تقييم سير العملية السياسية، في ظل الجولات الخمس الماضية، التي انعقدت بجنيف، وعلى ضرورة إبداء المزيد من الحزم في تطبيق القرارات الأممية الخاصة بسورية".
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن وفد المعارضة أكّد أمام أعضاء الكونغرس أن الأسد "سبب الإرهاب في المنطقة"، وأنه "لا يمكن القضاء على الإرهاب طالما بقي موجوداً في السلطة"، وأن الأسد "هو الذي جلب إرهاب تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وإرهاب المليشيات الطائفية، وإرهاب الدولة على حد سواء".
وأحدثت الجريمة، التي ارتكبها النظام في مدينة خان شيخون، بداية تحوّل جذري في الموقف الأميركي تجاه ما يجري في سورية، ما قد يؤدي في الأيام القليلة المقبلة إلى تغيير كبير في طريقة تعاطي المجتمع الدولي برمته مع الملف السوري، تنهي سنوات من المراوحة في المكان.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، قد أكد، أمس الأربعاء، أن موقفه تجاه سورية، ورئيس النظام بشار الأسد قد تغير بعد الهجوم الكيماوي في خان شيخون.
ووصف ترامب الهجوم بـ"المروع والرهيب والوحشي، واستهدف أبرياء من النساء والأطفال وحتى الرضع"، مشدداً على أن الهجوم "تجاوز خطوطا حمراء كثيرة لديه".
بدوره، أكّد نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، أن كل الخيارات باتت مطروحة بعد الهجوم الكيماوي، من دون الخوض في تفاصيل تحرك بلاده إثر الهجوم، فيما ألمحت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، في جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، إلى أن بلادها ربما تتحرك منفردةً، في حال بقي المجلس عاجزاً عن التصدي للانتهاكات ضد المدنيين في سورية.
وفي شأن متصل، اعتبر المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية، رياض نعسان آغا، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تصريحات ترامب "جيدة"، مبيناً أنها "عبّرت عن تعاطف قوي". وأعرب عن اعتقاده أن ترامب "ليس كالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الضعيف"، وفق تعبيره.
واستغل النظام وحلفاؤه تردد إدارة الرئيس السابق أوباما من أجل تصعيد وتيرة الصراع في سورية، متجاوزين خطوطاً حمراء وضعتها، ما أدى إلى مقتل، واعتقال، وتشريد ملايين السوريين، وتحويل بلادهم إلى ميدان صراع إرادات إقليمية، ودولية، وهو ما شجّع على ظهور تنظيمات راديكالية يتخذ منها النظام، وحليفاه الروسي والإيراني ذريعة لكسر إرادة السوريين، وفرض حلول سياسية تعيد إنتاج النظام، بحسب مراقبين.
في المقابل، رأى مستشار وفد المعارضة المفاوض، يحيى العريضي، في حديث مع "العربي الجديد"، أنه "لا يعوّل مطلقاً على الموقف الغربي في وضع حد نهائي للأجرام الذي يقترفه النظام بحق السوريين"، مشيراً إلى أن "لكل جهة إقليمية، ودولية أجندات خاصة في ظل غياب قانون دولي يحترم الإنسان".
ولم يقتصر تحرك المعارضة على الجانب الأميركي، إذ قصد عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل وفد من الائتلاف الوطني السوري لمطالبة المسؤولين الأوروبيين بموقف داعم لـ"محاكمة مرتكبي المجزرة، وملاحقة المسؤولين عن ذلك، والعمل على استصدار قرار من مجلس الأمن وفق الفصل السابع"، وفق مصادر في الائتلاف.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق أوباما، قد عطّلت الموقف الأوروبي حيال القضية السورية، وحصرت الجهود الأوروبية في المجال الإنساني، واستقبال لاجئين.
ومن المتوقع، أن تضغط دول في الاتحاد الأوروبي لبلورة موقف غربي مناهض لموقف روسيا الذي يبدو أنها ليست في صدد تغيير موقفها الداعم لنظام الأسد.
وكانت روسيا قد رفضت، الأربعاء، مشروع قرار غربي قدمته الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا إلى مجلس الأمن الدولي يدين النظام السوري، ويدعو إلى فتح تحقيق كامل في جريمة خان شيخون، واعتبرته "غير مقبول على الإطلاق"، ويستند إلى "معلومات زائفة".
وفي السياق، جدد النظام تحديه للمجتمع الدولي، محاولاً تبرئة نفسه من جريمة خان شيخون، حيث كرر وزير خارجيته وليد المعلم المزاعم بأن جيش النظام "لم ولن يستخدم أي نوع من السلاح الكيماوي"، مطالباً بلجنة تحقيق "ليست مسيسة"، تنطلق من دمشق، وليس من تركيا.
في موازاة ذلك، عاد رأس النظام بشار الأسد للتأكيد على أنه ماضٍ في الخيار العسكري لحسم الصراع في سورية، مشيراً في مقابلة صحافية إلى أنه "ليس لدينا خيار سوى أن ننتصر بالحرب"، وفق تعبيره.