المرصد الأورمتوسطي يدين قمع معارضي التطبيع في موريتانيا والإمارات والبحرين

16 سبتمبر 2020
من الوقفات الرافضة للتطبيع في غزة (Getty)
+ الخط -

دان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اليوم الأربعاء، عمليات القمع وإجراءات الترهيب والاعتقال التعسفي التي تنفذها قوات الأمن في كل من موريتانيا والبحرين والإمارات، على خلفية مناهضة نشطاء لاتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.

ووفق المعلومات التي توفرت للأورومتوسطي، فقد استخدمت قوات الأمن الموريتانية أمس الثلاثاء، القوة المفرطة لتفريق تظاهرة سلمية في العاصمة نواكشوط، نظمها نشطاء رفضًا لاتفاقات التطبيع بين دول عربية وإسرائيل. ولاحقت قوات مكافحة الشغب الموريتانية المتظاهرين وفرقتهم بالقوة أمام مبنى السفارة الأميركية في العاصمة بعدما تجمعوا سلميا؛ احتجاجًا على التطبيع وتنديدًا بالدور الأميركي في إقامة دول عربية لعلاقات مع إسرائيل ،كما  فرضت قوى الأمن تعتيمًا على حجم الإصابات والاعتقالات التي نجمت عن تفريق التظاهرة.

 وأشار بيان المرصد، إلى أن قوى الأمن في البحرين، اعتقلت مشاركين اثنين عقب تظاهرة مناهضة للاتفاق، ونقلتهما إلى جهة مجهولة، فيما تجري ملاحقة وعمليات استدعاء لعشرات آخرين، على الخلفية ذاتها.

وفرضت قوات الأمن إجراءات مشددة أمام حركة المواطنين بعد التظاهرات في كل من العاصمة المنامة، وقرى أبوصيبع، الشاخورة، السنابس، صدد، وكرانة..

وبحسب المعلومات التي توفرت للمرصد، فإن قوات الأمن أعلنت منع أي تظاهرات سلمية مناهضة للتطبيع، وانتشرت في المناطق التي شهدت خروج تظاهرات رغم المنع.

ووصلت إلى المرصد الأورومتوسطي شكاوى عن تلقي معارضين لاتفاق السلام بين البحرين وإسرائيل تهديدات بعدم إبداء معارضة أو تنفيذ تحركات ميدانية رافضة للاتفاقية، بالتوازي مع شن حملة ترهيب عبر وسائل الإعلام الموالية للدولة ضد المعارضين.

وفرضت دولة الإمارات قيودا مماثلة عبر شن حملة ملاحقة واعتقالات تعسفية ضد المعارضين.

وتلقى المرصد شكاوى باتخاذ السلطات الإماراتية إجراءات ترهيب ضد فلسطينيين مقيمين في الإمارات لدفعهم تحت طائلة الخوف من الترحيل، للإدلاء بتصريحات ومواقف مؤيدة للتطبيع.

كما تلقى معلومات بشن السلطات الإماراتية حملة اعتقالات غير معلنة بحق مواطنين ومقيمين عرب، بمن في ذلك فلسطينيون وأردنيون، عبروا بشكل علني عن اعتراضهم على تطبيع دولتهم مع إسرائيل.

إلى جانب ذلك، تلقى الأورومتوسطي شكوى عن إقالة موظفين، وفرض الاستقالة على آخرين على الخلفية نفسها.

ودان المرصد الحقوقي، لجوء قوات الأمن في الدول الثلاث، إلى استخدام القوة والترهيب المادي والمعنوي ضد التجمعات السلمية، ويرى في ذلك مساسا بحقوق أساسية كفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ومواثيق حقوق الإنسان الأخرى.

كما عبر الأورومتوسطي عن رفضه لسياسة تكميم الأفواه وانتهاك الحق في حرية العمل الصحافي وحرية الرأي والتعبير، التي زادت وتيرتها خاصة في دولتي البحرين والإمارات على خلفية اتفاق التطبيع.

ويدعو المرصد الأمم المتحدة إلى تفعيل إجراءاتها الخاصة، لوقف الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان في الدول الثلاث، وضمان تمتع المواطنين والوافدين بحقوقهم تحت تهديد قطع مصدر الرزق والترحيل والاعتقال.

ويطالب بإطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية مواقفهم السلمية وتعبيرهم عن آرائهم، وإلغاء جميع القيود المفروضة على ممارسة الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير والعمل الصحافي.

جدير بالذكر، أن البيت الأبيض في واشنطن، شهد مساء الأمس الثلاثاء إقامة مراسم توقيع اتفاقين بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووزيري الخارجية البحريني والإماراتي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، إضافة إلى مسؤولي الإدارة الأميركية.

وجاء هذا التوقيع بعد أسابيع من الكشف عن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، ما أثار موجة من الاحتجاجات الميدانية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضد قرار تطبيع دول عربية مع إسرائيل، حيث اعتبره ناشطون تشجيعا للانتهاكات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

المساهمون