المصريون يترقبون تعويم الجنيه.. والبرلمان يحتفل بشرم الشيخ

03 أكتوبر 2016
ارتفاع أسعار جميع السلع في الأسواق(محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي ينتظر فيه المصريون قرار البنك المركزي بخفض جديد لقيمة الجنيه مقابل الدولار بنسبة قد تصل إلى 30% حسب تقديرات البعض، ليصل السعر الرسمي للدولار إلى ما بين 11.5 و12.5 جنيها، يكثف مجلس النواب من استعداداته لعقد احتفالية مرور مئة وخمسين عاما على إنشائه بمدينة شرم الشيخ يومي 9 و10 أكتوبر/ تشرين الأول المقبلين.

وحسب بنوك استثمار مصرية من المقرر أن يعلن البنك المركزي المصري قراره بخفض قيمة الجنيه مقابل الدولار خلال ثلاثة أيام على أقصى التقديرات، بعد فشله في الدفاع عن قيمة العملة المحلية جراء النقص الشديد في النقد الأجنبي بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها قطاعات السياحة والصادرات وتحويلات المغتربين والاستثمارات الأجنبية، واتساع الفجوة بين السوق الرسمية والموازية، نتيجة العجز في تلبية الطلب على الدولار، الذي وصل سعره مؤخراً إلى 13.60 جنيها في السوق السوداء غير الرسمية.

ويتوقع بعض المحللين أن يكون موعد تعويم قيمة الجنيه مساء الأربعاء، حيث يعقب هذا اليوم إجازة تستمر 3 أيام هي الخميس والجمعة والسبت.

وقال بنك الاستثمار المصري، بلتون فاينانشال، الأحد، إن البنك المركزي المصري سيقدم على تعويم الجنيه "خلال ساعات"، معتبراً لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع محافظ البنك المركزي طارق عامر السبت بمثابة "تأييد سياسي نهائي لقرار التعويم".

وتوقع بلتون فاينانشال، في مذكرة بحثية تحت عنوان "التنبيه الأخير: التعويم خلال ساعات" أن يصل سعر الدولار بعد التعويم إلى 11.5 أو 12.5 جنيهاً.

ويقترن خفض الجنيه بارتفاع معدل التضخم، الذي تجاوز حاجز الـ 16% للمرة الأولى في تاريخ البلاد، في بلد يستورد معظم احتياجاته الأساسية من الوقود والغذاء والدواء، ما يُنذر بموجة غلاء جديدة، ورفع لأسعار السلع المستوردة بنسب قد تصل إلى 40%.

ويدشن رئيس المجلس النيابي علي عبد العال، ووزير الاتصالات ياسر القاضي، اليوم، طابع بريد خاصاً بالاحتفالية البرلمانية، التي سيحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأعضاء حكومته مجتمعة، وجميع نواب البرلمان.

فيما يعقد رئيس لجنة الثقافة والإعلام بالبرلمان، أسامة هيكل، مؤتمرا صحافيا، اليوم الإثنين، للإعلان عن تفاصيل الاحتفال، ويتعرض لتفاصيل الجلسة المشتركة بين البرلمانين العربي والأفريقي، بعد أن أصدر عبد العال قرارا بتكليف القيادي بائتلاف الأغلبية بمهام المتحدث الرسمي للاحتفالية.

وقال هيكل في تصريح خاص: "إن الاحتفالية ستشهد في بدايتها كلمة للسيسي، يتحدث عن التحديات التي تواجه مصر داخليا وخارجيا، ومساندة حكومته للبرلمان في إقرار تشريعات تصب في مصلحة المواطنين، بحد قوله، على أن تعقبها كلمة ترحيبية لعبد العال برؤساء البرلمانات المشاركة".

وأضاف هيكل "أن الاحتفالية ستختتم بإقامة حفل عشاء لجميع المدعوين، بالتزامن مع تنظيم معرض للشركات التجارية والسياحية على هامش الاحتفالية، على أن يعقبها في اليوم التالي الجلسة المشتركة للبرلمانين العربي والأفريقي".

ولفت هيكل إلى عدم تأكيد بعض الوفود الدولية لحضورها، رغم الدعوات التي أرسلها البرلمان المصري لجميع رؤساء البرلمانات الأفريقية والعربية، وعدد كبير من المجالس التشريعية في أوروبا.

ويحضر نحو 595 نائبا، و150 من موظفي البرلمان والصحافيين للاحتفالية، التي ستقام بقاعة المؤتمرات بشرم الشيخ، ويُعرض خلالها فيلم وثائقي عن الحياة النيابية المصرية.
ويتحمل البرلمان المصري كامل تكاليف تذاكر الطيران لجميع النواب والمرافقين (درجة أولى)، والإقامة لعدة ليال ببعض الفنادق ذات تصنيف الخمسة نجوم، فضلا عن كلفة العشاء الفاخر لنحو ألف شخص من المدعوين.

وكانت تعليمات صدرت من عبد العال إلى رؤساء اللجان النوعية، وممثلي الكتل الحزبية، بعدم انتقاد الخفض المنتظر للجنيه المصري بوسائل الإعلام الأيام المقبلة، بدعوى خطورة الوضع الاقتصادي في مصر، وما يستدعي من إجراءات لمواجهة عدم استقرار سوق الصرف، بحسب ما كشفه مصدر مطلع بأمانة البرلمان.

المساهمون